السودان... "لا لقهر النساء" تطالب بإنصاف النساء ضحايا العنف والاعتداءات

ضمن برنامج حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، شددت مبادرة "لا لقهر النساء" على أهمية العدالة الانتقالية لتقديم مرتكبي جرائم العنف والقتل والاعتداءات الجنسية ضد النساء في السودان للمحكمة الجنائية.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ أكدت الناشطات السودانيات المشاركات في ورشة عمل، على ضرورة العمل بالعدالة الانتقالية لإنصاف النساء اللواتي تعرضن لكافة أشكال العنف والانتهاكات على مدار الأعوام الماضية.

نظمت مبادرة "لا لقهر النساء" النسوية في السودان، أمس السبت 10 كانون الأول/ديسمبر، ورشة عمل حول العدالة الانتقالية وأهميتها وكيفية تحقيقها ضمن برنامجها لحملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة.

سلط المشاركون في ورشة العمل الضوء على الأسباب التي تجعل تحقيق العدالة الانتقالية أمراً ضرورياً في السودان، وعلى رأسها التاريخ الطويل من الحروب والنزاعات والتعريف بالمحكمة الجنائية الدولية ودورها في تحقيق العدالة.

وتناولت الورشة أهمية العدالة الانتقالية وتقديم الجناة والمتهمين للمحكمة الجنائية الدولية للعدالة، وناقشت سبل تحقيق العدالة الانتقالية والنماذج المشابهة في إفريقيا والعالم العربي التي يمكن الاسترشاد بها من أجل تحقيق نموذج سوداني.

وعلى هامش ورشة العمل قالت رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" أميرة عثمان لوكالتنا عن علاقة العدالة الانتقالية بقضايا النساء، أن "العدالة الانتقالية من الأدوات التي تمنع العنف ضد المرأة، كالحروب والتشريد والاغتصاب، لذلك لا بد للنساء أن يكن على وعي كامل بالأدوات والسبل التي تتبع لتحقيق العدالة الانتقالية، وذلك بإيجاد تدابير احترازية تضمن عدم تكرار الجرائم".

وحول أهمية العدالة الانتقالية للنساء تقول الدكتورة إحسان فقيري "النساء أول من عانين في الحروب والصراعات الدامية التي شهدتها السودان على مدى الأعوام الماضية، من المهم أن تكون هنالك إرادة سياسية لتنفيذ العدالة الانتقالية، وجبر الضرر للنساء النازحات واللواتي تعرضن للاغتصاب"، لافتةً إلى أن "الثقافة السودانية فيها ممارسات مثل نظام الجودية الذي يقوم على تسامح الأطراف مع بعضها والعفو عن المخطئ أو مرتكب الجرائم ضد النساء، لذلك نحن بحاجة إلى الحد من الثقافات البالية التي تقف ضد العدالة والمساواة بين الجنسين".

من جانبها تمنت الناشطة السياسية والمجتمعية ساورا محمد أن تتحقق العدالة الانتقالية في السودان لاسترداد حقوق النساء اللواتي تعرضن لكافة أشكال الانتهاكات "هناك انتهاكات عديدة تعرضت لها السودانيات لأنهن كن في مقدمة الثورة، حيث تم اعتقالهن وضربهن واغتصابهن، لذلك نتمنى أن تكون هنالك عدالة انتقالية حقيقية ليتم تسليم الجناة أو تتم محاسبتهم حتى نتمكن من الوصول إلى دولة ديموقراطية نستطيع من خلالها تحقيق شعارات الثورة السودانية وهي الحرية والسلام والعدالة".

بدورها قالت عضو الاتحاد النسائي السوداني إلهام الأمين حامد أن العدالة الانتقالية تشكل أهمية للمرأة الدارفورية أكثر من الأخريات، لأنها عانت من تبعات الحرب الطويلة في إقليم دارفور من اغتصاب وتهجير وإبادة، مؤكدةً أن "العدالة الانتقالية يمكن أن تتحقق في السودان وهي أحد أبرز مطالب الشارع والثوار".