السودان... مفاوضات بين وفدي الجيش والدعم السريع والقتال مستمر

تجددت الغارات الجوية والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برغم من الهدنة المعلنة، واجتماعات وفدي طرفي النزاع في مدينة جدة مستمرة والتي يأمل السودانيون بأن تسفر عن حل ينهي هذه الأزمة.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ شهدت مدينة جدة بالسعودية مباحثات مستمرة بين طرفي الصراع في السودان خلال اليومين الماضيين، على أمل التوصل لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لملايين المواطنين المحاصرين في منازلهم بسبب القتال.

على خلفية الصراع الدائر في السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، شهدت مناطق واسعة في مدن العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات عنيفة بين طرفي النزاع اليوم 8 أيار/مايو في مدينة أم درمان، حيث لا يزال القتال في محيط القصر الجمهوري مستمراً، ومنذ اندلاع الصراع تم الإعلان عن هدن كثيرة لكن لم يتم الالتزام بأي واحدة منها، كما تبادل طرفي النزاع الاتهامات بشأن من قام بخرقها.

وكانت نقابة الأطباء قد أكدت أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غربي البلاد ما تزال متوقفة عن الخدمة بعد أن تم الاعتداء عليها وسرقة مرافقها، كما هو حال المخزن المركزي للدواء وسكن الأطباء ومكاتب الهلال الأحمر، ولا يزال المركز الوحيد لغسيل الكلى في المدينة متوقفاً عن تقديم الخدمة لمرضى الفشل الكلوي.

وذكرت النقابة في تقريرها الميداني اليومي إن عدد الضحايا من المدنيين في السودان أرتفع إلى 481 قتيلاً و2564 جريحاً بعضهم حالته غير مستقرة، وهي فقط الحالات التي تم إيصالها إلى المستشفيات، ولكن يتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير نظراً لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات.

وفي التقرير ذاته أكدت النقابة أن عدد المستشفيات التي تم إخلاؤها قسرياً بلغ 20 مستشفى كما تم قصف 17 مستشفى منذ بداية الصراع، وأن 60 مستشفى متوقفة عن العمل حتى الآن في العاصمة وبقية الولايات.

كما تشكو مناطق واسعة في العاصمة من انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب التي يعاني السكان كثير في سبيل الحصول عليها في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات في مناطق سكنهم، كما يعانون من عدم توفر العديد من الأدوية الأمر الذي أجبرهم على القيام بعمليات بحث عن الدواء لمعرفة مكان وجوده وتوفير وسيلة لتوصيل الأدوية لمن يحتاجونها، وذلك عن طريق نشر الاحتياجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء مجموعات على واتساب لإيجاد الأدوية ومعرفة أماكن توفرها.

ففي هذا الصراع شكلت مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً للمعلومات حول الطرق السفرية لأولئك الذين يرغبون في الهروب من العاصمة، من خلال تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي المعلومات حول الطرق السفرية ومدى جاهزيتها وأمانها وبعدها عن مناطق الاشتباك لإخراج الأسر والعائلات العالقين في منازلهم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.