المعرض الدولي يسلط الضوء على واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته بباقي الأجناس الأدبية

ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في العاصمة الرباط بالمغرب، سلطت ندوتان شارك فيها أكاديميون/ات ومثقفون/ات، الضوء على واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته بباقي الأجناس الأدبية، وواقع الكتابة الأمازيغية.

حنان حارت
المغرب
ـ قالت مشاركات في الندوة أن النساء لديهن خيال خصب، وتبدين مشاركة فعالة في الإبداع الثقافي، حيث برزت إسهاماتهن بشكل كبير في كتابة أدب الخيال العلمي، مؤكدات أن الكتابة الأمازيغية حققت إضافة جمالية في المشهد الثقافي المغربي، وعملت على تأسيس آفاق كتابة نسائية مغربية منفتحة على التنوع.
تناولت ندوة شارك فيها أكاديميون/ات ومثقفون/ات على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الـ 29، المقام في العاصمة المغربية الرباط، والذي أنطلق في العاشر من أيار/مايو ويستمر إلى غاية اليوم 19 منه، واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته بباقي الأجناس الأدبية وبالسياق الثقافي العام في كل من المغرب وباقي دول العالم العربي.
ووصف المشاركون/ات أدب الخيال العلمي بأنه وليد القرن العشرين وأنه ثمرة من ثمار التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، مشيرين إلى أن هذا الأدب يجمع بين إنجازات العلوم والتكنولوجيا، كما عبروا عن مخاوفهم/هن من هذه الطفرة التكنولوجية التي يعرفها العالم، وهل ستترك لهم/هن مجالاً للإبداع.
وقال المشاركون/ات خلال الندوة إن "أدب الخيال العلمي له إسهامات واضحة في واقعنا الجديد وما يشهده من اختراعات لم تكن حاضرة من قبل"، لافتين إلى أن هذا المجال من الأدب يعد من أمتع أنواع الأدب وأكثرها سهولة للفهم على الرغم من اشتماله على عنصر المبالغة الشديدة.

وقالت الدكتور المصرية ومديرة دار العين للنشر بمصر فاطمة البودي، إن النساء تساهمن بشكل فعال في الإبداع الثقافي كما اقتحمن أدب الخيال العلمي، مؤكدةً أن مصطلح أدب الخيال العلمي ظهر في أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين، لافتةً إلى أن ظهوره لم يصادف الطفرات الهائلة في الأنترنت والذكاء الاصطناعي التي يعرفها العالم الآن.
وأوضحت أن أي تفكير كان خارج الحدود التي يعرفها الإنسان كان مبهراً، ويسمى بالخيال العلمي وما كنا نراه في التلفزيون مثل السيارات التي تطير والغواصات التي تغوص البحار أضحى حقيقة اليوم.
وعن مساهمة النساء في أدب الخيال العلمي قالت فاطمة البودي إن مساهمتهن فعالة إذ لهن خيال خصب يمكنهن من الإبداع وترك بصمتهن في الأدب الحديث، مشيرةً إلى أن النساء منذ الصغر تعودن على سماع حكايات الجدات، ومعظم هذه الحكايات كانت من نسج خيالاتهن فلم تكن واقعية أبداً، أو حتى وإن كان هناك حادث واقعي، فالجدات كن تقمن بحياكة القصص وتبنين أحداث أخرى وإعادة تفسيرها بطرق مختلفة، من أجل إنعاش خيال الفتيات وخلق المتعة لديهن.
وحول هل يمكن أن يتراجع أدب الخيال العلمي أمام ما نعيشه اليوم من طفرات تكنولوجية أوضحت أنه ما دام الإنسان يعيش سيظل تفكيره يعمل وسيستمر في الإبداع، مضيفةً أنه هناك تخوف كبير لدرجة أن الكتاب والكاتبات أصبحوا/ن متخوفين/ات فبعضهم/ن يقول لا نعرف إذا كان الذكاء الاصطناعي سيترك لنا مجالاً للكتابة أم لا.

