التمكين الاقتصادي للنساء مطلب يوحد المغربيات

بمشاركة العديد من الناشطين/ات نظم اتحاد العمل النسائي بمدينة مراكش ندوة سلط الضوء فيها على المعيقات والاكراهات التي تواجه النساء للانخراط إلى سوق العمل وامتلاك تقنيات التسويق لتمكينهن اقتصادياً.

رجاء خيرات

المغرب ـ أجمع ناشطون/ات أن التمكين الاقتصادي للنساء ضروري لتعزيز حقوقهن وإرساء المساواة بين الجنسين ومكافحة كافة أشكال التمييز.

نظم اتحاد العمل النسائي بمدينة مراكش، أمس الاثنين 10 حزيران/يونيو ندوة حول "التمكين الاقتصادي للنساء من التحديات والاكراهات"، حيث سلطت المشاركات الضوء على المعيقات والاكراهات التي تواجه النساء للولوج إلى سوق العمل وامتلاك تقنيات التسويق.

وقالت المسؤولة عن مركز الاستماع "النجدة" أمينة بيان إن "اتحاد العمل النسائي يعمل على تأطير وتأهيل النساء في وضعية صعبة من أجل الاستفادة من ورشات متعددة التخصصات، في مجال الإعلام والطبخ والخياطة والحلاقة، حيث تتم منحهن شهادات تخول لهن ممارسة النشاط الذي تلاقين فيه تكوينهن طيلة العام".

وأكدت أن هناك الكثير من الاكراهات والتحديات التي تنتظر النساء للولوج إلى سوق العمل والاستفادة من فرص العمل المتاحة، موضحةً أن التمكين الاقتصادي للنساء بات مطلباً ملحاً لتحقيق المساواة وتعزيز حقوق النساء، حيث سيمكنهن من الاستقلال مادياً والمساهمة في الاقتصاد المنزلي، فضلاً عن تمكينهن من اتخاذ القرار في العديد من مجالات الحياة، وهو ما يحد من الفئة النسوية التي تكرس النظرة الدونية للنساء المتمثلة في كونهن غير قادرات على ولوج سوق العمل، وهو ما دأب اتحاد العمل النسائي على النضال للحد منه ونشر الوعي بإشراك النساء في كل المجالات.

وأشارت إلى أن العديد من المشاركات تجهلن تقنيات خلق فرص تمكنهن اقتصادياً، حيث يتطلب الأمر اكتساب بعض المهارات والتقنيات الأساسية التي تسهل لهن إيجاد فرص للعمل، وعن أهمية التسويق الرقمي، ركز المشاركون/ات على أن المعرفة بتفاصيل ما يعرف بالدكاكين أو المتاجر الإلكترونية أصبح ضرورة يفرضها عصر الثورة التكنولوجية، إذ لم يعد كافياً أن تكتسب النساء بعض الحرف أو المهن أو حتى تحصلن على شهادات جامعية، في غياب معرفتهن بهذا المجال الذي يتطور باستمرار. 

وبالنظر لوضعية سوق العمل بالمغرب وصعوبة الولوج إليه خاصة عند النساء، فهناك ضرورة لتعلم بعض المهارات في التواصل وكيفية الحديث عن المشاريع التي تدرنها والقدرة على إقناع هذا الأخير بالقيمة التي يمكن أن تضفنها للمؤسسة.

 

 

وبدورها أشارت الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي بمراكش سعيدة الوادي إلى أن المستفيدات من الورشات تخضعن طيلة السنة لتكوين في المجال القانوني والتشريعي والصحي، بالإضافة إلى تكوينات مهنية تخول لهن الولوج لسوق العمل.

وعن الصعوبات التي تواجهنها في مسيرة البحث عن العمل، أوضحت أنهن في حاجة إلى تطوير بعض المهارات والتقنيات التي تساعدهن على إيجاد فرص العمل، مثل كيفية صياغة سيرة ذاتية تكون مطابقة للعمل المطلوب، فضلاً عن التمكن من التواصل والاقناع المثمر والإيجابي، لافتةً إلى أنه لكل مؤسسة خصوصيتها، وهو ما يطلب من الباحثة عن العمل أن تكيف مهاراتها والتقنيات التي اكتسبتها وفق ما تشترطه المؤسسة.

وعن الدور الذي يلعبه اتحاد العمل النسائي، نوهت إلى المبادرات التي يقوم بها أعضاء وعضوات الاتحاد، بحكم تخصصاتهم المختلفة، في تأطير ورشات توعوية لفائدة النساء، وحثهن على ضرورة التمكين الاقتصادي كشرط أساسي لتعزيز الحقوق الإنسانية والمساواة.

ودعت المشاركين/ات وممثلو الوكالة الوطنية لإنعاش العمل والكفاءات المستفيدات إلى الاستفادة من الفرص المتاحة حالياً كمنصات التواصل الاجتماعي بشكل يتيح الانفتاح على فئة واسعة من الزبائن، و كذلك الاطلاع على بعض المحتويات الرقمية التي تساعد على إنشاء مشاريع اقتصادية وسبل تطويرها، سواء تعلق الأمر بتعاونية أو شركة أو حتى مقاولة ذاتية وفق ما يتطلبه السوق.    

وخلصت المتدخلات إلى كون الولوج إلى المعلومة لم يعد صعباً أمام هذا التدفق الرقمي الكاسح، يكفي أن تتوفر الإرادة لدى النساء من أجل تحقيق مشاريعهن وتطويرها، وذلك من خلال الاستفادة مما يعرض على المنصات الرقمية من محتوى هادف وجاد، وهن بذلك يمكنهن تطوير مهاراتهن وتحقيق استقلالهن المادي، كشرط لابد منه لامتلاك سلطة القرار والتحرر من السلطة الذكورية.