السودان... هدنة جديدة لم تتوقف فيها المواجهات

لا يزال الصراع مستمراً في السودان لليوم السادس عشر على التوالي وتجدد إطلاق النار في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث رغم دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ والتي من المقرر أن تستمر لمدة 72 ساعة.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ أعلن طرفي الصراع في السودان عن هدنة جديدة، تأتي استجابة لوساطات ونداءات إقليمية ودولية، كما وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن وصول شحنة أولى من المساعدات الإنسانية عبر طائرة هبطت في مدينة بورتسودان شرقي البلاد قادمة من الأردن، وتحوي الشحنة 8 أطنان من المواد الطبية لدعم المستشفيات.

حذرت نقابة الأطباء في السودان عبر بيان اصدرته، من كارثة إنسانية بسبب ضعف وانعدام الخدمة في المرافق الصحية ونقص الكوادر الطبية الأمر الذي أعجزها عن القيام بدورها وطالبت النقابة وزارة الصحة الاتحادية بالقيام بدورها فيما يخص إيصال المواد البترولية والطبية إلى المستشفيات في العاصمة والمدن الأخرى.

وفي تقرير لها قالت نقابة الأطباء السودانية إن 70 بالمائة من أصل 86 من المستشفيات في السودان لا تعمل، وأن 25 مستشفى فقط هي التي تعمل بعضها كلياً وبعضها جزئياً وهي مهددة أيضاً نتيجة لنقص الكادر والمعينات الطبية والماء والكهرباء، كما تم قصف 15 مستشفى وإخلاء 19 مستشفى قسرياً، وتعرضت 6 عربات إسعاف للاعتداء.

وأوضح التقرير عن ارتفاع أعداد الضحايا إلى 425 بين المدنيين فقط وبلغت الإصابات بين المدنيين أكثر من ألفي إصابة، وأضافت النقابة في تقريرها إن هنالك العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة بهذا العدد لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني بالبلاد.

وأشار إلى أن النقابة تسجيل حالات إسهالات وقيء حادة في منطقة الخرطوم بحري وذلك يعود إلى انعدام المياه الصالحة للشرب، حيث لجأ السكان إلى النيل مباشرة للشرب وحذرت من كارثة بيئية نتيجة لوجود الجثث على الطرقات، وتوقف خدمات جمع القمامة تماماً.

وأوضح تقرير آخر نشرته النقابة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المستشفيات خارج الخدمة في مدن العاصمة الثلاث، ما عدا ثلاثة فقط هي المستشفى التركي ومستشفى حميدة للأطفال ومستشفى الفؤاد الذي تعمل فيه فقط أقسام الكلى والقيصرية والعناية المركزة لحديثي الولادة.

وأضاف أن السودان تعاني من ندرة وشح شديد في الأدوية، وعدم توفرها بسبب إغلاق الصيدليات أبوابها وعجز الكثيرين عن التنقل بحثاً عنها، وأطلقت أسرة كانت قد نشرت على فيسبوك أن لديهم عالقين في وسط الخرطوم ولا يعلمون عنهم شيئاً، وأطلقوا نداءات جديدة للمساعدة في نقل امرأة للمستشفى إثر تدهور حالتها بسبب عدم تناولها لأدوية الضغط والسكر والقلب بسبب نفادها وعدم قدرتهم على التنقل لشراء أدوية جديدة وبقائهم بلا ماء وكهرباء بسبب الاشتباكات في منطقة سكنهم.

وأوضح التقرير أن عمليات إجلاء الرعايا الأجانب ما زالت تتواصل عبر مطار منطقة وادي سيدنا العسكرية وبراً وبحراً عبر ميناء بورتسودان، ومازالت معاناة السودانيين العالقين في معبر أرقين البري الواقع شمالاً في الحدود بين مصر والسودان مستمرة إذ تكررت النداءات للحصول على أماكن للسكن والحصول على مركبات إلى الأراضي المصرية من اولئك الذين كانت إجراءاتهم غير مكتملة وقاموا بإكمالها في مدينة حلفا.

في الوقت نفسه حذر برنامج الأغذية العالمي من أن العنف الدائر في السودان لا يؤثر على السودان فقط إذ يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في شرق أفريقيا بأكملها وأعلنت الأمم المتحدة عن إصدارها قراراً بإرسال منسق للشؤون الإنسانية إلى المنطقة في ضوء تدهور الأوضاع في السودان.