كما ناقشت ندوة أخرى واقع الشعر الأمازيغي والقضايا ذات الصلة بسيرورة إنضاج التجربة الشعرية الأمازيغية، مع استعراض تجارب الكتابة النسائية الحديثة بالأمازيغية.
وقال المشاركون/ات إن المشهد الأدبي الأمازيغي، حقق طفرة نوعية في مجال الإبداع الأدبي المكتوب شعراً ونثراً، مشيرين/ات إلى بروز العديد من الأسماء النسائية التي ساهمت في تطور تجربة الكتابة الإبداعية والأدبية باللغة الأمازيغية.
ولفتت المداخلات إلى أن الكاتبة الأمازيغية لم تكن حاضرة في المشهد الثقافي الأمازيغي بذاتها، وإنما كانت مجرد موضوع للشعراء والكتاب، الذين كانوا يتحدثون في إبداعاتهم عن المرأة باعتبارها الأخت والابنة وكامرأة أمازيغية حاملة للثقافة الأمازيغية.
وأبرز المشاركون/ات أن حضور الكاتبة الامازيغية في المشهد الثقافي، كان في إطار عملية عبور من موضوع إلى مجال الذات، حيث أصبحت الشاعرة الأمازيغية تعبر عن هواجسها وتنقل معاناتها بنفسها وبقلمها وبكتابها وباسمها الحقيقي دون اسم مستعار.
كما ركزت المداخلات على كيفية تطوير التجربة الشعرية النسائية الأمازيغية، وتم طرح أسئلة حول كيف يمكن الدفع بالمرأة الأمازيغية لكي تبدع في الشعر كما كانت تبدع في السابق.

 


وقالت الكاتبة المغربية الأمازيغية خديجة إيكن إن الكتابة النسائية الأمازيغية في مجال الشعر قامت بدور كبير جداً في تغيير الصورة النمطية للمرأة المغربية بصفة عامة والمرأة الأمازيغية بصفة خاصة، لافتة إلى أن المرأة الأمازيغية أعطت وأصدرت كتباً باللغة الأمازيغية وهذا شيء جديد في المشهد الثقافي المغربي.
وأوضحت أن الكتابات الشعرية كانت تتم في المغرب باللغة العربية والفرنسية وهي لغات حية وجيدة، ولكن الشيء الجديد الذي قدمته الكتابة النسائية الأمازيغية أنها عملت على اللغة إضافة إلى معرفة حقول معرفية عديدة "لا يتعلق الأمر باللغة الأمازيغية فقط، ولكن أيضاً من ناحية المواضيع والأفكار وطرح إشكاليات جديدة فيما يخص الذات النسائية والإنسانية وعلاقتها بخصوصيات المرأة والأنثى وعلاقتها بخصوصيات المجتمع المغربي والثقافة المغربية وعلاقتها بخصوصيات الكون والإنسان".
وأكدت أن المساهمة النسائية هي مساهمة مميزة ونوعية لأن هذه الكتابات أضافت الكثير للأدب الأمازيغي المغربي وأضافت الكثير للمشهد الثقافي الوطني، كما ساهمت في دمقرطة المشهد الثقافي من خلال تقديم تنويعات أدبية مختلفة ساهمت كثيراً في تغيير الصورة النمطية للمرأة الأمازيغية وتغيير الرؤية للأدب المغربي.
وأكدت أنه "اليوم لم نعد نتكلم عن الأدب المغربي المكتوب باللغتين العربية والفرنسية فقط أو بأي تعبير آخر، بل أصبح هناك أدب أمازيغي نسائي يفرض نفسه بشكل ناعم وقوي ويقدم قراءة نوعية للأدب النسائي بصفة عامة والأدب الأمازيغي بصفة خاصة".

 


ومن جهتها قالت الشاعرة حياة بوترفاس عن تجربتها في الشعر "قارنته في علاقته بالحداثة فأبرزت بعض الملامح من تجربتي والتي تتميز بالتحديث في القصائد وجعل التحديث والتجديد مبدأ ملازم في القصائد لا من حيث هندسة القصائد ولا من حيث الصور الشعرية بل من حيث اللغة المستعملة والتي هي لغة راقية للكثابة".
وقالت إنها حاولت في شعرها وقصائدها توظيف الثقافة الأمازيغية كالميثولوجيا والأمثال الشعبية، كما حاولت الجمع والمزج في كتاباتها بين الحداثة والأصالة "اعتباراً من كون ثقافتنا ثقافه أصيلة، أردت أن أغرس قصائدي في تربتها أي الثقافة الأمازيغية التي لها جدور عميقة وتاريخية وحضارية".