السودان... استمرار المواجهات وارتفاع أعداد الضحايا

رغم المساعي الدولية لتهدئة الموقف وبدء مفاوضات بين طرفي النزاع في السودان، إلا أن المشهد ما زال يبدو ضبابياً وما زالت الاشتباكات مستمرة في الكثير من مناطق العاصمة ومدن أخرى، وأعداد الضحايا في ازدياد.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ حذر الأطباء من أن نظام الرعاية الصحية في السودان على وشك الانهيار، حيث يعاني المدنيون من ظروف مروعة جراء الهجمات التي أودت بحياة ما لا يقل عن خمسمائة شخص.

في ظل الضغوط الدولية لتمديد الهدنة الأخيرة غير المكتملة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعيش السودان حالة من الفوضى منذ خمسة عشر يوماً تدهورت على إثرها الأوضاع بشكل كبير على المستويات الأمنية والإنسانية والصحية.

فقد أكدت نقابة الأطباء السودانية أن 61 مشفى خارج عن الخدمة تماماً من أصل 86 مشفى في العاصمة ومدن أخرى، وأن 25 مستشفى فقط تعمل بعضها كلياً وبعضها جزئياً وهي مهددة أيضاً نتيجة لنقص الكادر والمعينات الطبية والماء والكهرباء.

وأشارت النقابة إلى أن 15 عشر مستشفى تعرضت للقصف وتم إخلاؤها قسرياً، كما تعرضت 6 عربات إسعاف للاعتداء من قبل القوات العسكرية، مشيرةً إلى أن أعداد الضحايا المدنيين بلغت الـ 411، فيما أصيب حوالي 2023 شخصاً.

ولا تزال عمليات إجلاء الرعايا الأجانب مستمرة عبر مطار منطقة وادي سيدنا العسكرية، أما السودانيون في العاصمة فقد قضوا الليالي في محطات البنزين للتزود بالوقود اللازم للخروج منها، وتكدست السيارات أمام محطات البنزين الذي لم يعد متوفراً حتى في السوق السوداء، كما قال بعض السكان إنهم ينوون الخروج لكن اشتداد المواجهات في المنطقة التي يسكنون بها حالت دون ذلك.

ولازم عدد كبير من السكان في جميع أنحاء الخرطوم منازلهم على الرغم من تناقص إمدادات الغذاء والمياه إلى مستويات منخفضة بشكل خطير ووجود نقص في الكهرباء، ولم يتمكن البعض من التسلل إلى خارجها إلا خلال فترات الهدوء القصيرة في القتال، لشراء الإمدادات التي تمس الحاجة إليها.

ويعاني الكثير من السودانيين العالقين في معبر أرقين البري الواقع شمالاً في الحدود بين مصر والسودان منذ أيام بعد أن اختاروا الخروج من السودان هرباً من جحيم الحرب، إثر تكدس الباصات في المعبر الذي فاقت أعداد الواصلين إليه قدرته التشغيلية.

وحذر البعض عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من يريدون المغادرة إلى مصر من صعوبة الرحلة وطولها وبطء الإجراءات في المعبر الذي قضى الآلاف فيه أياماً ولم يتمكنوا من الدخول، وانتشرت صور لأطفال ينامون على الأرض والحقائب قرب أهلهم العالقين في المعبر.

 كما أطلق سودانيين في وادي حلفا الواقعة أقصى شمال السودان، نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبين مساعدتهم في الحصول على مركبات تقلهم إلى أسوان، بعد أن امتلأت بيوت المدينة التي استضافهم أهلها معهم في مساكنهم وقدموا لهم فيها ما يستطيعون من مساعدة، وكان هؤلاء السودانيين وصلوا إلى وادي حلفا لإتمام بعض الإجراءات حتى يتمكنوا من الدخول إلى مصر مثل تجديد الجواز أو إرفاق الأبناء أو الحصول على التأشيرة.