المشاقر زينة النساء ومصدر رزقهن في اليمن

تشتهر عدة محافظات يمنية بزراعة الرياحين "المشاقر" وهي عبارة عن مجموعة من النباتات والزهور العطرية ذات رائحة مميزة، بعد قطفها يتم تجميع أنواعها المختلفة وربطها بشكل حزم صغيرة شبيه بباقات الورد ويعرف بـ "المُشقُر".

رانيا عبد الله

اليمن ـ تهتم المرأة اليمنية بزراعة المشاقر، فلا يخلوا أي بيت أو حديقة منزل من زراعة هذه النباتات والورود، وتحرص النساء خصوصاً في الأرياف على الاعتناء بها وسقيها، للتزين بها واستخدام أوراقها في بعض الوجبات الشعبية لإضافة نكهة ومذاق خاص للمأكولات.

 

احتفال بعيد المشاقر

احتفل أهالي مدينة تعز جنوب غربي اليمن أمس الجمعة 9 أيلول/سبتمبر، بعيد "المشاقر"، كونه من التراث القديم ومن العادات والتقاليد التي يتميز بها اليمنيون.

وعلى هامش الاحتفال قالت كوثر السباعي أن "المشقر يضيف للمرأة في تعز، ولا تكتمل زينتها إلا بالمُشقر وبرائحته الزكية".

وترى نوران النقيب وهي في العقد الثاني من عمرها، أن المناسبات لا تكتمل لدى اليمنيين وخاصةً النساء بدون المشقر، فهن دائماً تتجملن به.

وأوضحت أن المشاقر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزي المرأة اليمنية "أنا من عشاق المشاقر ولا تكتمل أفراحي وزينتي إلا بالمشقر، فمناسباتنا أصبحت لا تخلوا من وجود المشاقر"، لافتةً إلى أنها تحصل على الرياحين من النساء الكبيرات في السن اللواتي تقمن ببيعه وتوفيره وسط المدينة.

فتح النور التي لا تفوت مثل هذه المناسبات للاحتفال بعيد المشقر تقول "نحتفل بعيد المشقر في التاسع من أيلول، حيث أن لجميع النساء في مدينة تعز ذكريات جميلة مع المشقر منذ القدم، فتعز تحتفل بهذه المناسبة لأنها تحمل رسالة سامية وجميلة عن المدينة وهي رسالة تفاءل بهذه النبتة الجميلة التي تفوح رائحتها بجميع أنحاء المدينة".

من جهتها تقول روان الاثوري "أن الاحتفال بعيد المشاقر يعيد لنا الموروث الشعبي القديم"، بينما قالت مرام عبد الوهاب أن المشقر يكمل زينة المرأة.

 

زينة أساسية

يعتبر المشقر من النباتات المهمة لزينة المرأة اليمنية وخصوصاً الريفية، فلا تخلو أي مناسبة من وجوده، فتتزين به المرأة بوضعه على شعرها أو بوضع حزمة صغيرة منه خلف أذنها متدلي على خدها، فيعد المشقر هو الزينة والرائحة الطبيعية التي تضعها وتتجمل بها جميع النساء.

تقول سمر أحمد "المشقر كان منذ زمن بعيد زينة أمهاتنا وتوارثناه منهن، وأصبح وجوده شبه اليومي في حياتنا مهم للغاية، فنستخدمه لبعض المأكولات وأيضاً نستخدمه كزينة".

وأضافت "رغم أننا نعيش في المدينة إلا أن والدتي تحرص على زراعة أنواع مختلفة من المشاقر على سطح المنزل وتقوم بالاعتناء بها على الدوام".

 

مصدر رزق

تعتبر المشاقر مصدر دخل مسك علي البالغة من العمر 50 عاماً، فهي تقوم بجلب هذه النباتات من أحد مزارع جبل صبر في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، وبيعها في السوق وسط المدينة إلى جانب فاكهة التوت، والذي يعتبران مصدر رزقها الوحيد.

تقول مسك علي "أقوم بشراء كمية كبيرة بسعر الجملة من المزرعة، ثم أقوم بتقسيمها وتجميعهاعلى شكل حزم صغيرة و متوسطة وكبيرة ولكل حجم سعر مختلف".

وأضافت "في الصباح الباكر أذهب إلى السوق لبيع المشاقر التي أعددتها، وأعود للمنزل وقت الغروب، ويعد يوم الخميس أكثر أيام الأسبوع طلباً للمشاقر لإقبال الناس بشكل كبير لشرائه، ويكثر الطلب على خاصةً على الرياحين والنرجس والبياض".