السودان... قتال عنيف وارتفاع أعداد الضحايا

مر شهر على بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع لم يتوقف فيه يوماً رغم المساعي الدولية للتهدئة لكن شدة القتال زادت بعد توقيع اتفاق لمرور المساعدات الإنسانية بجدة.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ تشهد العاصمة السودانية الخرطوم مواجهات عنيفة ومستمرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسلاح الجو بين الجيش وقوات الدعم السريع.

بحسب شهود عيان، فإن الاشتباكات زادت حدتها، صباح اليوم الثلاثاء 16 أيار/مايو، في مدن العاصمة الثلاث كما شهدت مناطق واسعة من العاصمة قصفاً عنيفاً ليلة أمس الاثنين، كما شهدت منطقة الكدرو شمال مدينة بحري صباح اليوم قتالاً عنيفاً بين طرفي النزاع.

وفي الوقت الذي بدأت فيه المرحلة الثانية من المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، قتل 280 شخصاً خلال يومين فقط في اشتباكات دامية في مدينة الجنينة غربي السودان، وأصيب 160 آخرين وفقاً لنقابة الأطباء (غير حكومية)، التي قالت إن المدينة التي تقع في إقليم دارفور تمر بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية القتال.

وأشارت النقابة إلى أن عدد الضحايا من المدنيين ارتفع إلى 822 قتيلاً و3215 مصاب بعضهم حالته غير مستقرة منذ بدء القتال منتصف الشهر الماضي، وهذه هي الحالات التي وصلت إلى المستشفيات ولكن يتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات، وأن 30 مستشفى فقط تعمل بشكل كامل أو جزئي في جميع أنحاء البلاد وهي مهددة بالإغلاق بسبب نقص الكادر والإمداد والمياه والكهرباء.

ولفتت إلى أن ولاية كسلا شرقي السودان رغم وقوعها خارج دائرة القتال، إلا أنها تعاني من تداعيات الحرب وتدهور الوضع الصحي، إذ تعاني المستشفيات من نقص أسطوانات الأكسجين وأكياس الدم والأدوية المنقذة للحياة وأن غسلات مرضى الكلى المتوفرة تكفي لمدة أسبوع واحد فقط، وأن مستلزمات غسيل الكلى التي وصلت البلاد عبر مدينة بورتسودان لم تصل إلى كسلا حتى وقت كتابة هذا الخبر.

ومع استمرار القتال يعيش سكان العاصمة الخرطوم المحتجزين في منازلهم منذ بدء القتال أياماً صعبة بلا كهرباء وبلا مياه كما انقطع الاتصال وشبكات الإنترنت في الكثير من المناطق كما تشكو الكثير من الأسر من نفاد المواد الغذائية وصعوبة التجول للحصول على الاحتياجات نسبة للمعارك المستمرة بين الطرفين، بالإضافة إلى شح الأدوية وانعدام بعضها وصعوبة الحصول على المتوفر منها لخطورة التجول في الطرقات.

وكان طرفا النزاع قد وقعا اتفاقاً في جدة بوساطة سعودية أمريكية لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار لكن ينص على الالتزام بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية والخروج من المساكن والمستشفيات والأماكن العامة وعدم استخدام المواطنين كدروع بشرية، بالإضافة إلى تمكين الجهات المسؤولة مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر من جمع الموتى وتسجيلهم ودفنهم بالتنسيق مع السلطات المختصة.

وقد بدأت الجولة الثانية من المفاوضات بين طرفي النزاع في جدة الأحد 14 أيار/مايو الجاري والتي من المقرر أن تناقش تفاصيل إعلان المبادئ ومقترح هدنة قصيرة للتوقيع عليه بالإضافة إلى مناقشة تفاصيل إيصال المساعدات، وتحديد ممرات آمنة للمدنيين خالية من الوجود العسكري للطرفين.