المرأة السورية في مواجهة العنف الطائفي... أصوات تدعو للسلام والعدالة
أدانت عضوات وإداريات مجلس الإسلام الديمقراطي مجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق، مشدّدات على أن جوهر الرسالات السماوية هو المحبة والعدل والسلام. مؤكدات أن ما حدث يُعد جريمة بحق الإنسانية، وحمّلن الحكومة المؤقتة مسؤولية ارتكابها.

رونيدا حاجي
الحسكة ـ هز الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق وأسفر عن ما يقارب الـ 25 ضحية وإصابة 63 آخرين، مشاعر السوريين وزاد من حدة القلق في الشارع، وأعلنت جماعة تُدعى "سرايا أنصار السنة" مسؤوليتها عنه.
ندّدت عضوات وإداريات في مجلس الإسلام الديمقراطي بالمجزرة، محمّلات الحكومة السورية المؤقتة بقيادة جهاديي هيئة تحرير الشام مسؤولية ما جرى، ودعين إلى وحدة وتضامن الشعب السوري في مواجهة هذه الجرائم.
"الدين الإسلامي يدعو إلى المحبة والسلام والتضامن"
أكّدت خلود خضر شيخ عيسى، عضوة مكتب المرأة في جمعية البيت التابعة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، أن الهجوم على كنيسة مار إلياس جاء بهدف تأجيج الفتن الطائفية والمذهبية "نستنكر بشدة المجزرة التي طالت أبناء الطائفة المسيحية، وندين كل من يرتكب الجرائم باسم الإسلام الذي هو في الحقيقية يقوم على قيم المحبة، والمساواة، والعدل، والأخلاق، ويُحرّم سفك الدماء وقتل الأبرياء، ويعدّ ذلك جرماً عظيماً".
وأضافت أن المرحلة الراهنة تشهد استغلالاً للدين لأغراض سياسية، مما يسيء لصورة الإسلام ويحوّله إلى أداة تهديد لبقية الأديان والمذاهب، مستذكرةً حادثة الهجرة إلى الحبشة، حيث استُقبل النبي محمد من قِبل الملك النجاشي، وهو مسيحي، مما يعكس قيم التعايش والمحبة التي كانت حاضرة آنذاك، مناشدةً الجميع للتحلي بروح التسامح وقبول الآخر، بغض النظر عن دينه أو مذهبه.
"يجب معاقبة من يربط الإسلام بالسياسة ويشوّهه"
وشدّدت خلود خضر شيخ عيسى على أن هناك مخططاً يستهدف الأديان والطوائف في سوريا، مؤكدةً أن القيم الأخلاقية تحتل مكانة جوهرية في الإسلام، فالإنسان يرتقي بأخلاقه، مشيرةً إلى وجود محاولات ممنهجة لزرع الفتن وتعميق الانقسامات بين المكونات الدينية والمذهبية، من خلال سياسات تهدف إلى عزل كل طائفة عن الأخرى.
وأضافت أن الشعب السوري شعب واعٍ ومؤمن، يدرك خطورة هذه السياسات، ولن يسمح بتمريرها، داعيةً الحكومة السورية المؤقتة إلى احترام التعددية الدينية والثقافية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، مشيرةً إلى أهمية محاسبة الجهات التي تسيء للإسلام وتستغلّه لتحقيق مصالح ضيّقة تشوّه صورته الحقيقية.
"داعش يستعيد نشاطه في سوريا"
من جانبها، قالت عزيزة حسو، عضوة المجلس النسائي في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، إن حالة الفلتان الأمني في دمشق تفتح المجال أمام عودة تنظيم داعش، مؤكدةً أن هذه مسؤولية وطنية لا يمكن تجاهلها "في عام 2015، شنّت داعش هجوماً على القرى الآشورية في ناحية تل تمر، حيث أُحرقت الكنائس واختُطف وقُتل عدد كبير من المدنيين، ما أدى إلى نزوح جماعي للمسيحيين من المنطقة".
وأوضحت "كنّا نأمل في سوريا الجديدة أن يتمكّن الجميع من العودة إلى ديارهم والعيش بأمان، إلا أن التطورات الحالية تشكّل تهديداً حقيقياً للتعددية الدينية والعرقية في البلاد، وإن الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس يُعدّ امتداداً لأعمال داعش ومحاولة لإحياء أفكاره المتطرفة".
"نظام الإدارة الذاتية يحمي الأديان والطوائف والمذاهب"
وشددت عزيزة حسو، على أن نظام الإدارة الذاتية يشكل مظلة تحمي جوهر الأديان والمعتقدات، مشيرةً إلى أن المؤتمر يضم تحت رايته مختلف الأديان والمذاهب والطوائف، ويعمل وفق قيم المحبة، والأخلاق، والسلام، مما جعله بمثابة "حديقة زاهية الألوان".
وأوضحت أن هذا النهج تحقق بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي قدّم نموذجاً فريداً يدعو للتضامن، والعدالة، والمساواة، ويرفض استغلال الدين في السياسة وتشويهه، مُدينةً بشدة مجزرة كنيسة مار إلياس، ومطالبةً الحكومة السورية المؤقتة باعتماد نموذج الإدارة الذاتية الذي يحفظ حقوق الشعوب كافة.
وأكدت أن سوريا بلد غني بتنوعه الديني والمذهبي والاجتماعي، وأن السبيل لضمان هذا التنوع وحمايته يكمن في تبني نظام يكرّس التعددية ويصون القيم الإنسانية.