النساء التباويات في ليبيا تبرزن ملامح ثقافتهن

احتفلت أمة التبو في ليبيا باليوم العالمي للثقافة التباوية الذي أقرته وزارة الثقافة في بنغازي عام 2017، ليصبح بمقتضاه يوماً يحتفل به مكون التبو بثقافته في كل عام، بحوش الكيخيا المعروف ببيت المدينة الثقافي.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ بمناسبة اليوم العالمي للثقافة التباوية الذي يصادف 15 أيلول/سبتمبر من كل عام، احتفلت أمة التبو وهي من الأمم الأفريقية بمدينة بنغازي في ليبيا في هذا اليوم تحت شعار "دور التنوع الثقافي والمعرفي في تعزيز الوحدة الوطنية".

كانت النساء تمسكن بسيوف غمدها مكسو بالجلد الطبيعي وترتدين الزي التراثي في الاحتفالية، وعن ثقافة التبو تقول ثريا التباوي من مكون التبو "نحتفل بيوم الثقافة التباوية الذي يصادف 15 أيلول من كل عام، وهو يوم مميز يظهر مدى الاحتفاظ بالهوية التباوية، ولإبراز ملامحها الثقافية بما يملكونه من مخزون تراثي وأثري وتاريخي عريق".

وأضافت "ثقافة التبو هي مجموعة من الأساطير والمعتقدات والأغاني والزي الأنيق والمأكولات الشعبية، وكل ما يتعلق بالصحراء، ونعتبر أنفسنا مكون عريق فوق هذه الأرض كالأمازيغ والطوارق والعرب، ونفتخر بهذه الفسيفساء التي تجمعنا لنكون لحمة وطنية واحدة نسعى للتعايش السلمي في هذا البلد".

وعن كيفية المحافظة على ثقافة وعادات التبو توضح "نحن مجتمع صحراوي محافظ جداً لدينا الخصوصية الثقافية الخاصة بالرجال والنساء، وتلعب المرأة دور كبير وأساسي في تربية الأبناء، وهي التي تورث لهم الكرم والشجاعة والعادات والتقاليد التي لا تزال متوارثة إلى الآن ولا زلنا نحافظ عليها".

وأكدت على أن التبو يعيشون على عادات المدن التي يتواجدون فيها، ويحترمون كل الثقافات الأخرى مع احتفاظهم بموروثهم الثقافي، فهم على الرغم من أنهم يتكلمون العربية بطلاقة إلا أنهم يحتفظون بلغتهم الأصلية ويتكلمونها هي أيضاً بكل طلاقة.

ولفتت إلى أن النساء هن من تمسكن السيف خلال الاحتفالية، حيث يدل مسك النساء للسيف على القوة، وتستخدمنه أيضاً للرقص في الأفراح والمناسبات السعيدة فهو جزء من هويتهم الثقافية.

 

 

من جانبها قالت سوقا التباوي "هذا تراثنا وتلك مقتنياتنا منذ القدم توارثناه من جيل لآخر فكل بيت من التبو في بنغازي توجد فيه تلك المقتنيات التراثية الخاصة، ونتمنى أن يحتفظ بها الجيل القادم"، مشيرةً إلى أن "التبو أمة عريقة تمتد وتتوغل في الصحراء الكبرى، ورغم اختلاف الدول التي يتواجدون فيها إلا أنهم تجمعهم اللغة والعادات والتراث العريق، فنحن ليس لدينا مكان واحد نحن رُحل، وعلى الرغم من أن الاستعمار قام بتجزئة الدول، إلا أنه لم يستطع تجزئة التبو".

وحول عاداتهم التي لا زالوا يحافظون عليها تقول فاطمة التباوي "جدتي تعيش معنا وعلمتني جميع عاداتنا ولغتنا التباوية، وأنا أحب هذه العادات ولا أريد أن أغير منها شئياً، وحتى لو فكرنا بالتغيير فلن يوافق الكبار على ذلك".

وبدورها أوضحت حسنية زكريا الفرق بين لباس الفتيات في الاحتفالية "الثوب العادي يسمى "برنه برنه" وهي ثياب ترتديها الفتاة غير المتزوجة، ولكن عندما تتزوج ترتدي لباس يدعى "اللفاحة"، ونستطيع ارتداء أي لون من الأقمشة سواء مزخرفة أو بدون زخرفة"، مضيفةً "نحن مترابطين بشكل كبير، ونحب التحدث عن عاداتنا وموروثنا الثقافي".