'التنظيم والكونفدرالية لنسائية العالمية الحل الوحيد لمواجهة سياسات الإبادة'

أكدت المتحدثة باسم اتحاد نساء كردستان ـ ألمانيا YJK-E)) كزبان دوغان، على ضرورة تنظيم النساء لأنفسهن وتطوير دفاعهن وإنشاء كونفدرالية نسائية عالمية الذي يعد الحل الوحيد لمواجهة الأنظمة.

روجدا نوال  

مركز الأخبار ـ مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، أكملت النساء في العديد من دول العالم استعداداتهن لهذا اليوم، حيث ستقمن بتنظيم العديد من الفعاليات والنشاطات التي تسلط الضوء على نضالهن.

لقد كان عام 2024 أكثر صعوبة على النساء، خاصة بالنسبة للواتي أبدين مقاومة ونضالاً كبيرين خاصة في الفترة التي ازداد فيها عنف الدولة الذكوري واشتدت فيها الحروب.

وحول تجارب النساء اللواتي اضطررن للهجرة إلى أوروبا والحروب والنضال المشترك للنساء، تقول المتحدثة باسم اتحاد نساء كردستان ـ ألمانيا YJK-E)) كزبان دوغان، أن المؤسسات الدولية اعترفت بهذا اليوم بعد مرور 30 عاماً، أن الكثير من النساء تقدمن بطلبات لجوء إلى ملاجئ النساء في ألمانيا، لافتةً إلى أن عام 2024 شهد أعلى معدلات القتل والعنف والتحرش والاغتصاب "هناك حرباً تشن على النساء".

وأضافت "بالنظر إلى الإحصائيات نجد أن 87 امرأة قد قُتلت في ألمانيا وحدها، هؤلاء النساء قُتلن إما على يد أزواجهن أو أصدقائهن، تتقدم العديد من النساء بشكل خاص إلى ملاجئ النساء، يُظهر هذا العدد من الطلبات في الواقع مدى دعم سياسات الدولة في مجال العنف ضد المرأة، هذا العام، نحن كحركة نسائية ونساء أمميات سنخرج إلى الشوارع رافعين شعار "حربهم دمنا". لأن الحرب العالمية الثالثة هي مذبحة النساء والأطفال".

وأكدت على أن الحرب العالمية الثالثة تدور رحاها حول النساء "في الشرق الأوسط أو آسيا يتم ارتكاب مجازر وجرائم بحق النساء بقتل أجسادهن، ولكن في أوروبا يتم ذلك بأساليب مختلفة، حيث تُرتكب المجازر ضد النساء على شكل استغلال العمالة، وفي العمل، وفي المنزل وفي الشوارع، هذا العام سنكون في الميادين ضد العسكرة والإبادة البيئية والإبادة الجماعية في أوروبا".

ولفتت كزبان دوغان الانتباه إلى حقيقة أن كشف أسماء النساء اللواتي قتلن خاصة في الحربين العالميتين الأولى والثانية غير مكتوب في أي مكان "أسماء النساء ليست موجودة في الأرشيف ولا في الوثائق، لا يمكن العثور على نضال النساء ومقاومتهن في أي مكان، اليوم نسميها الحرب العالمية الثالثة، والتي بدأت فعلياً في التسعينيات مع حرب الخليج، هنا لم تكن ممارسات الدول الأوروبية الحاكمة والولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعبين العربي والكردي، بل ضد المرأة، وعندما وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين، ازدادت الاعتداءات ضدها وازدادت وتيرة نضالها، ليس فقط في حرب فلسطين، وحرب العراق، وأفغانستان، وعودة طالبان، بل أيضاً مقاومة النساء ضدها، لقد كان هناك الكثير من العنف والمجازر".

