'النساء ستشكلن مستقبلهن في الحرب العالمية الثالثة'

قالت الرئيسة المشتركة للمجلس المحلي لمقاطعة الفرات حول التطورات التي يشهدها العالم، إن النساء في الحرب العالمية الثالثة لديهن قاعدة وجبهة مشتركة للنضال، لذلك ستحددن مصيرهن ومستقبلهن في الخريطة الجديدة.

برجم جودي

كوباني ـ الحرب العالمية الثالثة تندلع بسرعة كبيرة وتنتشر، والآن هناك توترات في كافة مناطق العالم والشرق الأوسط، وفي هذه الحرب التي وصفها القائد عبد الله أوجلان بأنها حرب الأيديولوجيات، نرى أن القوى المهيمنة التي تريد السيادة على خريطة العالم الجديدة تستهدف النساء والأطفال والشعوب.

خاصة في التطورات الأخيرة، مثل الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس وحزب الله، وروسيا وأوكرانيا، والحروب الأهلية، وما إلى ذلك، نرى أن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً ويدفعون ثمن أكبر الخسائر، إن أهداف القوى المهيمنة لتي تأكدت بالفعل في الحربين العالميتين الأولى والثانية، تجري محاولة تكرارها مرة أخرى.

في هذا الصدد، قيّمت فلك يوسف الرئيسة المشتركة للمجلس المحلي لمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط والعالم ووضع المرأة.

 

"الحرب العالمية الثالثة دخلت حيز التنفيذ بمؤامرة 9 أكتوبر"

ذكرت فلك يوسف في بداية تقييماتها، خلفية الحرب العالمية الثالثة "سيكون عام 2024 والتوترات والأزمات والحروب والصراعات والتطورات التي تحدث أصعب علينا نحن عموم شعوب العالم أكثر من أي وقت مضى، ونطلق على هذه الأحداث التي تتعمق بالحرب العالمية الثالثة، فإذا قلنا إن هذه الحرب بدأت في يوم وليلة، أو في سنة واحدة، نكون مخطئين تماماً، لأن القوى المهيمنة كانت تستعد لهذه الحرب منذ أكثر من قرن، وعلى وجه الخصوص، فإن القوى التي اتفقت في معاهدة لوزان التي تم إنهاؤها منذ فترة طويلة، رسمت خريطة جديدة لمستقبل العالم، وخاصة الشرق الأوسط، وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولكي تتمكن هذه القوى من تنفيذ مشروعها، رأت أمامها عائقاً كبيراً وهو القائد عبدالله أوجلان والأيديولوجية التي كان يتحدث عنها، لذلك القائد أوجلان أيضاً يعتبر أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالمؤامرة في تشرين الأول 1998".

 

"الحرب على وشك الانتهاء على حساب مستقبل الشعب ومصيره"

بينت فلك يوسف أن فكر وإيدلوجية القائد عبد الله أوجلان تشكل عائقاً أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير "تطورت هذه المؤامرة في شخص القائد عبدالله أوجلان على حساب مستقبل ومصير كافة الشعوب والمجتمعات، وبقدر ما هي إيدلوجية القائد عبدالله أوجلان ضد نظام الدولة القومية، فإنه يقدم أيضاً نظاماً بديلاً، يعارض القائد مفهوم اللغة والعلم والأمة الواحدة، حيث تم نتيجة لهذا النظام تدمير واضطهاد مئات الأمم والكيانات الأصلية، لقد بحث وحلل كل هذه الحقائق في هذا الصدد"، مضيفةً أنه "لهذا السبب كانت الأيديولوجيا التي أظهرت فشل أيديولوجية نظام الدولة القومية بداية المؤامرة التي أدت إلى سجن القائد عبدالله أوجلان لمدة 25 عاماً، وبدأت الخطوات العملية لمشروع قوى الهيمنة والآن تتجه نحو مراحله النهائية، وقد كان القائد أوجلان قد قيم كل هذه الأحداث والسيناريوهات التي تجري والحديث عنها كنتائج".

