السلطات الإيرانية توصم المحتجات بالمرض النفسي
اعتقلت السلطات الإيرانية فتاة خلعت ملابسها احتجاجاً على مضايقات من عناصر في الحرس الثوري، وبدلاً من البحث عن الأسباب القاهرة التي دفعت الفتاة لفعل ذلك تم اتهامها بمشاكل عقلية ونقلت إلى مشفى الأمراض النفسية.
برجين سلطان
طهران ـ يمكنك سماع صرخة المرأة من أجل الحياة الحرة وسط هذه الأحداث اليومية التي تبدو بسيطة في حرم إحدى الكليات بطهران من وقوع حدث جديد في جامعة العلوم والبحث إلى التحليل والمناقشة في قلب المجتمع، في العمل، في سيارات الأجرة والحافلات ومترو الأنفاق، في الأزقة والبازارات والشوارع المزدحمة في طهران وفي قلوب النساء المستيقظة.
مطلع هذا الشهر تشرين الثاني/نوفمبر تعرضت شابة وهي طالبة في جامعة آزاد في طهران لم يتم الكشف عن هويتها، لمضايقات من قبل عناصر من قوة الباسيج، واحتجاجاً على ذلك، خلعت ملابسها أمام الجامعة وسارت في الشوارع بملابسها الداخلية، وبذلك عبرت عن رفضها لتدخل السلطات بشكل الملابس التي ترتديها.
في تلك اللحظة، كان معروفاً أنهم ربما سيوقفونها ويتركونها بمفردها، لكنها منذ أيام تنهار تحت ضغطهم في السجن القسري لمستشفى الأمراض النفسية الإيراني، وكل يوم تتعرض للضغط أكثر فأكثر.
وعبرت لوكالتنا عدد من الناشطات عن رأيهن بما حدث للشابة حيث قالت باريناز بارسا، إن كل العلاقات الثابتة والمتجمدة مع قيود تحيزاتها ومعتقداتها القديمة والمحترمة ستختفي، وكل العلاقات الجديدة ستأخذ طابعاً قديماً قبل أن تتشكل.
وأكدت أن "كل ما هو مقدس سوف يصبح دنيوياً وسيضطر الناس في النهاية إلى مواجهة الظروف الحقيقية لحياتهم وعلاقاتهم مع زملائهم، ومجتمع اليوم مجبر ليتبع طريق حياة المرأة الحرة، معتبرةً أن الشابة وقفت وحدها أمام هذه المقدسات، ويجب على قديسي سرايان يوماً ما أن يسجدوا أمام أصنامهم المكسورة، أمام كاسري الأصنام، ويصاحبهم التحرر والحرية".
ولفتت إلى أن حرية الحجاب هي من أبسط حقوق المرأة في العالم كله "قُتلت جينا أميني بسبب الحجاب الإلزامي، لقد سلبت السلطات أبسط حقوق النساء".
تجسيد للشجاعة والغضب
وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة نيجين رهام "الشابة معروفة كبطلة وامرأة شجاعة ومقاومة ورمز لثورة المرأة ضد الحجاب والعفة والنظام الإسلامي وعملائه، إنها تجسيد لشجاعة وغضب جيل سئم القمع والإكراه، والغزالة هي مظهر ثورة حياة الحرية، وأكثر من اسم، فهي رمز لنساء إيران المقاتلات، وصوت لم يتم إسكاته حتى في السجن".
وأضافت "بحسب ما رواه أقارب الشابة وأصدقاؤها، فإنها كانت سعيدة ومليئة بالحياة، ولم تكن تعاني من أي مشاكل عقلية على الإطلاق، ولكن تم حجب صفحتها وتهديد عائلتها وأقاربها بأن عليها قبول التهمة بأن لديها مشاكل عقلية وإذا لم تقبل فلن يتم إطلاق سراحها".
وعندما دخلت مستشفى للأمراض النفسية في إيران، لم يسمح للعاملين في المستشفى بالاقتراب منها لأنها محتجزة في ظروف أمنية، وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها السلطات الوصمة النفسية ضد المتظاهرين وكأن وصفهم بالذهانيين هو أقصر طريق لتبرير الرفض الشعبي لممارسات السلطة.
وصف النساء الرافضات بالجنون
تقول الناشطة الاجتماعية رنا فوروهار إن وصف النساء الرافضات للقواعد المفروضة عليهن بالجنون في النظام الأبوي ليس بالأمر الجديد، وقد سجل دائماً في فترات مختلفة من تاريخ الطب النفسي أنه كلما احتجت النساء على حقوقهن والقيود المفروضة عليهن، كان احتجاجهن علامة على المرض العقلي وقد وُضعت على جبين الشابة صفة الاختلال العقلي وهو ما يتسبب بالتشديد على الطالبات".
من 12 نوفمبر وحتى الآن..
بالمقابل كانت التعليقات متعصبة وردود الفعل غير سارة من بعض الرجال على ما فعلته الفتاة وهو أمر مؤسف للغاية وبالطبع هناك الكثير مما يجب التفكير فيه. إن التحرك نحو الحياة الحرة هو ملك لجميع النساء في العالم، وعلى هذا الأساس ليس من حق الرجال أن يحللوا ويخطئوا في تحليل هذا الفكر والانتفاضة لمصلحتهم الخاصة؛ هكذا ردت الشابة على الحجاب الإلزامي وليس من حق الرجال انتقاد ولوم سلوكها لأن لكل إنسان طريقته الخاصة بالتعبير.