المؤتمر النسوي الإقليمي يؤكد على أن حرية المرأة مفتاح حل الأزمات

شددت المشاركات في المؤتمر النسوي الإقليمي على أنه لا يمكن للأزمات أن تصل لحلول إذ لم تنل المرأة حريتها.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أكدت المشاركات في المؤتمر النسوي الإقليمي في الجلسة الأولى، على أنه لا بد من تحرير النساء اللواتي تعدن أكثر الفئات تأثراً بالأزمات، لتحرير المجتمعات.

مع انطلاق مؤتمر تجارب الحركات النسوية في الخروج من الأزمات تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî"، في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور نسوي من مختلف دول المنطقة وشمال أفريقيا، تحدثت رئيسة لجنة حقوق المرأة عايدة نصر الله، عن معاناة النساء في الشرق الأوسط ودور الجمعيات النسائية في مجال مناصرة الحملات الداعية لحقوق المرأة والحد من العنف الممارس ضدها والتي تعتبر جزءً من حقوق الإنسان.

وأكدت على أنه يجب الحديث عن سياسة التوسع الاستبدادية التي انتهجتها الإمبريالية العالمية والتي لاتزال مستمرة إلى اليوم وطالت مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي تعيش في عالم مختل المقاييس تغيب فيه العدالة ولا يحكمه سوى منطق الغلبة والقهر الممارس على النساء بدرجة مرعبة، لافتةً إلى أن الكرديات تعشن معاناة مضاعفة وتقتل السودانيات وتغتصبن داخل بيوتهن المستباحة وفي الشوارع.

وعن الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان بفعل نهب المال العام من قبل الطبقة الحاكمة وزبانيتها وتجارها وتحاصصتها الطائفية، فضلاً عن عقم السياسات المعتمدة ما أوقع البلد في الخراب تأثرت به النساء بشكل مضاعف، مؤكدةً على أنه وجب الوقوف في وجه الهجمة الامبريالية على شعوب المنطقة، دون إهمال القضية النسوية.

ودعت إلى توحد النساء من أجل مواجهة الهجمة الذكورية السلطوية المتخلفة لاعتبارها شكلاً من أشكال الامبريالية، وخلصت إلى القول "الهدف الأسمى هو أن نصل إلى عالم تسوده العدالة والمساواة في القوانين وفي الفرص بين البشر، عالم خال من القهر والتنكيل بالنساء".

وتبع ذلك الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان "تداعيات تدخلات النظام العالمي المهيمن على النساء في المنطقة الألفية الثالثة" أدارتها الصحفية التونسية زهور المشرقي، واتفقت المشاركات على ضرورة مواصلة التنسيق النسوي من أجل معالجة قضايا النساء وفضح مختلف التجاوزات والانتهاكات التي تمسهن، وأكدت المتدخلات أن تداول التجارب في مختلف دول المنطقة من شأنه أن يساهم في إيجاد الحلول الواقعية لا الاكتفاء بالتنظير لها فقط، واتفقن على أن الأنظمة الرأسمالية تتحامل على النساء وتتغذى من مآسيهن، وهو أمر لا يمكن محاربته إلا بالتعاون والتضامن.

بدورها تحدثت الناشطة النسوية المصرية كريمة الحفناوي، عن أوضاع النساء الأفريقيات في قارة تعد الضحية الكبرى لمجموع الأزمات في المنطقة، مؤكدةً أنه برغم القوانين والاتفاقيات ظلت الوضعية صعبة في إطار العنف المضاعف اللا استقرار السياسي وغياب الأمن والسلام، مشيرةً إلى أن القوانين وحدها غير كافية لتغيير وضعية النساء والنهوض بحقوقهن.

وأكدت الدكتورة ماري الدبس رئيسة جمعية وردة بطرس- مساواة للعمل النسائي، في مداخلتها أن ما عاشته المنطقة من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط هي سلسلة انتفاخات بالمعنى الاجتماعي والسياسي  والاقتصادي، هدفها تقسيم المنطقة إلى دويلات لنهب ثرواتها ضمن مخططات استثمارية غربية.

وأفادت بأن التحركات الشبابية استغلتها القوى الإمبريالية الأبوية لضرب أمن المنطقة الاقتصادي الغذائي وحرب المياه والجوع القادمة.

وعلى هامش المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومي 18 ـ 19 آب/أغسطس الجاري، قالت عضوة رابطة نوروز النسائية نسرين برو لوكالتنا "إن وضع المرأة في الدول العربية يشكل أزمة، ولا يمكن للأزمات أن تصل لحلول إذ لم تنل المرأة حريتها"، مشيرةً إلى أن حرية المجتمعات من حرية النساء وهو ما يدل عليه شعار المؤتمر "على هدى: Jin jiyan azadî".

ولفتت إلى أن هذا المؤتمر يضم مشاركات من 11 دولة عربية "نحن على أمل أن يتم الخروج بتوصيات تكون موضع التنفيذ، يجب العمل لتنال المرأة حقوقها وسط الأزمات التي تعاني منها، والاستفادة من تجارب نساء شنكال، مصر والسودان لنستطيع الاستمرار بالنضال والوصول إلى حرية جميع النساء".

 

 

من جانبها قالت المستشارة الفلسطينية فاتن أحمد "هناك مشاركات في المؤتمر من الأردن ولبنان وفلسطين واليمن والسودان اللتان تشهدان حرباً كبيرة، وذلك لمناقشة التحديات التي تواجهها المرأة في تلك الدول في هذا العصر"، بالإضافة إلى التطرق للقضية الكردية والفلسطينية والإبادة التي تعرضت لها الإيزيديات في شنكال من سبي واستعباد وخطف وقتل ورجم.