 

"نظام الأمة الديمقراطية أحد البدائل التي تثير خوف القوى المهيمنة"

حول نظام الأمة الديمقراطية أحد نتاجات فكر عبد الله أوجلان قالت فلك يوسف "أحد المشاريع البديلة للقائد عبدالله أوجلان التي نراها حالياً بإقليم شمال وشرق سوريا نظام الأمة الديمقراطية، استغرق الأمر 10 سنوات للحلول الأساسية من حيث الممارسة والمحتوى، هذا المشروع نموذج يشمل جميع الأمم والتشكيلات والمعتقدات واللغات والثقافات، لذلك فمن الطبيعي أن يعزز الديمقراطية والحرية والمساواة بين الجنسين وما إلى ذلك، وتصبح الأمة الديمقراطية بديلاً لحياة آلاف السنين من الخيانة، حيث سحق وعي الرجل المتحيز والمسيطر على المجتمع والمرأة وأبعدهما عن جوهرهما".

وعن محتوى نظام الأمة الديمقراطية قالت إن "الحروب الحالية التي نشهدها في الأساس ضد الشعوب، وهذه القوى الموجودة في السلطة تريد إطالة عمر الأزمات من خلال الحروب، وهذا الوضع لا ينطبق علينا، فقد اخترنا الخط الثالث الذي يعتمد على إيدلوجية القائد أوجلان  ووضعنا الشعب في جوهر هذا النموذج، ويعد المشروع الذي يسمح للشعب بالعيش على أرضه بكرامة وهوية وحقوق من أنجح النماذج في ظل التوترات الحالية في الشرق الأوسط، حيث تُحدد جميع الكيانات في شمال وشرق سوريا مستقبلها معاً، وبدلاً من وعي الدولة القومية، اختارت الأمة الديمقراطية، وهو ما يظهر نجاحهم في تنفيذها".

 

"المرأة تملك الحق في تقرير مستقبلها"

عن وضع المرأة في هذا القرن قالت فلك يوسف "في الحروب والصراعات التي تحدث، تتضرر الطبيعة والحيوانات والناس، لكن أكثر من يتضرر هن النساء، حيث تواجه المرأة كافة أشكال العنف، وإذا أسميناها إبادة جماعية ستكون صحيحة، لكن الفرق في هذه الحرب أن وضع المرأة في هذا القرن ليس مثل القرون السابقة، حيث تتمتع النساء أكثر من أي وقت مضى بالفهم والإرادة والتنظيم والأيديولوجية، وهذا يصبح القوة بالنسبة لنا لمجاراة الأحداث، لقد خلقت أفكار القائد عبدالله أوجلان أرضية لنا كنساء حتى نتمكن من تحديد مستقبلنا في الخريطة الجديدة، لقد أصبحت الكرديات ومن تعشن في شمال وشرق سوريا مصدر إلهام لجميع نساء العالم، حيث تمكن من الانتفاض ورفع صوتهن ضد النظام الذي يعمل على إبادة النساء".

 

"بنضال المرأة المشترك سنتوج القرن بحرية المرأة"

اختتمت فلك يوسف تقييماتها بالقول إن "تجربة وإنجازات وحدات حماية المرأة في الحرب ضد إرهاب داعش بمثابة نور لجميع النساء ويمكننا أن نسميه نور التحديث والانبعاث، فقد بينت قادة ومقاتلات وحدات حماية المرأة أن النساء يمكنهن الدفاع عن أنفسهن وحتى لعب دور قيادي، وبالمثل، فإن النساء اللاتي تعملن في مجالات أخرى هن أيضاً تعتبرن رموزاً للنضال، إن هذه الإنجازات والنقاط التي ذكرناها تؤكد أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن حرية المرأة في الفكر والعمل، وهذا الوعي موجود لدا كافة النساء حيث أنهن لم تعدن تقبلن إيذاء غيرهن من النساء، التظاهرات في الهند هي إحدى العلامات التي تؤكد على تأسيس جبهة نسائية مشتركة في النضال من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، ولكي نتمكن من تتويج هذا القرن بحرية المرأة والشعوب وعدم تكرار قرون الإبادة الجماعية والمجازر، يجب علينا وفي المستوى الأول أن نصبح حلقة واحدة حول القائد عبدالله أوجلان صانع يومنا ومستقبلنا".