العنف ضد المرأة قضية عالمية يجب مكافحتها بكافة السبل

ضمن سلسلة فعاليات حملة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نظم مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي محاضرة مجندرة.

الرقة ـ أكدت المشاركات في المحاضرة التي نظمها مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا أن العنف ضد المرأة يشكل انتهاكاً لحقوقها وعائقاً أمام نمو وتطور المجتمع ولمحاربة هذه الظاهرة، يجب توعية المجتمع لبناء حياة اجتماعية قائمة على مبدأ إقرار حقوق المرأة.

لا تزال الحملة التي أطلقتها منصة الفعاليات المشتركة في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، مستمرة تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية أحمي ذاتكِ" وفي إطار ذلك نظم مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي اليوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر محاضرة مجندرة عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

 

"يجب معرفة أسرار الأنظمة"

وتضمنت المحاضرة محورين أساسين، سلط المحور الأول الضوء على اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتاريخه، وتناول المحور الثاني العنف ضد المرأة والعوامل المؤدية له.

كما تطرق المحور إلى التحليلات والتوجيهات ووجهات النظر التي وضعها القائد عبد الله أوجلان حول المرأة، بعد أن طورها ضمن نظام إمرالي رغم ظروف العزلة القاسية داخل السجن، ليقدم للمرأة توجيهات لتسلك من خلالها طريق النضال في المسار الصحيح حتى تتمكن من اكتساب هويتها ومكانتها.

وأشار المحور إلى أن نضال المرأة الجذري ومسيرتها من أجل الحرية سيحدد اتجاه كل بحث ونضال لأجل الحرية، وأن الابتعاد عن التقاليد الاجتماعية والتاريخية لآلاف السنين سيعزز النضال، وقال القائد عبد الله أوجلان حول ذلك "أؤيد النضال من أجل حرية المرأة، وهذا يظهر بوضوح في وجهة نظرنا للنضال ويوضح ما يتعين علينا القيام به"، وبهذا المعنى فإن كلمات Jin Jiyan Azadî ليست مجرد كلمات منسقة ومركبة بل هي كلمات أسطورية لحقيقة الحياة ومن خلالها يمكن بناء حياة جديدة مع هذه الفلسفة".

وحول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر أوضح المحور أنه "تم الإعلان عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في عام 1999، بعد مقتل الأخوات ميرابال في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1960بجمهورية الدومينيكان، من قبل النظام الديكتاتوري".

وأكد أن النظام الذي أعلن هذا اليوم يوماً للنضال لا يزال يمارس جميع أشكال العنف ضد المرأة، لذا يجب معرفة أسرار الأنظمة، لأنه اذ لم يتم فهم ومعرفة هذه الأسرار لن يتم القضاء على العنف، ففي شخص الأخوات ميرابال تم استهداف النساء اللواتي تمردن ولم تخضعن للنظام السلطوي ومن بينهم القياديات ساكينة جانسيز (سارة) وفيدان دوغان (روجبين) وليلى شايلمز (روناهي) من قبل النظام الحاكم في فرنسا عام 2013 بسبب هويتهن كثوريات مناضلات.

وأضاف المحور أن هناك احصائيات للعنف الذي تتعرض له المرأة حول العالم "وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات قتلت 89 ألف امرأة في عام 2022، وتشير التقديرات إلى أن عدد جرائم قتل النساء والفتيات التي لم يتم الإبلاغ عنها بلغت 48 ألف و800 ومن هؤلاء النساء من قتلن على يد أزواجهن أو أحد أفراد العائلة، ما يعني أن أكثر من 133 امرأة قتلت على يد أحد أفراد الأسرة".

 

"العنف يرتبط بمجموعة من العوامل تتشابك فيما بينها"

وتناول المحور الثاني العنف ضد المرأة الذي يشكل انتهاكاً لكرامتها وتهديداً لسلامة واستقرار الأسرة وعائقاً أمام نمو وتطور المجتمع ويحد من قدرتها على التمتع بالحقوق والحريات الأساسية التي أقرتها المواثيق الدولية والقوانين الدولية، كما أنه يؤثر على صحتها النفسية والجسدية ويحرمها حق العيش، ما سيؤثر وينعكس سلباً على حياة الأسرة والمجتمع.

كما أكد على أنه يجب على كل فرد أن يكون واعياً في سبيل بناء حياة اجتماعية وثقافية قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل من أجل القضاء على ظاهرة العنف.

وأشار المحور إلى أن "قضية العنف ضد المرأة ليست بالحديثة إذ أنها تنتشر في المجتمعات كافة، وتبقى من الأمور والقضايا الأكثر خفاءً، وتدخل في إطار المشاكل العامة والتي تلقي العادات والتقاليد البالية الغطاء عليها، لذلك فالعنف الموجه ضد المرأة لا يرتبط بعامل مجتمعي واحد، بقدر ما يرتبط بمجموعة من العوامل تتشابك فيما بينها لتولد تلك الأسباب المؤدية للعنف ضد المرأة والداعمة لها".

وأوضح أن أسباب العنف ضد المرأة هو النظام الذكوري الذي ميز الرجل عن المرأة، لذلك بقيت تعريفاً ناقصاً وشكل منها كياناً ضعيفاً حتى تم اقصائها من الحياة العامة، ما جعلها معرضة للعنف والإهانة من قبل المجتمع الذكوري.