'الشعب الذي هدفه المقاومة لن يستسلم أمام الحروب والكوارث الطبيعية'

أعربت نساء شرق كردستان اللواتي مازلن تعانين من فقد أبنائهن وبناتهن خلال الاحتجاجات الأخيرة، عن تضامنهن مع أهالي تركيا وسوريا المنكوبين بالزلزال، مشيرات إلى أنه لن تترددن في تقديم المساعدة لهم.

لارا جوهري

مهاباد ـ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة الآلاف من الأشخاص، كان له تأثير كبير على الحياة اليومية لأهالي شرق كردستان وحتى على طريقة إقامة حفلات الزفاف وأعياد الميلاد.

 

"الأهالي لا يثقون بالمؤسسات الحكومية"

شهلا صبحاني إحدى نساء مدينة مهاباد بشرق كردستان تقول إن "الحزن الذي يخيم على أهالينا في تركيا وسوريا يحزننا أيضاً، نقف إلى جانبهم وندعمهم بشتى الطرق، على سبيل المثال احتفلت شقيقتي بعيد ميلاد ابنتها بكعكة وإضاءة شمعة بدون رقص أو غناء احتراماً لضحايا الانتفاضة الأخيرة والمتضررين من الزلزال".

وأشارت إلى أنهم حاولوا مساعدة المتضررين من الزلزال لكن الحكومة الإيرانية تمنع ذلك "سألت الهلال الأحمر وبعض الأشخاص الآخرين عن كيفية تقديم مساعدة للمناطق المتضررة من الزلزال، وقالوا إنهم لم يمنحوهم الإذن في الوقت الحالي. تستخدم الجمهورية الإسلامية أي طريقة لمنع الكرد من إظهار وحدتهم مع العالم حتى في مثل هذا الوقت الحرج".

وتحدثت شهلا صبحاني عن عدم ثقة الناس في المؤسسات الحكومية بما في ذلك الهلال الأحمر "لا يمكن للمنظمات غير الحكومية الأخرى جمع المساعدات داخل إيران، وحتى إذا تم جمعها، فمن غير المعروف ما إذا كانت هذه المساعدات ستصل إلى المتضررين أم لا".

وأضافت "في زلزال كرماشان وحتى في زلزال خوي الأخير، تمت سرقة جزء من التبرعات التي تبرع بها الأهالي من قبل المؤسسات الحكومية، ولهذا السبب لا يثق الأهالي بالهلال الأحمر".

 

"المقاومة هي الحياة"

بدورها قالت سمية مرادي إن "المناطق التي بناها الأهالي بعد أن تدمرت بفعل الحرب سيعاودون بنائها مرة أخرى حتى لو كانت مدمرة بالكامل لأن المقاومة هي الحياة نفسها، والشعب الذي هدفه المقاومة لن يكون عاجزاً ولن يستسلم أمام الأعداء أو الكوارث الطبيعية".

وأضافت "نشهد اليوم مقاومة في المناطق المتضررة من الزلزال، وأن كل ما يحدث من حروب وزلازل وحرائق وفيضانات تُظهر عدم كفاءة الحكومة في إدارة الأزمات".

وفي ختام حديثها لفتت سمية مرادي إلى أن "المقاومة في جيناتنا وهذا الجين هو الذي يجعل طفلاً يبلغ من العمر عامين يعيش تحت الأنقاض لمدة يومين بدون والدته".

 

"كأنه قطعة مني تحت الأنقاض"

تقول نسرين خضري "عندما أشاهد مقاطع فيديو وصور للأطفال تحت الأنقاض أشعر وكأنه قطعة مني تحت الأرض وأبكي في كل مرة أجلس فيها بمفردي. يبقون جائعين وعطشين في انتظار المساعدة".

وأشارت إلى أنها تريد أن تكون أماً لجميع الأطفال الذين أصبحوا بلا أم لأنهم لا يختلفون عن طفلها، متسائلة "ما الذي يجب فعله مع أم فقدت طفلها؟".

وفي ختام حديثها قالت نسرين خضري "اتمنى أن نعيد بناء المنازل المدمرة بأيدينا يوماً ما، وأن نجعلها مزدهرة، فكل جزء من كردستان هو وطن لي وله مكان في قلبي. أي حب يفوق حب الوطن؟".