القمة النسوية السابعة في اليمن... خطوة نحو تعزيز دور المرأة في صنع السلام

افتتحت مدينة عدن أعمال القمة النسوية السابعة، تحت شعار "خطوة نحو تعزيز دور النساء في السلام"، لتكون منصة حوارية رائدة تركز على تعزيز مشاركة اليمنيات في مراكز صنع القرار وعمليات السلام.

هالة حاشدي

اليمن ـ سلطت القمة النسوية السابعة في اليمن الضوء على القضايا المحورية التي تتعلق بالعملية السياسية والعدالة الانتقالية، ودور المرأة في الإصلاح البرلماني ومواجهة انتهاكات حقوق الإنسان.

شهدت القمة النسوية السابعة التي بدأت أمس الاثنين الثاني من كانون الأول/ديسمبر والتي ستستمر إلى اليوم الثلاثاء، حضور أكثر من 200 مشارك ومشاركة من مختلف المدن اليمنية، إلى جانب مسؤولين دوليين، مما يعكس الاهتمام الدولي بقضايا النساء في سياق السلام والأمن، ففي يومها الأول، دارت النقاشات حول قضايا محورية تتعلق بالعملية السياسية والعدالة الانتقالية، بالإضافة إلى دور المرأة في الإصلاح البرلماني ومواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك العنف ضد النساء.

تأتي هذه القمة في وقت حرج، حيث تسعى لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء وتحفيز الجهات المعنية على اتخاذ خطوات فعلية نحو تحقيق العدالة والمساواة، مما يجعل من هذه القمة لحظة تحوّل تاريخية لتعزيز جهود بناء السلام المستدام في اليمن.

وأكدت مها عوض، رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني، أن هذه القمة تمثل إنجازاً استثنائياً في جهود إدماج المرأة كفاعل رئيسي في العملية السلمية، داعيةً إلى ضرورة تمكين أصوات المجتمع المحلي وتعزيز دور النساء كصانعات للأحداث.

كما قالت إن القمة النسوية جمعت مجموعة واسعة من المشاركين، من النساء والرجال والشباب من الجنسين، حيث جاءت فكرة انطلاقه لجعل عملية المشاركة وإيصال أصوات المجتمع المحلي إلى القوى المدنية بشكل مباشر من القاعدة، مما يوفر مجالاً أوسع لطرح القضايا التي تلامس المجتمع.

وأضافت مها عوض أن "المجتمع يتعاون بشكل مستمر في التفكير بمسألة وضع المقترحات لإدماج النساء في عملية السلام أو في أي اتفاقات للسلام، فالأمر ضروري للغاية، وأن الهدف الرئيسي للقمة النسوية دعم الحركة النسوية في العمل الجماعي الوطني، ونرى القمة النسوية في نسختها السابعة تشكل مزيجاً من الفاعلين والفاعلات المؤثرين من منظمات المجتمع المدني، والشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والخبرات الأمنية والقضائية والإعلامية، وهذا التنوع يعكس ليس فقط التنوع بين الجنسين، بل أيضاً تنوعاً يشمل جميع مناطق اليمن، علاوة على ذلك، فإن هذا التنوع الجغرافي له أثره في جعل الصوت أكثر قوة في مثل هذه المناسبة التي جاءت خلالها القمة النسوية.

وعن التحديات التي تواجه النسويات قالت إن "التحدي الحقيقي يكمن في استبعاد النساء من مفاوضات السلام، مما يجعل جهود السلام تتعثر دون إشراك المعلومات أو تبادل الاهتمامات، لهذا، يجب أن نحرص على الدعوة إلى السلام دون توقف، لأن من يتأثر بحالة الحرب والفوضى هم أيضاً المجتمع المدني بشكل عام، ولكن النساء بشكل خاص".

