المرأة في صدارة الأدب الكردي والعربي بمعرض الشهيد هركول

أكدت ناريمان عفدكي عضوة اللجنة التحضيرية لمعرض الشهيد هركول الذي يُقام تكريماً لإرث الشهيد الأدبي، يهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة وإيصال الكتب إلى مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا رغم التحديات، وأن مشاركة النساء هذا العام كانت الأبرز.

نغم جاجان

قامشلو ـ انطلقت فعاليات الدورة التاسعة من معرض الشهيد هركول الدولي للكتاب في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، لتسلّط الضوء على الحضور البارز للمرأة في ميادين الأدب والثقافة.

يعود تاريخ معرض الشهيد هركول الدولي للكتاب إلى عام 2015، حين أُقيم لأول مرة بمبادرة من دار النشر "شلير" بإقليم شمال وشرق سوريا، ومنذ ذلك الحين أصبح تقليداً ثقافياً راسخاً يُحتفى به سنوياً.

تُنظم الدورة الحالية من المعرض هيئة الثقافة في إقليم شمال وشرق سوريا بالتعاون مع لجنة الثقافة في مقاطعة الجزيرة، تحت شعار "الكتاب مفتاح الحضارة"، وقد افتُتحت فعاليات المعرض في 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى 26 من الشهر ذاته، حاملةً معها رسالة ثقافية تعزز التنوع الفكري والانتماء المجتمعي.

وتعكس الأعمال المعروضة مدى الحضور النسائي في الأدب الكردي والعربي، إذ تشكّل النساء نحو 40% من إجمالي المشاركات، وهي نسبة تُعد إنجازاً ثقافياً بارزاً يُجسّد روح ثورة المرأة، فالكاتبات يسلكن طريق التعبير بأقلامهن، حيث يُعدّ كل كتاب وكل عمل رمزاً للنضال الاجتماعي والفكري، ويأخذ مكانه كجزء من حركة التغيير الثقافي.

 

من المقاتل إلى الكاتب ومن الذكرى إلى المعرض

وحول رمزية المعرض وأهدافه، أوضحت عضوة اللجنة التحضيرية للمعرض ناريمان عفدكي، أن تنظيمه جاء تكريماً لتضحيات الشهيد هركول "كان مقاتلاً، لكنه قبل حمله للسلاح كان كاتباً، وله مؤلفات تُعرض سنوياً ضمن فعاليات المعرض، دار النشر شلير في إقليم شمال وشرق سوريا أول من طبع أعماله، وهو يُجسّد في آنٍ واحد صورة المقاتل، الشهيد، والمبدع، وله دور بارز في الأدب الكردي، من هنا جاء اختيار اسمه ليكون اسماً لهذا المعرض الثقافي، الذي نُقيمه وفاءً لذكراه وتقديراً لإرثه الأدبي".

وأضافت أن الدورة التاسعة من المعرض تهدف بالدرجة الأولى إلى تسهيل انتشار الكتب في المنطقة "نسعى من خلال هذا المعرض إلى إيصال الكتب بسرعة إلى مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، رغم التحديات، نسعى إلى تعزيز ثقافة القراءة، فمشاركة الكتّاب وتوفّر عدد كبير من الكتب يُعد أمراً بالغ الأهمية"، لافتةً إلى أن "بيع الكتب في المعرض يتم بأسعار رمزية، مما يتيح للقراء فرصة اقتنائها بسهولة".

 

حضور نسوي لافت في معرض الكتاب

وأشارت ناريمان عفدكي إلى أن نسبة مشاركة النساء في معرض الشهيد هركول هذا العام كانت لافتاً "شهد المعرض حضوراً واسعاً للكاتبات، حيث شاركن بأعمالهن الأدبية بشكل مباشر، وتنوّعت المعروضات بين كتب ألّفتها نساء وكتب تناولت قضايا المرأة، لتشكّل هذه الفئة نحو 40% من إجمالي محتوى المعرض، وهو مؤشر مهم على تطور الإنتاج الثقافي النسوي رغم التحديات".

وقالت إنه "من بين المشاركات في المعرض نساء أكاديمية الجنولوجيا مقدمات أعمالهن الأدبية والفكرية، كما نظّمن ندوات ثقافية قدّمن خلالها رؤى حول إنتاج المرأة، مؤكدات على أهمية دورها في بناء مجتمع معرفي متنوع".

وفي إطار الاهتمام باللغة الكردية، أفادت أنه "ستُعقد ندوة خاصة لمناقشة التحديات التي تواجهها في المنطقة، بمشاركة عدد من النساء، وسيتولى إدارتها أستاذ مختص، بهدف تسليط الضوء على واقع اللغة وسبل تعزيز حضورها في المجتمع".

ولفتت ناريمان عفدكي إلى أن المعرض يضم مئات الكتب المتنوعة "من بين 60 دار نشر كان من المقرر مشاركتها في معرض الكتاب، تعذّر على 9 منها الحضور بسبب الحصار المفروض على إقليم شمال وشرق سوريا وإغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة، إلى جانب المخاوف من مصادرة أعمالها، ما يعكس تأثير القيود السياسية على الحياة الثقافية في المنطقة، ورغم هذه التحديات، بذلت دور النشر الأخرى جهوداً كبيرة لإيصال الأعمال المعروضة إلى القرّاء، مما جعل المعرض مساحة بارزة لتجسيد المقاومة الثقافية، ومناسبة مهمة لتأكيد حضور الأدب الكردي والنسائي في وجه الحصار والتضييق".

وأضافت "رغم ذلك شهد المعرض مشاركة واسعة من دور نشر من مختلف أجزاء كردستان، إلى جانب دور نشر من دول مثل إيطاليا وفرنسا، ما يمنح المعرض طابعاً دولياً ويعزز من حضوره الثقافي".

واختتمت ناريمان عفدكي حديثها بالتأكيد أنه "كان من المفترض أن يشارك ضيوف من إقليم كردستان وبيروت، لكن تم منعهم من المشاركة، برأيي دورة هذا العام كانت أفضل من سابقاتها، رغم انخفاض عدد الكتب ودور النشر، إلا أن عدد الأعمال النسوية والكتب باللغة الكردية هو الأعلى منذ انطلاق المعرض، لذلك ندعو الجميع لزيارة المعرض والمساهمة في دعم دور النشر وتعزيز الحراك الثقافي في المنطقة".