'القائد عبد الله أوجلان تيار مستقل في قلب الشرق الأوسط'

نظمت مبادرة نون ندوة رقمية بعنوان "من الاعتقال إلى الأمل: دروس تاريخية في ذكرى 15 شباط".

مركز الأخبار ـ بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية ناقشت مبادرة نون الدروس التاريخية من المؤامرة التي تعرض لها القائد عبد الله أوجلان قبل 25 عاماً في العاصمة الكينية نيروبي بمشاركة أجهزة مخابرات أكثر من 33 دولة.

شاركت في الندوة الرقمية كل من المحللة السياسية جلنار صالح، والمحامية والأمين العام لنقابة المحامين من أجل الحرية رنكين أركول، وعضو المبادرة الدولية لحرية أوجلان والسلام لكردستان والنائبة السابقة عن حزب الشعوب الديمقراطي ديلاك اوجلان، والمحامية وعضو مبادرة نون لحرية أوجلان منال ماجد.

افتتحت المحامية سوسن شومان وهي الناطقة باسم مبادرة نون لحرية أوجلان والتي سيرت الندوة الحديث بالقول إن 15 شباط/فبراير "يمثل درساً حياً في الإيمان بالحق والعدالة ويحفزنا لمواصلة النضال من أجل تحقيق الحرية. 15 شباط يوم مشؤوم لكن بفضل المؤمنين/ات بفكر القائد عبد الله أوجلان سيتم تحويل هذه الذكرى لانتفاضة".

 

توضحت المصالح بعد المؤامرة

قالت المحللة السياسية جلنار صالح أن المؤامرة "تمثل أقبح أشكال التعامل مع الإنسان خاصة أن أوجلان قائد لشعوب مسحوقة في المنطقة" مشيرةً إلى أن التاريخ شهد العديد من المؤامرات ضد الحركات والشخصيات التحررية لكن هذه المؤامرة فريدة من نوعها كون مصالح 33 دولة تقاطعت ضد القائد أوجلان على اختلاف مشاربها رأسمالية واشتراكية وقومية "الاستخبارات الروسية شاركت في المؤامرة، ولا بد من السؤال كيف اجتمعت مصالح هذا العدد الكبير من الدول ضد شخص أوجلان؟ فالجواب هو أن هذه المؤامرة تؤكد عظمة هذا الشخص وأهمية هذه المؤامرة بالنسبة للقوى المشاركة من أجل القضاء على فكره".

وعما يمثله القائد عبد الله أوجلان حتى تتفق هذه الدول على إيقاعه في المؤامرة بينت أن للشرق الأوسط تجارب عديدة في المؤامرات "هناك نهجان في العالم أجمع وخاصة في الشرق الأوسط وهما النهج الذي تتبعه السلطة والنهج الذي تتبعه الشعوب المضطهدة والأقليات والمرأة والشبيبة، وشهد صراع هذان النهجان في العديد من المراحل على مؤامرات تحيكها السلطة فالطرف المكافح لا يحيك المؤامرات".

وأكدت أن "القائد أوجلان يمثل نهج الكفاح ضد السلطة من آدم إلى إبراهيم إلى ماني إلى منصور الحلاج وجميعهم تعرضوا لعنف السلطة، و15 شباط حلقة أخرى من سلسلة المؤامرات ضد المفكرين والثائرين". موضحةً أن طريق الثورة لن يقف عند القائد عبد الله أوجلان "ما دامت السلطة مستمرة في نهجها وتعتبر الشعوب مجرد شيء مهمل ستظهر شخصيات تمثل آلام الشعوب وستتعرض للهجوم العنيف".

وبينت جلنار صالح أنه بعد المؤامرة توضحت مصالح القوى المشاركة في المؤامرة وخاصة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تم طرحه عام 2000 وتدخلت أمريكا في أفغانستان ثم هاجمت العراق عام 2003 "مثل القائد عبد الله أوجلان تيار مستقل في قلب الشرق الأوسط وكانت القوى المهيمنة تعمل من أجل شرق أوسط جديد لذلك كان لا بد لها من التخلص من هذا التيار وأخذ المنطقة إلى مرحلة جديدة".

