'القضاء على العنف ضد المرأة ممكن من خلال المقاومة والتضامن'

بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أكدت الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف أن تحقيق الحرية ممكن من خلال المقاومة والوحدة بين النساء.

عبير محمد

قامشلو ـ في عالم يتجه نحو المستقبل مع التطورات الإنسانية المذهلة، لا يزال وضع المرأة الأمني والسلمي تحت الطاولة. 27 بالمئة من النساء حول العالم لا زلن تتعرضن للعنف وهذا رقم رهيب مقارنة بالسنوات التي مرت بها البشرية. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو التعتيم والصمت المتعمد الذي يحدث في العديد من البلدان، من جانب المجتمع والأسر بالدرجة الأولى، لإرضاء سلطة الرجل والتقاليد القديمة المناهضة لحرية المرأة.

رغم ارتفاع مستوى العنف في العالم، إلا أن هناك العديد من الجهود والمساعي لحماية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا والحركات والمنظمات النسائية، الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أرزو تمو تحدثت حول الموضوع.

وبينت أرزو تمو أنه مقارنة بالعام الماضي، فإن مستوى العنف ضد المرأة في مقاطعة الجزيرة كان أقل هذا العام، وهو مؤشر جيد على نتائج عملهم على الأرض، ولكن لا تزال هناك عقبات في مقاطعة الفرات "لا تزال أعمال العنف مستمرة في مقاطعة الفرات بسبب عدم تطبيق قانون الأسرة الذي أقرته الإدارة الذاتية. ونعمل من خلال التشريع وتفعيل مكاتبنا هناك للحد من العنف ضد المرأة أو القضاء عليه. مما لا شك فيه أن تقاليد المجتمع أصبحت عائقاً أمامنا حتى الآن ويقتضي تجاوزها وقتاً طويلاً".

 

"نظام الرئاسة المشتركة وقوات الحماية"

ولفتت أرزو تمو إلى نظام الرئاسة المشتركة "في ثورة روج آفا، شاركت المرأة في كافة مجالات الحياة. وبعد سنوات طويلة من القمع والضياع، أصبح نظام الرئاسة المشتركة القائم أساساً لتفعيل دور المرأة ونيلها حقوقها المتساوية. وكان هذا النظام الأول من نوعه يتم إنشاؤه في العالم والشرق الأوسط وكان له تأثير على المرأة والمجتمع. ومن ناحية أخرى، فإن تشكيل قوات نسائية في روج آفا كردستان وتأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ) يعد أيضاً خطوة تاريخية لقضيتنا. وكان هذا هو المثال الأول في الشرق الأوسط الذي أكد على وجود المرأة. ويمكن لنظام الحكم الذاتي الديمقراطي والمتساوي والمشترك أن يساعد أيضاً في هذه الخطوة".

 

"الثورة الأيديولوجية تتطلب نضالاً كبيراً"

وأوضحت أنه بعد الثورة العسكرية بدأ عبء الثورة الأيديولوجية من أجل تغيير وعي دولة الرجل "الثورة الأيديولوجية أصعب من الثورة العسكرية. لأن هناك تقاليد اجتماعية أبوية مستمرة منذ آلاف السنين ومن الصعب تغييرها في فترة زمنية قصيرة. إن الاستخفاف بالمرأة وقمع حقوقها يمنع المجتمع من التقدم. نحن لا نستهدف النساء فقط من أجل التغيير، بل يتم تثقيف كلا الجنسين معاً من خلال الندوات ودورات التوعية والاجتماعات".

