القرن الأفريقي... تحذيرات من أسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة

حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن كلاً من إثيوبيا وكينيا والصومال تشهد أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً، ومن المرجح أن تشهد موسم أمطار سيئاً.

مركز الأخبار ـ أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن المناطق المنكوبة بالجفاف في القرن الأفريقي، تستعد لاحتجاب موسم الأمطار للعام الخامس على التوالي، مما سيزيد من حدة الأزمة التي تؤثر على ملايين الناس.

وقالت الناطقة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كلار نوليس للصحفيين في جنيف "الجفاف سيستمر"، لافتةً إلى أن منتدى التوقعات المناخية الموسمية في منطقة القرن الإفريقي الكبرى الذي عقد دورته الـ 62 من قبل مركز الهيئة الدولية الحكومية للتنمية المعني بالتنبؤات المناخية وتطبيقاتها بالتعاون مع المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في المنطقة وشركاء آخرين، أصدر توقعاته لموسم الأمطار من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر.

وتظهر التوقعات فرصاً عالية لظروف أكثر جفافاً من المتوسط في معظم أنحاء المنطقة، ومن المتوقع أن تشهد المناطق المتضررة من الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال معدلات هطول أمطار أقل بكثير من المعتاد حتى نهاية العام، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقال مدير مركز "إيغاد" للتنبؤات والتطبيقات المناخية التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في شرق أفريقيا، جوليد أرتان أن التوقعات تظهر أنه سيكون هناك موسم أمطار شحيح خامس على التوالي في القرن الإفريقي "للأسف، تظهر نماذجنا بدرجة عالية من الثقة، أننا ندخل الموسم الخامس على التوالي لاحتجاب الأمطار في القرن الأفريقي. نحن على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة في إثيوبيا وكينيا والصومال".

كما جدد الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وركنيه جيبيهو، الدعوة للحكومات الوطنية والجهات المانحة والجهات الإنسانية والإنمائية "لاعتماد استراتيجية التحوط ومساعدتنا على تجاوز أسوأ ما في هذه الأزمة".

وقد دقت الوكالات الإنسانية وهيئة إيغاد، خلال الشهر الماضي ناقوس الخطر بشأن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2022، في منطقة القرن الأفريقي الكبرى إذ يتجاوز عددهم 50 مليوناً.

وعادةً ما يساهم موسم الأمطار الذي يمتد في الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر بنسبة تصل إلى 70% من إجمالي الأمطار التي تهطل سنوياً في الأجزاء الاستوائية من منطقة القرن الإفريقي الكبرى لاسيما في شرق كينيا.

ومن المرجح أن يمتد التساقط القليل للأمطار إلى أجزاء من إريتريا، ومعظم أجزاء أوغندا وتنزانيا، حيث يرجح مركز الهيئة الدولية الحكومية للتنمية المعني بالتنبؤات المناخية وتطبيقاتها تأخر بداية موسم الأمطار في معظم الأجزاء الشرقية من المنطقة.

ويمكن أن تشهد جيبوتي ومنطقة أفار الشرقية بإثيوبيا والأجزاء الشمالية الشرقية من جنوب السودان معدل هطول أعلى من المتوسط كما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة أكثر دفئاً من المتوسط في معظم أنحاء المنطقة.

وتسببت مواسم الأمطار الأربعة الشحيحة المتساقطات حتى الآن في نفوق ملايين رؤوس الماشية وتدمير المحاصيل وإجبار 1.1 مليون شخص على النزوح من ديارهم بحثاً عن الطعام والماء.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن عدد الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في المنطقة التي ضربها الجفاف ارتفع إلى 22 مليوناً.

ويؤكد الجفاف الاستثنائي قابلية منطقة القرن الأفريقي للتعرض للمخاطر المرتبطة بالمناخ، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه التهديدات بسبب تغير المناخ.