حول دور المؤسسات النسوية في عمليات السلام أوضحت مها عوض "هذا ما نسعى إليه، وهو تحدٍ في ذات الوقت، ولكن لن نتعامل معه فقط كتحدٍ نعلنه، بل سنتعامل معه كخطوة تمضي بنا نحو جعل أصوات النساء وأدوارهن في السلام أكثر فاعلية وتأثيراً، لذا، يجب أن تؤمن النساء بقدراتهن، فهن قادرات على أن تكن شريكات أساسيات في عملية السلام، كما أن النساء لسن مجرد أرقام تضاف للصورة الجمالية لتأكيد عملية الشراكة، بل هن صانعات الأحداث للسلام، من الضروري أن ندعمهن في أخذ المبادرة في صياغة وطرح الأفكار والرؤى الخاصة ببناء السلام بشكل أكثر فاعلية، لذا، يجب أن يدرك الجميع أنه لا يمكن الاستغناء عن دورهن المحوري في بناء السلام، فهن تمثلن الجزء الأساسي والفاعل في هذه العملية".

وحول أهمية القمة النسوية قالت القاضية وعضوة لجنة التنسيق في القمة النسوية إشراق المقطري إن القمة التي تعقد للمرة السابعة في عدن، تعتبر رسالة سنوية استثنائية تسعى في طياتها إلى توضيح رؤى ومطالب واحتياجات النساء في كافة القضايا الوطنية، وخاصةً في مجالات بناء السلام، والعدالة الانتقالية، وتحقيق المواطنة المتساوية.

وأوضحت أن القمة تدعو إلى ضرورة إشراك النساء من المستويات الدنيا إلى المستويات العليا، مشيرةً إلى أن هذا العام تُعقد القمة بمشاركة مجموعة بارزة من النساء والرجال المؤثرين الذين يؤمنون بأن بناء سلام فعّال ومستدام على الأرض ولا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة جميع اليمنيين واليمنيات، وخاصة النساء، اللواتي يتم إغفال دورهن في أوقات حرجة.

وأضافت أن "الوقائع تُظهر أننا بحاجة كبيرة لليمنيات؛ إذ لا توجد محافظة لم تكن للنساء فيها تجارب ملموسة في بناء السلام، كما أشارت إلى أن للقضايا مثل فتح الطرق وإطلاق المحتجزين بين المناطق في عدد من المحافظات إسهامات كبيرة وفاعلة من النساء في تحقيق أرضية محلية للسلام، والتي يمكن أن تمتد إلى المستوى الوطني".

وعن التحديات التي تواجه النساء والجهود المستقبلية قالت إشراق المقطري إن جهود النساء تواجه تحديات جسيمة، منها السياسة الممنهجة الحالية لإقصائهن وعدم إشراكهن، موضحةً أن تحدٍ آخر يتمثل في انعدام الهوامش المدنية والقضاء الوطني المدني، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء، سواء في حريتهن في الحركة والتنقل أو في عملهن في منظمات المجتمع المدني.

وأشارت إلى أن وجود تكتلات كبيرة داخل القمة النسوية وخارجها من العاملين في مجالات تمكين وإشراك النساء يسهم بشكل فعّال في تعزيز المشاركة والتكاتف، ومن خلال التعاون بين كافة المنظمات، يمكن تقليص فجوة العنف ضد النساء وتهميشهن.

ووجهت إشراق المقطري رسالة إلى اليمنيات في إطار حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة وبمناسبة اقتراب اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مفادها إنهن عظيمات وقويات وتمثلن قدوة للنساء في الوطن العربي والعالم أجمع، مؤكدةً أنهن تمكنَّ من تجاوز العديد من التحديات، مما يعد تخطياً للصعوبات التي يعاني منها اليمن، وبالتالي، فإن استمرارية جهودهن ليست مجرد ضرورة، بل أصبحت التزاماً على عاتق الجميع.

من جانبها أكدت جانيت سيبن، سفيرة هولندا، على أهمية انعقاد القمة، حيث أُتيحت الفرصة للنساء والرجال للاجتماع معاً لمناقشة القضايا المهمة والتقدم نحو أهداف مشتركة "تواجه اليمن العديد من التحديات، ولن نستطيع التغلب عليها إلا من خلال تعزيز مشاركة النساء والأطفال".

وأضافت "نحن نتطلع إلى أن تحمل القمة طموحات جديدة تعيدنا للاجتماع العام المقبل، حيث سنستعرض الإنجازات الملموسة ونناقش التحديات المتبقية وما يتعين علينا القيام به خلال السنة القادمة".