النساء الأفغانيات: سننزل إلى الساحات حتى لو بقي منا شخص واحد فقط

اجتمعت النساء الأفغانيات الأحد 31 تشرين الأول/أكتوبر في كابول بقيادة حركة النساء الناشطات للاحتجاج على الفقر. وقام عناصر طالبان بصد المظاهرة ولم يسمحوا للصحفيين الموجودين في المنطقة بالتقاط الصور

لقي ثمانية أطفال حتفهم جوعاً في كابول ونزلت النساء الأفغانيات إلى الشوارع احتجاجاً على الفقر وأردن إيصال أصواتهن إلى جميع أنحاء العالم. وأوضحن أن طالبان تستخدم العنف ضدهن وتهينهن، وقلن إنهن رأين الخوف في أعين طالبان، لذلك سيبقين في الساحات حتى لو بقي منهن شخص واحد فقط. 
 
بهارين لهيب
كابول ـ . ردت النساء على طالبان وبدأن بالاعتصام. وبسبب إعاقة ومنع الصحفيين، أخرجن هواتفهن والتقطن الصور بأنفسهن وأبلغن العالم بأنشطتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبالإضافة إلى الاضطهاد أحتج المتظاهرون على تفاقم الفقر الذي أدى إلى مصرع ثمانية أطفال وأرادوا أن يرى العالم أجمع ذلك.
 
"لن نستسلم أمام التهديدات"
لفتت رسهمين نستوح إحدى المشاركات من حركة الناشطات الانتباه إلى الهدف من الفعالية "لقد قمنا بهذا النشاط لنيل حقوقنا، وللأسف لم نحقق النجاح الذي أردناه.  لقد مات 8 أطفال في البلد بسبب الجوع، أردنا أن نلفت الانتباه إلى زيادة الفقر. أردنا أن نوصل أصواتنا إلى جميع أنحاء العالم. لقد مضى أكثر من شهرين منذ أن بدأت النساء في الأنشطة. تعرضت النساء للضرب والتعذيب في مختلف الأنشطة التي قمن بها في البلاد. لكننا لن نستسلم وسنواصل أنشطتنا".
 
"لن نترك الساحات"
أفادت رسهمين نستوح إن قوات طالبان منذ يوم وصولها حتى الآن تستعد وكأنها ذاهبة إلى الحرب، حيث تقوم بجمع قواتها ومحاصرتهن، وأضافت "نحن كنساء نريد أن نوصل صوتنا ولكنهم لا يريدون ذلك، لذا نجد تلك الساحات التي نخرج إليها ممتلئة بقوات طالبان. بالأمس أيضاً لم يكن الوضع مختلفاً. عندما بدأنا بالفعالية تعرضنا للهجوم وقاموا بتفرقتنا. ولكيلا يرانا أحد حشرتنا قوات طالبان في زاوية أمام الجدار. وقد قامت النساء المشاركات في المسيرة بقراءة القرآن احتجاجاً على مضايقات طالبان لهن. لكن مرة أخرى قامت طالبان بمضايقتنا جسدياً. وكان قائد طالبان موجوداً أيضاً لكنه لم يقل أي شيء. يضايقون المرء بطريقة يجعلونه لا يعرف ما الذي سيحققه، ولكن لو لم يبقى منا سوى شخص واحد فقط وحتى لو لم يسمحوا لنا، لن نغادر الساحات".
 
"رأينا الخوف في أعينهم"
وذكّرت الناشطة النسائية رسهمين نستوح بأن هناك خوفاً في أعين طالبان "إن كانت النساء مؤمنات بما يفعلنه أو ما الذي تعنيه هذه الاحتجاجات في أعين طالبان؟ لقد رأينا في أعين قوات طالبان خوفاً من النساء الأفغانيات. على الرغم من هذا فهمنا بالأمس لماذا يريدون تعجيزنا ومضايقتنا كثيراً. تخيلوا أننا كنا 15 امرأة مدنية ولكن كان هناك المئات منهم في مواجهتنا وكانوا خائفين منا، كان هناك الآلاف من القوات العسكرية ضدنا، وفهمنا خوفهم أكثر".
 
"العالم يشاهد هذا التعذيب"
وأوضحت رسهمين نستوح إن العالم يقف صامتاً حيال هذا التعذيب والقمع الذي تمارسه طالبان "العالم يراقب التعذيب الذي تمارسه طالبان علينا. أنا أتساءل لماذا لا تتخذون إجراءات ضد هذه الضغوط؟ "
 
"يحاصروننا ونتعرض للعنف"
كما صرحت الناشطة النسائية عريفة فاطمي أنه بسبب وفاة 8 أطفال من الجوع، أردن القيام بنشاط في كابول لكن تم صدهن ومنعهن من قبل طالبان، "عندما أردنا إيصال رسالتنا إلى العالم، رأينا وجهاً آخر لطالبان. أردنا أن نقيم فعاليتنا، ولكنهم طالبوا بتفتيشنا، حاصرونا وتم تطويقنا وتعرضنا للعنف، ولم يُسمح للنساء اللائي تُركن خارج الحصار بالمشاركة في الاحتجاج".
 
"لن ينتصروا"
وذكرت عريفة فاطمي أن طالبان أرادت إيقاف النساء بهذه الطريقة "لقد تعرضنا للتهديد بالاعتقال، قالوا لنا أنتم جواسيس وتعرضنا للكثير من الإهانات. نحن نعلم أنهم يفعلون ذلك لإيقافنا لكننا لن نتوقف. في الحقيقة لا أستطيع التحدث عن نوع الإهانات التي تعرضنا لها ولن أتحدث حتى عن الضرب أيضاً. لأنهم أهانونا بالطريقة الأكثر إيلاماً. لكنني سأقول إننا سنقف صامدين ضد كل هذه الأشياء، وليفعوا ما يريدون لكنهم لن ينتصروا".