 

"النساء والأطفال هم الأكثر غرقاً في البحر الأبيض المتوسط"

في إشارة إلى موجة الهجرة إلى أوروبا، تقول كزبان دوغان "إذا قمنا بتقييم العام الماضي، فإن القمع الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، ونهج نظام الملالي في شرق كردستان وقمع طالبان في أفغانستان، وكذلك القمع في شمال كردستان، بدأ موجة الهجرة مرة أخرى، تعرضت النساء في الغالب للتحرش والعجز والاغتصاب، معظم الذين سارعوا إلى الهجرة وغرقوا في البحر الأبيض المتوسط، كانوا من النساء والأطفال، لقد أصبح البحر مقبرة النساء والأطفال بسبب مصالح القوى الحاكمة ومصالح الدولة الذكورية"، ولفتت إلى أنه "في إيران على سبيل المثال، لا نرى سوى أحكام الإعدام"، منوهةً إلى أنهم بدأوا يدركون ما حدث في سجن إيفين بعد ما تعرضت له وريشة مرادي وبخشان عزيزي.

 

الوجه الزائف لأوروبا

وأكدت كزبان دوغان أن النساء يرين الوجه المزيف لأوروبا أو العالم الغربي "يقال إن النساء يتمتعن بحقوق، على الأقل هناك سلام، لا يوجد خوف من الموت، ومع ذلك، هناك أشكال مختلفة من القتل، فالنساء يُقتلن نفسياً، فالدول الإسكندنافية على سبيل المثال، معروفة في أوروبا بأنها دول تقوم على المساواة والديمقراطية، هذا البلدان تحظى بالكثير من الثناء، لكن النساء هنا يمارسن البغاء لكسب الرزق، تعتني الدولة القومية بالنساء جسدياً، كما إن وضع اللاجئات اللاتي يبقين على الحدود أسوأ من الموت، الذين يصلون إلى هذه البلدان، وخاصة النساء، يلتزمون الصمت، والمجتمع يمارس عليهم الضغط، لا تستطيع أن تقول ما حدث لها في الطريق".

وتابعت "يُنظر إلى النساء على وجه الخصوص على أنهن عمالة رخيصة في البلدان التي يأتين منها، يُنظر إلى المرأة كقوة عاملة رخيصة، إن وضع المرأة الأوكرانية أسوأ من ذلك، إن نهج الدولة الألمانية تجاه أوكرانيا مختلف تماماً مقارنةً بالشرق الأوسط والدول الآسيوية، ولكن نفس الممارسات مستمرة بالنسبة للنساء"، مضيفةً "إنهم لا يمنحون النساء فرص عمل ويضغطون عليهن لممارسة الدعارة، عندما كانت هناك موجة من المهاجرين في ألمانيا قبل عامين، تم الإبلاغ عن اختفاء 8 آلاف طفل، من بينهم ألفي طفل لم يتم تسجيلهم في ألمانيا على الإطلاق، كيف اختفى ألفي طفل؟ هناك مافيا الأعضاء والدعارة والأطفال، لديهم علاقات مع السلطات، نحن كنساء يتم قتلنا جسدياً ونفسياً في أوروبا".

 

"الحركة النسائية الكردية تهتم أكثر بالنساء اللاجئات"

وأوضحت أن الحركة النسائية الكردية تهتم أكثر بالنساء اللاجئات، مشيرةً إلى أن النساء لا تستطعن حتى الخروج في مخيمات اللجوء "الكثير من اللاجئات خائفات جداً، لديهن مخاوف جلبنها من البلاد التي جئن منها، مثل التعرض للقتل والاغتصاب والحرب، إنهن بحاجة إلى علاج نفسي، قررنا في مؤتمرنا السابع والاجتماع السنوي العام الماضي مساعدة النساء اللاتي جئن خلال موجة اللجوء، فالنساء المقيمات في المخيمات على وجه الخصوص لا يعرفن حقوقهن، وتواجهن الكثير من العنف، يمكن للمقيمات في المخيمات الوصول إلينا من خلال النساء اللواتي يعرفننا، نحاول مساعدتهن بقدر ما نستطيع، تطلب منا النساء الإيرانيات والأفغانيات المساعدة، كحركة نسائية، نحن نناضل ضد الدولة الذكورية ونحاول مساعدة اللاجئات في آن واحد".

