السودان... ارتفاع حصيلة القتلى واستمرار القتال

لا تزال المواجهات مستمرة بين طرفي النزاع في السودان رغم الهدنة المعلنة والتفاوض الذي يجري حالياً في مدينة جدة بالسعودية.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ عمليات نزوح المدنيين داخل السودان وخارجها لا تزال مستمرة، فيما يأمل وسطاء دوليون أن يوضع حداً للنزاع المستمر منذ ثلاثة أسابيع وتسبب في مقتل المئات وموجات فرار جماعي.

أفاد شهود عيان لوكالتنا بوقوع اشتباكات مسلحة وغارات جوية نفذت على مناطق عدة في العاصمة الخرطوم على الرغم من إعلان الهدنة وبدء المفاوضات، إلا أن السكان أكدوا أن القتال مستمر في العاصمة وضواحيها.

وقالت نقابة الأطباء أن عدد الضحايا من المدنيين في السودان بلغ 479 قتيلاً و2518 جريحاً بعضهم حالته غير مستقرة، ويتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات، مشيراً إلى أنه في مدينة الجنينة غرب السودان وحدها فقد حوالي 100 شخص حياته.

وفي تقريرها اليومي عن وضع المستشفيات قالت نقابة الأطباء أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غربي البلاد ما تزال متوقفة عن العمل بعد أن تم الاعتداء عليها ونهب المخزن المركزي للدواء وسكن الأطباء ومكاتب الهلال الأحمر، ولا يزال المركز الوحيد لغسيل الكلى في المدينة متوقفاً عن تقديم الخدمة لمرضى الفشل الكلوي.

وجددت نقابة الأطباء مطالبتها الأطراف المتنازعة بعدم الوجود المسلح بالمرافق الطبية أو بقربها، ودعت إلى تمييز الأطباء العاملين بشارات تسهل مرورهم لأماكن عملهم والتزام طرفي النزاع في البلاد بعدم الاعتداء عليهم أو على المرافق الصحية التي يعملون بها.

وأوضحت النقابة أنه تم تهيئة وزيادة السعة التشغيلية لمستشفى الكاملين ليساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات المتأثرة بالاشتباكات، بالتعاون مع الأطباء في ولاية الجزيرة ومنظمة أطباء بلا حدود الإسبانية.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف نيسان/أبريل الفائت، في عرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد، حيث يسعى الآلاف لمغادرة البلاد، فيما أجبر عدد كبير من المواطنين على البقاء في منازلهم حيث يعانون من انقطاع المياه والكهرباء ومن نقص مخزون الطعام والمال.