التلوث بالذخائر غير المتفجرة في غزة يهدد حياة 2.1 مليون نسمة
حذر برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية، من أن التلوث بالذخائر غير المتفجرة في غزة يهدد حياة السكان، فيما يفاقم تصاعد العنف في الضفة الغربية من انتشار هذه المخلفات المميتة في المناطق المكتظة بالسكان ومخيمات اللاجئين.
مركز الأخبار ـ تشكل الذخائر غير المتفجرة المنتشرة في غزة خطراً يومياً على حياة السكان، إذ تتحول إلى قنابل موقوتة تهدد حياتهم وأمنهم، وأشارت التقارير إلى أن هذه المخلفات تزيد من حالة الخوف والقلق لدى العائلات، ما يجعلها أزمة إنسانية تضيف عبئاً جديداً على المجتمع المنهك.
أفاد رئيس برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) في الأراضي الفلسطينية، أمس الأربعاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، أن التلوث بالذخائر غير المتفجرة في غزة يهدد المجتمعات المحلية بشكل مباشر، ويعيق الدعم الأساسي لسكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وذلك من خلال تقييد العمليات الإنسانية المنقذة للحياة، وإبطاء جهود الإنعاش المبكرة، وجعل عملية إعادة الأعمار الحيوية بالغة الخطورة.
وأكد أن حجم التلوث بالذخائر غير المتفجرة في غزة "هائل للغاية" وذلك بعد عامين من القتال العنيف واستخدام جميع أطراف النزاع للأسلحة المتفجرة، لافتاً إلى أن الظروف المعيشية القاسية تجبر العائلات على النزوح إلى مناطق غير آمنة، مما يزيد بشكل كبير من تعرضهم لمخاطر المتفجرات.
وأوضح أن الأطفال يعدون من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، وأن العديد من العائلات ليس لديهم خيار سوى الاحتماء بالقرب من المناطق المشتبه في احتوائها على الذخائر المتفجرة، نظراً لعدم وجود بدائل أكثر أماناً.
وقال المسؤول الأممي، إن نحو 400 شخص في غزة تعرضوا لحوادث مرتبطة بالذخائر غير المتفجرة، موضحاً أن هذا العدد قد يبدو محدوداً مقارنة ببعض الدول الأخرى، إلا أن نسبته إلى عدد السكان تقترب من المعدلات المسجلة في دول مثل سوريا عند احتساب البيانات منذ كانون الأول/ديسمبر 2024.
وأوضح أن البرنامج ركز في المرحلة المقبلة على التعامل مع الأثر النفسي الذي تخلّفه الذخائر غير المتفجرة في المجتمعات، وذلك عبر معالجة المعادن الخردة والمواد الخاملة والأشياء التي قد تبدو شبيهة بالذخائر، إلى جانب دراسة أنواع أخرى من الذخائر غير المتفجرة القابلة للإزالة والتخلص منها، لافتاً إلى أن هذه الجهود تهدف في النهاية إلى تمهيد الطريق أمام التعافي المبكر وتعزيز فرص إعادة الإعمار بشكل أوسع.
الضفة الغربية
وأشار رئيس برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية، إلى أن تصاعد العنف في الضفة الغربية يفاقم التلوث بالذخائر غير المتفجرة، لافتاً إلى أن هذه المخاطر تمتد إلى المناطق المكتظة بالسكان، ومخيمات اللاجئين، والمراكز الحضرية، إضافة إلى المناطق الريفية، ما يضطر المجتمعات المحلية إلى التعايش مع مخلفات الحرب المميتة.