ولفتت إلى أن القائد تبنى فكر مستقل تماماً فيما يخص القضية الكردية "الكرد خلال المئة سنة الأخيرة تم تقسيمهم لأربعة أجزاء وعمل الغرب من أجل الاستفادة من هذه التجزئة كاستخدامهم ضد العرب وهذه الفكرة موجودة لدى بريطانيا التي رفضت في اتفاق القاهرة عام 1922 حل القضية الكردية لتبقى ورقة رابحة بيدها تستخدمها متى شاءت، والقائد أوجلان رفض أن يكون الكرد ورقة لمصالح الغرب هذا النوع من الحركة الثورية شكل خطر على مشاريع ومخططات الغرب التي توضحت بعد العام 2000، وعمل الغرب أيضاً على تعقيد الصراع الكردي التركي فعندما بدأت الكفة ترجح لإحلال السلام بين الطرفين في التسعينات تمت حياكة المؤامرة وإشراك تركيا لأن سماسرة الحرب هم المستفيدين من إطالة أمد الأزمات".

 

"العزلة مخالفة للميثاق الدولي"

من جهتها اطلعت المحامية منال ماجد على وضع السجون التركية خلال زيارتها لإسطنبول وقالت "زرنا العديد من الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان وتعرفنا من خلالها على وضع السجون وحقوق الإنسان والعنف ضد المرأة وخاصة المرأة الكردية، والقائد عبد الله أوجلان وأكدت المؤسسات التي تحدثنا معها أن من يتناقض فكره مع فكر الدولة التركية يتعرض لعنف مضاعف في السجون".

وبينت أنها اجتمعت مع المحامين المكلفين بالدفاع عن القائد عبد الله أوجلان والذين أكدوا أن "إيمرالي غير خاضع للقوانين التركية بل يخضع للقوانين العسكرية، وأن العزلة مخالفة للميثاق الدولي المادة 11، كما أنه يتم الاطمئنان على حياة القائد من خلال زيارة المحامي لمكان تسجيل أسماء السجناء ليتأكد من أنه على قيد الحياة". مؤكدةً أن المحامين استخدموا جميع الوسائل الحقوقية لتقديم المحاكمة العادلة لكن لا توجد نتيجة.

 

"يتم إخفاء تقرير CPT"

فيما قالت المحامية والأمين العام لنقابة المحامين من أجل الحرية رنكين أركول أن القائد أوجلان وثلاث سجناء آخرين لا يمكنهم اللقاء بمحاميهم أو عوائلهم "الأشخاص الذين يسجنون في إيمرالي تطبق عليهم عزلة مشددة، وهناك مطالب من مئات المحامين من أجل الكشف عن الوضع الصحي للقائد عبد الله أوجلان والإعلان عن التقرير الحقوقي للجنة مناهضة التعذيب CPT الذي تصر الدولة التركية على عدم الكشف عنه".

وأكدت أن "على لجنة مناهضة التعذيب الكشف عن التقرير فالقانون الذي يعطي الحق للدولة التركية بإخفاء التقرير يعطيكم الحق في الكشف عنه بحسب ما جاء في الاتفاقية". مشيرةً أنه مر على التقرير عامان لذلك على لجنة مناهضة التعذيب القيام بزيارة أخرى للسجن وأن يسمح للقائد أوجلان بلقاء عائلته ومحاميه.

 

"أنضم لنا أشخاص من أكثر من 100 مكان حول العالم"

وعن آخر التطورات والفعاليات لمبادرة نون أكدت عضو المبادرة الدولية لحرية أوجلان والسلام لكردستان ديلاك أوجلان أنه يتم تنظيم فعاليات ونشاطات على مستوى العالم للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، مضيفةً "بلغ عمر القائد أوجلان 74 عاماً ويجب الإفراج عنه بحسب القانون"، مؤكدةً أنه "فيما يزيد عن مئة مكان حول العالم يشارك معنا في حملتنا أشخاص منهم برلمانيين وفنانين وإعلاميين والعديد منهم لهم تأثير ومكانة مجتمعية عبروا عن تضامنهم مع قضيتنا".

وبينت أنه "تمت إدارة الحملات المطالبة بحرية القائد كجسد واحد وروح واحدة في جميع أنحاء العالم وفي 160 منطقة حول العالم تمت قراءة مؤلفات القائد أوجلان، كما نظمنا وقفات احتجاجية وقامت أمهات السلام بإضراب عن الطعام، ويتم التحضير من أجل تظاهرة حاشدة ستكون في كولن بألمانيا، وستكون هناك مظاهرات في كردستان والعديد من المناطق".

واختتمت حديثها بالقول "علينا رفع صوتنا رفضاً للعزلة المفروضة، ونريد الحرية لقائدنا ومهما طال عهد لعزلة لا يمكننا أن نعيش بشكل عادي ستبقى تضحياتنا مستمرة وهذا قرار الشعب الكردي".