 

"العنف ضد المرأة يتم بطرق وأساليب جديدة"

وأشارت إلى أن العنف لا يقتصر على الضرب أو التعذيب فقط "هناك أنواع عديدة من العنف مثل العنف اللفظي، والعنف الجنسي، والنفسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وغيرها. أحد أشكال العنف الذي تواجهه المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا؛ اعتداءات الدولة التركية الممنهجة ضد النساء، وخاصة النساء القياديات. كل يوم تقتل النساء بسبب هجمات الطائرات التركية، وهناك محاولات لإبادة النساء من قبل العدو. بالإضافة إلى ذلك، تنتهج حكومة دمشق سياسة القمع ضد المرأة منذ فترة طويلة. كما تتعرض المرأة للعنف من قبل الأسرة في الوقت الذي ينبغي أن تكون الأسرة هي المكان الأكثر أماناً للمرأة، ولكن في كثير من الأماكن يحدث العكس.

وفي الوقت نفسه فإن التغيير الديمغرافي الذي يجري في المناطق المحتلة والهجرة القسرية للنساء هو أحد أشكال العنف. واضطرت مئات الآلاف من النساء إلى الهجرة واستقرين في الخيام. وبالإضافة إلى الحصار المفروض على المنطقة، تعاني النساء صعوبات كبيرة تحت الخيام، والأطراف الدولية لا تقدم المساعدة، ولا ترفع صوتها على الجرائم التي ترتكب في مدنهن المحتلة. ويرتبط الوضع الاقتصادي أيضاً به. حيث تتعرض النساء للعنف الاقتصادي، ويريد النظام الحاكم أن تظل المرأة ضعيفة اقتصادياً وتعيش في ظل الرجل".

 

"نضال المرأة ضد العنف الاقتصادي"

وأكدت أرزو تمو أن المرأة اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا تحارب العنف الاقتصادي بالعمل الجماعي والمشترك "في إقليم شمال وشرق سوريا تم إنشاء عشرات المشاريع الخاصة بالمرأة من قبل الإدارة الذاتية والحركات والمنظمات النسوية. وبدأت مئات النساء في بناء تعاونيات لتلبية احتياجاتهن المعيشية. بالإضافة إلى ذلك يومياً يتم فتح مشاريع فردية مستقلة خاصة بالنساء".

 

"دور الحركات والمنظمات النسوية في مجال القانون والتوعية"

وأكدت أن ثورتهم في روج آفا بدأت بقيادة المرأة وبهدف تحرير المرأة ونيل حقوقها، لذا فهم يرون أن القضاء على العنف واجب على عاتقهم "أصبح عدد كبير من النساء الآن يدركون الوضع وقضيتهم، فهم أنفسهم لم يعودوا يقبلون العنف، والعشرات من النساء اللاتي تتعرضن للعنف تلجأن إلينا للحصول على حقوقهن. تواصل الحركات والمنظمات النسائية نضالاً كبيراً من أجل حماية جميع النساء في المنطقة. إحداها هي مؤتمر ستار، التي تعتبر مظلة للحركة النسائية هنا. بالإضافة إلى منظمة سارة وتجمع نساء زنوبيا. لا يمكننا مساعدة المرأة والمجتمع إلا من خلال العمل معاً والعمل الصادق النابع من القلب. على أية حال، نحن نعمل. وعلى وجه الخصوص، تقوم منظمة سارة بمتابعة قضايا النساء وحلها بموجب القانون. ومن جانب الإدارة الذاتية، ساعدت القوانين التي تدعم المرأة في حمايتها".

 

"نضالنا يتزايد لحظة بلحظة"

وأكدت الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أرزو تمو أن نضالهن سيستمر ويتدفق كالمياه حتى تتحرر جميع النساء "نحن مطالبون بالنضال ليس فقط في إطار يوم مناهضة العنف ضد المرأة. من الضروري ولحظة بلحظة أن تعمل المؤسسات والحركات والمنظمات النسائية على حماية حقوق المرأة وتحقيقها. هناك العديد من الإنجازات التي حققتها ثورتنا النسائية، ويجب حماية هذه الإنجازات، ويجب أن تصبح جميع النساء حلقة من النار ضد جميع أنواع العنف ضد المرأة".