الثقافة هوية وطنية مهمة

تقول شيبا محمد، رئيسة الأرشيف في المعهد الثقافي الكردي بإقليم كردستان "الثقافات القديمة تظهر الحضارة الكردية كما أن ثقافة الشعب الكردي محمية من قبل النساء اللواتي لم تسمحن بضياعها".

نهاية أحمد

السليمانية ـ الثقافة تشمل كل القيم العلمية والمادية، وتتكون من عدة أجزاء أنتجتها الأمة منذ نشأتها، والتي تشكل جزءاً رئيسياً من الثقافة، كالتقاليد، والعادات، واللغة، والعلوم الأدبية بشكل عام، وغيرها وهذه الأجزاء معاً تخلق الثقافة، فالثقافة هي حامية الأمة وهويتها.  

 

"الأمة الكردية غنية بثقافتها الخاصة"

قالت رئيسة قسم الأرشيف الصوتي والملون في معهد الثقافة الكردية، شيبا محمد عن كيفية الحفاظ على الثقافة الكردية الشفهية باعتبارها جزء مهم من المجتمع والأمة الكردية "تشمل الثقافة جميع التقاليد والأديان واللغات وغيرها التي يتبعها المجتمع ويجعلها جزءاً من حياته وتصبح تاريخ أي أمة وشعب، والأمة الكردية ليست مستبعدة من التمتع بهذه الثقافة الغنية، مثل أي منطقة أخرى في العالم، يمكننا تقديم وإعادة كتابة التاريخ الكردي بهذه الثقافة، على سبيل المثال الجزء الأكثر أهمية في الثقافة هو اللغة المنطوقة، والتي تسمى الثقافة الشفهية".

وأوضحت شيبا محمد كيف حافظت المرأة على الثقافة والتقاليد "أنه لم يشهد المجتمع الكردي التقدم الكافي في الوقت الحالي بسبب انخفاض معدل معرفة القراءة والكتابة في ذلك الوقت، وخاصةً بين النساء، ومع ذلك، تمكنت جداتنا وأمهاتنا من الحفاظ على الأصالة الكردية من جيل إلى جيل على شكل قصص، كما إن القطع الأثرية القديمة التي تظهر الحضارة الكردية لم يسمح لها بالوقوع في أيدي أعداء الكرد وتم الاحتفاظ بها لنا، وهو أمر مهم للغاية اليوم، وفي مجال الأدب والفن، هناك بعض النصوص القديمة التي غنتها النساء لأطفالهن، مما يدل على أن المرأة حافظت على التاريخ والثقافة والأدب الكردي في الشعر وكانت جزءاً من الأدب الكردي الأصيل ولعبت دوراً مهماً في الحفاظ على الثقافة الشفوية".

 

"لم يتم إيلاء الاهتمام الكافي للحفاظ على الهوية الكردية"

وأكدت أنه "لا يوجد أي اهتمام بالحفاظ على الثقافة الكردية، والحل في هذا الوقت هو الحفاظ على أصالة الأمة، ويجب إدراج الثقافة الكردية في المناهج الدراسية من مرحلة رياض الأطفال إلى الجامعات، وينبغي تدريس الثقافة كمادة رئيسية لرفع مستوى الوعي لدى الأجيال فالجيل الحالي يولي الكثير من الاهتمام للثقافة والأدب الأجنبي، ولا يهتم بثقافة أمته، ولا يريد أن يتعرف على أصالتها وذلك لأن الجيل الشاب لا يهتم بقراءة التاريخ الكردي وليس على دراية بثقافته، وهناك شعور بارد لدى الجيل الحالي تجاه الأدب والثقافة الكردية لكن على الرغم من كل البؤس الذي حل بالشعب الكردي عبر التاريخ، إلا أننا تمكنا من الحفاظ على هذه الثقافة المقدسة على أي حال".

ولفتت شيبا محمد إلى إنه لم يتم بذل ما يكفي من العمل للحفاظ على الثقافة، وأنه تم تقديم جهد بسيط من قبل الأشخاص أو المؤسسات "يجب القيام بالمزيد من العمل، نحن كمعهد الثقافة الكردية نعمل منذ 22 عاماً للحفاظ على الثقافة الكردية ونسعى لجمع وحفظ تراثنا، وقيم الكرد في جميع أجزاء كردستان، ونبحث في القرى والمدن عن مصادر مناسبة للبحث".

 

"دول الجوار حاولت تدمير الثقافة الكردية"

وبينت أن الدول المجاورة لكردستان حاولت القضاء على الأمة الكردية منذ البداية "كردستان تواجه دائماً هجمات الاحتلال. في كل حرب، أصبحت الأمة الكردية الهدف الرئيسي، ولقد حارب الغزاة دائماً من أجل السيطرة الاقتصادية والسياسية، ورغم أنه لم تكن لدينا أسلحة سياسية أو اقتصادية للمقاومة إلا أن ما تمكنت الأمة الكردية من استخدامه لمحاربة الغزاة هو ثقافتنا، فسلاحنا هو لغة وتراثنا عاداتنا وتقاليدنا وأسلوب الملابس الكردية، إنها الثقافة المقدسة التي كانت دائماً رمزاً للأمة ومملوكاً للكرد".

وقالت شيبا محمد عن دور المرأة في الحفاظ على الثقافة الكردية "إذا تحدثنا عن دور المرأة، علينا العودة إلى التاريخ، لقد كان للمرأة الكردية دائماً تأثير كامل في جميع المجالات وحتى يومنا هذا، تمكنت المرأة من ترك بصمتها في الحفاظ على القيم الاجتماعية القديمة والوطنية".

ودعت شيبا محمد النساء إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على ثقافة جيلهن "كن سبباً في إحياء التقاليد التي عملت جداتنا وأمهاتنا على الحفاظ عليها كرمز وطني، وحافظن عليها جيلاً بعد جيل وأصبحت الآن السمة المميزة للأمة الكردية".