السويداء تستعيد نبضها الفني بعد سنوات من التهميش
سعت الفنانات المشاركات في مهرجان البازلت الأول بمدينة السويداء السورية، لترسيخ الفن في التعبير عن معاناة السوريات، واعتبرنه وثيقة زمنية للألم والحرية وبعثن من خلاله رسائل تراثية وإنسانية ودعوات لاستمرار دعم الفنون.
روشيل جونيور
السويداء ـ يمثل مهرجان البازلت الأول للإنتاج السينمائي والفني الذي نظم في مدينة السويداء، حدثاً فنياً يجسد المشهد الثقافي السوري.
شهدت مدينة السويداء أمس السبت 25 كانون الثاني/يناير، افتتاح مهرجان البازلت الأول للإنتاج السينمائي والفني تحت شعار "من السويداء رسالة فن وسلام لكل العالم".
وبدأ المهرجان بافتتاح معرض الفن التشكيلي جمع نخبة من الفنانين التشكيليين الذين وثقوا من خلال أعمالهم أبرز التحولات التي شهدتها البلاد خلال سنوات الحرب، وكذلك عرض مسرحي من تقديم طلاب أكاديمية البازلت.
وعلى هامش المهرجان، أوضحت الفنانة التشكيلية هدى دبيسي، أن "المهرجان يعكس روح الحرية ويتيح للفنانين فرصة للتعبير عن مشاعرهم بعد سنوات من القمع والتهميش كانوا يحاولون إيصال صوتنا من خلال رسوماتهم وألوانهم".
وتسلط اللوحة التي شاركت بها هدى دبيسي في المهرجان، الضوء على معاناة المرأة السورية وخاصة اللواتي حرمن من بيئة تدعم الإبداع، وعن لوحتها تقول "الإبداع بحاجة إلى بيئة حرة، وحماية الحقوق الأدبية والفنية للفنانين يجب أن تكون جزءاً من الدستور الجديد في سوريا مما يضمن للرسامين حماية أعمالهم الفنية".
من جانبها شاركت الفنانة التشكيلية نسرين الحسين في المهرجان بلوحة من بين سلسلة لوحات ركزت فيها على الاعتقالات والسجون التي أخفت واقعاً أليماً وكذلك السجون الفكرية التي يجب تحرير المجتمع منها، مشيرةً إلى أهمية الفن في توثيق مراحل الحرب وآثارها على المجتمع السوري، وأكدت على أن حرية التعبير حق أساسي لكل فنان، داعية إلى سن قوانين تحمي الفنانين وتضمن لهم مساحة مفتوحة للتعبير عن أفكارهم دون قيود.
وعبرت الفنانة سحر مسعود عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان الذي اعتبرته منصة لعرض مجموعة من اللوحات المتنوعة التي جمعت بين التراث والعلم ومعاناة المرأة السورية، وقالت إن المرأة دفعت ثمناً باهظاً خلال سنوات الحرب وتأمل أن تشهد سوريا الجديدة ازدهاراً في جميع المجالات وعلى رأسها الفنون.
واختتمت فعاليات المعرض بتأكيد الفنانات المشاركات على أهمية إقامة معارض فنية دائمة لتوفير منصة تتيح للفنانين المحليين عرض أعمالهم، وشددت المشاركات على دور الفن في بناء سوريا الجديدة معتبرات أن الفن يشكل وسيلة للتعبير عن الحاضر ورسم ملامح المستقبل.