المؤامرة تدخل عام الـ 26 والصمت الدولي في إزدياد

استنكر أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بمشاركة العديد من المؤسسات النسوية والمدنية استمرار المؤامرة وكذلك احتلال مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، مطالبين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على تركيا والقيام بواجبها تجاه قضية القائد أوجلان

مركز الأخبار ـ أصدرت العديد من المؤسسات بإقليم شمال وشرق سوريا بيانات تزامناً مع الذكرى السادسة والعشرين للمؤامرة، عكست من خلالها المخاطر التي تواجه الشعوب المضطهدة، مطالبةً بتحرك عاجل من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لإطلاق سراح القائد أوجلان.

جدد مجلس العدالة الاجتماعية في مقاطعه دير الزور استنكاره للمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، وذلك في إطار الذكرى السنوية للمؤامرة التي انطلقت بـ 9 تشرين الأول/أكتوبر 1998، مسلطاً الضوء على الأحداث التاريخية التي شكلت منعطفاً في مسار النضال من أجل العدالة والحرية، جاء ذلك في بيان أصدره اليوم الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر في وقت تتزايد فيه الضغوط على القائد عبد الله أوجلان، الذي يمثل رمزاً للنضال ضد الظلم والاضطهاد.

وأكد البيان على أهمية تذكير العالم بما حدث بعد 26 عاماً من النضال في سوريا ولبنان، حيث اضطر القائد أوجلان للخروج بحثاً عن حلول سياسية سلمية في روسيا وأوروبا، في ظل ضغوطات هائلة من الدول الكبرى التي كانت تهدف إلى اختطافه في العاصمة الكينية نيروبي وتسليمه للدولة التركية في 15 شباط/فبراير 1999.

وأشار البيان إلى أن هذه المؤامرة كانت تستهدف في شخص القائد أوجلان جميع الشعوب المضطهدة والمظلومة، حيث تم الحكم عليه في محكمة غير قانونية في تركيا، ورغم فشل هذه المؤامرة في مواجهة الرأي العام الدولي، إلا أنها تواصل تأثيرها السلبي على العديد من القضايا الإنسانية.

وأضاف البيان "لقد تعرض القائد أوجلان لعزلة شديدة خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ لم يتمكن محاموه من زيارته، ومع ذلك، شهدنا نشاطات وفعاليات جماهيرية واسعة في جميع أنحاء العالم للمطالبة بتحريره جسدياً".

وأعرب البيان عن خيبة أمل كبيرة من عدم القيام بدور فعال من قبل منظمات حقوق الإنسان، بدءاً من منظمة مناهضة التعذيب الأوروبية وممثلي الأمم المتحدة، حيث لم تتخذ أي قرارات حقيقية لتحسين وضع القائد أوجلان.

وناشد المحامون السوريون للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان واتحاد المحامين في مقاطعة دير الزور جميع منظمات حقوق الإنسان وممثلي الأمم المتحدة ومجلس الوزراء في الاتحاد الأوروبي، للقيام بواجباتهم تجاه الانتهاكات الحقوقية، مؤكدين على ضرورة تحرير القائد أوجلان جسدياً، مشددين على أن حريته تعني حرية جميع الشعوب المضطهدة والمظلومة في العالم، وأنها ضرورية للأمن والاستقرار في المنطقة.

كما استنكر أهالي مقاطعة الرقة بمشاركة العديد من المؤسسات النسوية والمدنية استمرار المؤامرة واحتلال مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للضغط على تركيا والقيام بواجبهم تجاه قضية القائد أوجلان وذلك من خلال بيان جاء فيه "مضى على المؤامرة الدولية ستة وعشرون عاماً، ويصف القائد عبد الله أوجلان المؤامرة التي بدأت بخروجه من سوريا في 9 تشرين الأول عام 1998 بأكبر عملية للناتو، حيث نقل القائد إلى تركيا بعد 126 يوماً وتحديداً في الـ 15 من شباط 1999، ليعتقل في سجن إمرالي منذ خمسة وعشرون عام في ظل فرض نظام تعذيب وإبادة".

وأضاف البيان "تستمر المؤامرة الدولية في سنويتها الـ 26 بطرق وأساليب مختلفة، ومن ناحية أخرى، يمكن القول إن المؤامرة موجودة منذ السنوات الأولى لحركة التحرر الكردستانية، وهذه الدولة الاحتلالية والاستعمارية تسعى بهذه المؤامرة إلى إيقاف وإسقاط النضال التحرري ولكنها فشلت في ذلك لأن فكر القائد أوجلان حر طليق وينير دربنا دائماً".

وأكد البيان على أن "تركيا لم تكتفي بمؤامرتها على القائد بسجنه بل وصلت انتهاكاتها بحقه بفرض عزلة مشددة ومنعت عائلته ومحاميه من اللقاء به، وأن شهر تشرين الأول تاريخ مؤلم لأنه جاء تزامناً مع ذكرى احتلال مدينة تل أبيض ورأس العين، فقد مر على احتلال المدينتين خمسة أعوام، وأن غايتهم باعتقالهم القائد عبد الله أوجلان إفشال ثورتنا ولكن ما واجهوه كان العكس تماماً، لأن شمال وشرق سوريا وجهت شعوب المنطقة نحو تطبيق نظريات وأفكار القائد عبد الله أوجلان حول ما يتعلق بإخوة الشعوب والأمة الديمقراطية، وسلكت طريقاً ثالثاً بعيداً عن الصراعات الطائفية والقومية والتنافس على السلطة كما حصل في المناطق السورية الأخرى".

وأشار البيان "تم مواجهة العنصرية والتطرف في المنطقة وهزيمة التنظيمات الإرهابية الى جانب بناء مؤسسات مدنية ديمقراطية تدار من قبل ممثلي جميع المكونات وشعوب المنطقة، وهذا يثبت أن أفكار القائد أوجلان هي الوحيدة القادرة على تلبية طموحات ومتطلبات الشعوب".

وتطرق البيان إلى أن القوة الاستعمارية تظن أنه باعتقال القائد أوجلان سيتمكنون من دحض الديمقراطية "كان غياب القائد عبد الله أوجلان جسدياً عن المنطقة بمثابة إنهاء لآخر قلاع الديمقراطية والتعددية والفكر الحر في المنطقة، وذلك بالنسبة إلى القوى الاستعمارية حيث كانت جميع الأنظمة السياسية في البلاد متوغلة في الفساد والتحالفات بهدف الحفاظ على السلطة دون أن يكون هناك أي مسعى لمواجهة الأفكار التوسعية والساعية لتكريس الانقسام".

وناشد البيان في ختامه المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم أن تقوم بواجبها نحو قضية القائد عبد الله أوجلان، والقيام بواجبها بالضغط على دولة الاحتلال التركي لتحرير القائد أوجلان جسدياً.