'الصمت الدولي يهيئ الأرضية للاحتلال في الاستمرار بهجماته'

طالبت منظمات المجتمع المدني في إقليم شمال وشرق سوريا، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف هجمات الاحتلال التركي على المنطقة، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسيرة التي تستهدف البنى التحتية والمناطق الآهلة بالسكان.

مركز الأخبار ـ شهدت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا اليوم مظاهرات في كل من مدينة قامشلو التابعة لمقاطعة الجزيرة ومقاطعة منبج للتنديد بهجمات الاحتلال التركي المستمرة على المنطقة وما خلفته من دمار للبنى التحتية.

أدلت منظمات المجتمع المدني خلال وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة قامشلو التابعة لمقاطعة الجزيرة ببيان إلى الرأي العام اليوم السبت 26 تشرين الأول\أكتوبر، تنديداً بالهجمات التركية المستمرة على المؤسسات الخدمية في إقليم شمال وشرق سوريا، وتأكيداً لرفضها التام للانتهاكات المستمرة بحق المدنيين، بمشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني ونشطاء مدنيين.

وجاء في نص البيان "كمنظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا نستنكر الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي والفصائل التابعة لها، على المناطق الآهلة بالسكان والمنشآت الحيوية على طول الحدود السورية ـ التركية بما فيها المدن والبلدات التابعة لمدينة الحسكة وحلب وقامشلو وعامودا، تربسبيه، تل تمر تل رفعت، كوباني، حلنج ديريك، الجوادية، كركي لكي والرقة والتي بدأت منذ يومين ولا تزال مستمرة".

ولفت البيان إلى أن هذه الهجمات التي استخدمت فيها القذائف المدفعية والهاون والطيران المسير، استهدفت القرى الآمنة إلى جانب عدة منشآت خدمية مثل محطة توليد الغاز والكهرباء في السويدية، محطة الكهرباء في عامودا، صوامع الحبوب المستوصف الطبي، محطة الكهرباء، معمل الأوكسجين في قامشلو، معمل زوزان للأجبان والألبان في ديرك، الفرن الآلي في ديرك وعامودا، ومحطات النفط في تربسبيه ورميلان وكوجرات وغيرها من البنى التحتية, كما استهدفت عدة نقاط أمنية لقوى الأمن الداخلي أسفرت هذه الهجمات عن سقوط ۱۷ قتيل بينهم طفلان، وإصابة ٥١ آخرين، فيما لا تزال عمليات القصف مستمرة دون توقف".

وأكد البيان إن هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتهديداً لأمن واستقرار المنطقة "إن الهجمات المستمرة وغير المتكافئة ضد المدنيين في شمال وشرق سوريان تشكل جريمة حرب وفقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وأدانت منظمات المجتمع المدني في بيانها التصعيد العسكري التركي في إقليم شمال وشرق سوريا "نطالب بوقف الاعتداءات على المدنيين والبنى التحتية والمنشآت الحيوية بشكل فوري، واحترام القانون الإنساني الدولي"، مؤكداً أن "الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وفقاً لأحكام القانون الجنائي الدولي".

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة الاتحاد الأوربي، باتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين وحقوقهم الأساسية، والضغط على الحكومة التركية للالتزام بالقانون الإنساني الدولي، والكف عن تصدير مشاكلها الداخلية إلى الأراضي السورية، كما طالب التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل الفوري لإيقاف الهجمات التركية وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسيرة والحربية التي تستهدف البنى التحتية والمناطق الآهلة بالسكان".

وطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة والآلية الدولية المحايدة والمستقلة التابعة للأمم المتحدة بتكثيف عمليات جمع الأدلة حول الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها جميع أطراف النزاع بحق المدنيين والأعيان المدنية في عموم سوريا، ومن ضمنها الانتهاكات التركية المتكررة في شمال وشرق سوريا، وإصدار تقرير خاص عن استهداف البنى التحتية في عام ٢٠٢٤، وآثارها على السكان".

كما طالب لبيان في ختامه وحدات جرائم الحرب في الدول التي تسمح قوانينها بمحاكمات وفقاً لمبدأ الولاية القضائية العالمية بتوسيع التحقيقات الهيكلية حول الجرائم الدولية في سوريا، بحيث تشمل تلك الواقعة في عموم مناطق الشمال السوري من قبل جميع أطراف النزاع، مشدداً على ضرورة إيقاف هذه الهجمات والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

"الصمت الروسي حيال ما يجري يؤكد تواطؤه الاحتلال"

وفي مقاطعة منبج احتج الأهالي أمام قاعدة القوات الروسية حيال صمتها لما يرتكبه الاحتلال التركي من انتهاكات في المنطقة، وجاء الاحتجاج استنكاراً للتصعيد العسكري والهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على المنطقة مستهدفاً المنشآت الحيوية والمدنيين.

وأدانت النائبة في هيئة المرأة ومسؤولة مكتب حماية الطفل في مقاطعة منبج سناء رجب الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على المنطقة، مؤكدةً أنها ليست بجديدة على تاريخها الدموي الذي يتغذى على دماء الأبرياء، والأن يتغذى على دماء الأطفال، ويخلق الرعب والخوف في نفوسهم "أن الصمت الدولي يهيئ الأرضية للاحتلال في الاستمرار بهجماته على مناطقنا".

وانتقدت سناء رجب صمت الروسي في المنطقة حيال الهجمات التي تطال المدنيين والبنى التحتية "القوى الروسية هي إحدى القوى الضامنة في مناطقنا ولكن اليوم نراها تلتزم الصمت حيال المجازر التي يرتكبها الاحتلال في أرضنا".

من جانبها قالت يسرى حنيف إحدى المشاركات في التظاهرة من قرية البنية "منذ تصعيد الاحتلال التركي من وتيرة هجماته تتعرض قريتنا بشكل مكثف للقصف، وفقدت الطفلة فرح برهو حياتها، كما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال وتدمير عدد من المنازل في القرية"، وعبرت عن رفضها لهذه الهجمات التي تطال مدنيين العزل في منازلهم مؤكدةً أن الصمت الروسي حيال ما يجري ما هو ألا تواطئه مع الاحتلال التركي.

وبدروها استنكرت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة منبج سهام حمو والتي كانت من ضمن الوفد الذي التقى بالقوات الروسية ضمن قاعدتهم "كأهالي منبج نحتج أمام القاعدة الروسية على صمتهم كونه دولة ضامنة في الأراضي السورية لتقوم بمسؤوليتها ولتخرج عن صمتها حيال ما تتعرض له أراضينا، ولنوصل صوتنا للمجتمع الدولي إزاء انتهاكات الاحتلال التركي المتجاوزة لكل المعايير الإنسانية".

وشددت على ضرورة أن يكون هناك رد دولي على ما يرتكبه الاحتلال التركي من جرائم في مناطقنا "مقاومتنا بوجه الاحتلال مستمرة ولن نستسلم وسنبقى صامدين كشعوب هذه المنطقة مع بعضنا البعض".