السودان... الوضع الصحي على حافة الانهيار

لا يزال النزاع دائراً في السودان منذ حوالي ثلاثة أشهر، مخلفاً أكثر من 3 آلاف قتيل وآلاف المصابين، ونزوح ما لا يقل عن مليون ونصف المليون، في ظل ازدياد الأوضاع الإنسانية سوءاً.

مركز الأخبار ـ مع استمرار القتال واتساع رقعته، يزداد الوضع الإنساني والصحي في السودان تدهوراً، ويشرف على الانهيار مع إغلاق الكثير من المستشفيات والمرافق الصحية ونقص في الأدوية والمواد الطبية.

انتهت هدنة اليوم الواحد في السودان صباح اليوم الخميس 29 حزيران/يونيو، على الرغم ما شابها من اشتباكات متفرقة خلال أول أيام عيد الأضحى.

وكان القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع قد تجدد خلال اليومين الماضيين، فيما دعا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الشباب للانضمام للجيش.

وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام فقد كشف سكان أن الضربات الجوية والنيران المضادة للطائرات هزت أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم، على الرغم من الإعلان عن هدنة بمناسبة عيد الأضحى.

وكانت البعثة الأممية في السودان اتهمت أمس الأربعاء 28 حزيران/يونيو، الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات مختلفة خلال الهدنة، وحملته مسؤولية جرائم العنف والاغتصاب، بالإضافة إلى العنف المستند على أساس عرقي بدارفور، فيما اتهمت الجيش السوداني بالمسؤولية عن الهجمات بالمناطق المأهولة بالسكان والقصف الجوي الذي يطال المدنيين.

واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف نيسان/أبريل الماضي بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً، وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، ليندلع النزاع لاحقاً.

فيما لم تفلح حتى الآن عدة مبادرات إقليمية وعربية وإفريقية في إطلاق حوار مباشر بين قائدي القوتين العسكريتين المتصارعتين، كما فشلت عشرات الهدن في الاستمرار والصمود، في الوقت الذي أدى فيه النزاع لفرار أكثر من 170 ألف شخص من دارفور إلى تشاد المجاورة وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى نزوح قرابة مليوني شخص داخل البلاد، ولجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى دول مجاورة وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

وحذر أحدث تقرير للأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، في ظل غياب أي مؤشرات واضحة، مشيراً إلى أن الوضع الصحي على حافة الانهيار.

ووفقاً للتقرير فإن التغيير المناخي والتدهور البيئي سيؤديان إلى تعميق مستويات الفقر وإعاقة العمليات الإنسانية في جميع أنحاء السودان، وتوقع تزايد أعداد النازحين في ظل استمرار الصراع في مناطق النزاعات (دارفور، النيل الأزرق) بسبب انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى خدمات التغذية الإنسانية المُنقذة للحياة في عام 2023.