 

دعم الدولة للرجال

وفي معرض تذكيرها بالبيان الذي نشرته منظومة المرأة الكردستانية قبل عامين، أوضحت كزبان دوغان أن الحرب العالمية الثالثة تُشن في الواقع ضد حرية المرأة في العديد من الدول من بينها الصومال وأفغانستان والسودان وإيران وأذربيجان وأرمينيا "في العراق يريدون تمرير قوانين تقنن زواج الفتيات في التاسعة من العمر، وفي تركيا يريدون تمرير قوانين تسمح للنساء بالعمل كالعبيد في المنزل، ولا يوجد قانون للإجهاض في بولندا، وفي ألمانيا يتركون النساء بلا إرادة في القوانين، ما تقوله KJK هو بالضبط نفس الشيء، فنهج الرجال مدعوم في الواقع من قبل الدولة، فالعقوبات التي يتلقونها على الأشياء التي يفعلونها هي بمثابة هدية، هذا هو نفسه في كل مكان، بغض النظر عن مدى تقدم النساء إلى مكان ما، فإن الدولة لا تساعدهن، إنهم يريدون قبول قتل النساء ويريدون تدمير نضال المرأة".

وأشارت إلى أن المواقف اليمينية والقومية تتصدر المشهد "يحاولون إضفاء الشرعية على قتل النساء من خلال الحكومات والقوانين الجديدة، تُعتبر الجرائم التي ترتكبها قوة أخرى بمثابة إبادة جماعية، ولكن لا يمكن اعتبار الجرائم والمجازر التي راح ضحيتها أكثر من 360 امرأة خلال عام واحد في تركيا، والمذبحة التي راح ضحيتها ما يقارب من 90 امرأة في ألمانيا قبل أن تصل إلى عام واحد مذبحة، بعد الجائحة، تغيرت سياسات الدولة ضد نضال المرأة، حيث تم تغيير القوانين، إنهم يمسكون القوانين بأيديهم كقطعة من الورق وينكرون وجود المرأة، إنه في الواقع تجاهل لإرادتهن وقراراتهن وأفكارهن، أنا لا أقول هذا بمعنى فصلهن عن بعضهن البعض، ولكن يجب على المنظمات النسائية في العالم أن تطور تنظيمها بمزيد من النساء، يجب أن نحارب هذه الممارسات بإرادة وتصميم، ويجب أن نتحرك نحو كونفدرالية نسائية عالمية مع رمز الحرية  "Jin Jiyan Azadî"فما نحتاج إليه هو المقاومة والنضال والتنظيم".

 

ضرورة الكونفدرالية النسائية

ولفتت إلى أنه نتيجة للحروب التي تطورت في عام 2024، أصبحت الكونفدرالية النسائية العالمية أكثر أهمية "لقد خلقت ثورة "Jin Jiyan Azadî" التي قادتها النساء الكرديات آمالاً كبيرة خاصة ثورة نساء روج آفا، إن الحداثة الرأسمالية تعظم الحريات الفردية، لذا ابحث عن مكان لك، فالسياسة تجري على خط رفيع،  ويتم التأكيد على الحرية الفردية أكثر من اللازم، في مقابل ذلك، خرجت النساء في أفغانستان وإيران والهند وبولندا وسويسرا إلى الشوارع رافعات شعار "Jin Jiyan Azadî"، أعطت فلسفة "Jin Jiyan Azadî" الأمل للنساء، لذا من الضروري تنظيم هذا الأمل، لا يمكن تدمير الأمل إلا بالهجوم، ولكن إذا نظمنا هذا الأمل أيديولوجياً، وإذا جمعنا بينه وبين الحياة، وإذا عشناه مع أخواتنا الأخريات، وإذا حافظنا على نفس الشعور حياً، وإذا وسعنا شبكة النضال، فلن يستطيع أي نظام أو أب أو رجل أو زوج أو دولة أن يذبح المرأة".

وأكدت كزبان دوغان في ختام حديثها على أن آمال النساء أكبر بكثير هذا العام "يريد النظام تفتيت آمال النساء وتنظيمهن مع الحريات الفردية وفصلها عن بعضها، والحل الوحيد أمام النساء في مواجهة ذلك هو تنظيم أنفسهن في فلسفة "Jin Jiyan Azadî" وتطوير دفاعهن عن أنفسهن، إن إنشاء كونفدرالية نسائية عالمية هو الحل الوحيد".