"مدينة أشباح"... نزوح جماعي في جنين وأبسط مقومات الحياة لم تعد موجودة
تسببت عملية "الجدار الحديدي" التي بدأتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين، بمقتل أكثر من 28 مدنياً، واعتقلت المئات، ونسفت عشرات المنازل، مجبرة 15 ألفاً على النزوح من المخيم.
مركز الأخبار ـ حولت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية إلى ساحة تجارب حربية، مستنسخة الأساليب التي اتبعتها في قطاع غزة، فقتلت مزيداً من الفلسطينيين وجرحت واعتقلت، ووسعت توغلها البري، وفجرت أحياء كاملة في المخيمات الفلسطينية، وهجرت السكان.
تستمر القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس عشر على التوالي، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف فلسطيني.
وسيطرت القوات الإسرائيلية أمس الاثنين 3شباط/فبراير على جنين ومخيمها وطولكرم ومخيمها، وطوباس ومخميها، في شمال الضفة الغربية، ما أجبر غالبية سكان المخيمات على النزوح، كما أجبر سكان الأحياء المطلة على مخيم جنين بإخلاء مساكنهم.
ونفذت القوات أكبر عملية تفجير لمربعات سكنية منذ عام 2002 في الضفة. وأظهرت مقاطع فيديو انفجارات ضخمة على طول الأطراف الشرقية للمخيم، طالت 20 منزلًا هناك.
وبحسب بعض المصادر التي أفادت لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فأن العملية العسكرية أدت إلى نزوح 15 ألف نسمة من سكان المخيم، 6 آلاف منهم داخل المدينة، و4070 في بلدة برقين، بينما توزع البقية على 39 هيئة محلية في القرى والبلدات المحيطة ولم يتبق في المخيم سوى 70 عائلة دون أي تواصل مع الخارج.
ومنذ بداية العام الحالي قتل 70 فلسطينياً بحسب وزارة الصحة، بينهم 10 أطفال، وامرأة، و2 من كبار السن "قتل في جنين 38، وفي طوباس 15، وفي نابلس 6، وفي طولكرم 5 وفي الخليل 3، وفي بيت لحم2، وواحداً في القدس".
وأدانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ما يعيشه سكان مخيم جنين الذين تحملوا المستحيل، حيث واجهوا ما يقارب من شهرين من العنف المتواصل والمتصاعد. مشيرة إلى أنه في جزء من الثانية يوم الأحد، تم تدمير مساحات كبيرة من المخيم بالكامل في سلسلة من التفجيرات التي نفذتها القوات الإسرائيلية.
وبحسب بيان الأونروا تحول مخيم جنين إلى "مدينة أشباح"، حيث أدت العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية وقوات الأمن الفلسطينية إلى النزوح القسري للآلاف من سكان المخيم، والعديد منهم لن يكون لديهم الآن مكان يعودون إليه، مضيفا أن "أبسط مقومات الحياة لم تعد موجودة".
وأوضح أن "المشاهد المروعة اليوم في الضفة الغربية تقوض وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه في غزة، مما يهدد بتصعيد جديد".
وأشار إلى أن الأونروا لم تتلق أي تحذير مسبق بشأن الانفجارات، حيث لم يعد مسموحاً بالاتصال بين الموظفين والسلطات الإسرائيلية، الأمر الذي يعرض حياة المدنيين للخطر.