النساء تتطلعن إلى المزيد من النضال عبر القارات خدمة لقضاياهن

تتطلع النساء في ختام المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، إلى دعم جسر التواصل بينهن خدمة للقضايا المشتركة التي تجمعهن.

زهور المشرقي

تونس ـ اختتمت أمس الجمعة 9أيلول/سبتمبر أعمال المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي استضافته تونس على مدى ستة أيام، بحضور أكثر من ثلاثين جنسية وحوالي 300 امرأة من مختلف بقاع العالم.

خرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة تعلّقت بقضية النساء الفلسطينيات والكرد والإيزيديات والسريانيات والأفريقيات اللواتي تكابدن الحياة في ظروف مأساوية.

وحملت الجلسة الختامية رسائل دعت إلى التعهد باستمرار التواصل بين مختلف منسقات القارات لوضع خطط واقعية للحد من الظواهر التي تستهدف النساء كالعنف والاضطهاد والاستغلال الجنسي والتمييز الجندري والعنصري والتهجير القسري للنساء وإفقادهن والمجتمع ككل هويتهم؛ لاعتبار أن المرأة هي قلب كل مجتمع وأي تغيير أو مس بها سيضر كافة فئات المجتمع.

وأشادت المنسقات من كافة القارات في ختام الجلسة بالإقبال الكبير للنساء من كل البلدان من أجل فهم وتشخيص واقع النساء ومن ثمّ العمل على حله، وقد اعتبرت اللوائح المقدمة والورشات التي قدمت على مدار يومين بأن مشاغل وقضايا النساء واحدة، تميزها فقط الجغرافيا التي تعيش ضمنها.

وأثنت المشاركات بمساعي نساء شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان برغم آلة العنف والقتل والتهجير والتنكيل من أجل تحرير أرضهن، وحمل السلاح لحماية الأرض وحماية أنفسهن في إطار حرية الدفاع عن النفس. وأكدن على أن ثورة روج آفا مثال وأسطورة يجب تدريسها للأجيال القادمة من النساء حتى تفقهن معنى أن تناضل المرأة من أجل تحررها وحريتها ومعنى أن تقف صامدة أمام مجتمع أبوي تحكمه العقليات الرأسمالية ولا يرى في النساء إلا سلع للجنس وآلات إنجاب وتربية واقتصار على مهنة الأمومة.

وحددت المشاركات بتصويت واسع على أن تكون نيبال مكاناً للندوة التحضيرية المقبلة للنساء القاعديات، فيما أكدت أن تحديد البلد المحتضن للمؤتمر المقبل سيكون رهين اتفاق على أن يكون الاستقرار الأمني والسياسي أبرز الركائز لاختيار البلد.

وأشادت المنسقات بجهود نساء تونس وشاباتها في تنظيم هذا المؤتمر والعمل من أجل إنجاحه وعقده في ظروف ممتازة، واعتبرت أن ذلك ليس بجديد على التونسيات عنوان ثورات الربيع العربي.

وعلى هامش حفل الاختتام قالت عضو أكاديمية جنولوجي من شمال وشرق سوريا، روهلات عارف ناصر لوكالتنا "المؤتمر كان فرصة للتعرّف على مختلف القضايا النسوية في كافة أنحاء العالم، لكن الصادم أن النساء  تعشن نفس المآسي من استغلال اقتصادي عبر العمل ساعات طويلة مقابل أجر زهيد، والعنف المسلط ضدهن بشتى أنواعه إضافةً إلى التهجير القسري للنساء في الشرق الأوسط أو حتى البلدان الآسيوية على غرار نيبال والهند وروسيا وغيرهن، نتيجة الصراعات والحروب واللا استقرار الذي تدفع النساء ثمنه غالياً".

وعبرت عن أملها في أن يتم استكمال العمل على مخرجات المؤتمر واستمرار التعهد بالتضامن النسوي العابر للقارات من أجل تغيير أوضاع النساء. مشددةً على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات على الصعيد الإقليمي والقاري أو الأفريقي.

وأشارت إلى أن هناك حاجة ماسة للتضامن العالمي ولثورة نسائية عالمية لوصول المرأة إلى فكر عولمي كبير يمكنها من كتابة تاريخها وتتحرر من العبودية وتبلغ أعلى درجات الحرية.

 

 

ومن جهتها قالت الناشطة السياسية والنقابية منية عبيد، أن ما ميز هذا المؤتمر اختلاف الورشات وتناول العديد من المواضيع المهمة التي شخّصت واقع النساء، فضلاً عن تبادل الخبرات بين القاعديات والاستماع إلى مشاكلهن والاتفاق على استمرار النضال ودعم سبل النضال بينهن ككادحات.

وتتمنى أن يستمر التواصل مع المنسقات القاريات والعمل من أجل مكافحة كل أشكال الاستغلال التي تستهدف النساء في كل بقاع الأرض.

 

 

ولفتت النائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي في شرناخ بمدينة آمد في شمال كردستان، نوران أمير إلى أنهم ناقشوا خلال المؤتمر العالمي للنساء القاعديات الذي استمر لستة أيام، العنف الممارس على النساء في كافة أنحاء العالم، كما تطرقوا إلى وضع المهاجرات والنازحات قسراً إثر الحروب والنزاعات، ونضال النساء للحصول على حقوقهن في الشرق الأوسط "لقد رحبت جميع النساء المشاركات في المؤتمر بتجربة النساء الكرد"، مشيرةً إلى أن الحروب الدائرة تزيد من الأزمات التي تؤثر على النساء بالدرجة الأولى.