المرأة الشابة وقضاياها يتصدران نقاشات كونفرانس الشبيبة
ركز كونفرانس مبادرة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في محوريه الأول والثاني على دور الفئة الشابة والنساء في تطوير المجتمعات وإحداث تغيير على أرض الواقع، والقضاء على الرأسمالية.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ تستمر أعمال كونفرانس مبادرة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في يومه الأول بمشاركة أكثر من 24 منظمة وكيان من مختلف دول المنطقة، لعرض الهموم والمشاكل التي يعاني منها الشباب والنساء.
أكد المشاركون في كونفرانس مبادرة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي انطلق اليوم السبت 8 حزيران/يونيو، خلال النقاشات والمداخلات على أن الحوار من الحلول الجذرية لمشاكل المنطقة، ومن مهام الشباب توفير الظروف المناسبة للعمل على بناء مجتمعات حرة وديمقراطية وتطويرها، ووضع أسس التعايش المشترك القائم على القبول والتنوع والتعددية في سبيل حماية حقوق الإنسان.
وقد تخلل المحور الأول "تأثير الحداثة الرأسمالية على الشباب"، إلقاء كلمة باسم وحدات حماية المرأة "YPJ" من قبل القيادية في وحدات حماية المرأة روكن جمال عبر السنفزيون جاء فيها "أن التعصب الجنسوي القائم على أساس الرجل السلطوي المعتمد على ثقافة العنف والاغتصاب، فمن خلال هذه الحروب يحاولون أن يجعلوا من المجتمع وخاصة المرأة والشبيبة ضحية لمصالحهم الديكتاتورية".
وأوضحت المتحدثة باسم وحدات حماية المجتمع "إن الحداثة الرأسمالية أفسدت المجتمع وتحاول إزالة جوهره الحقيقي من جذوره من خلال الهجوم على القوى الديمقراطية والتنظيمات النضالية التي تطالب بحياة ديمقراطية إيكولوجية مبنية على حرية المرأة".
وأضافت "بما أن المرأة والشبيبة قوتان ديناميكيتان تمثلان الروح بالنسبة للمجتمع تحاول هذه الأنظمة ترسيخ ذهنيتها الديكتاتورية باستهداف الفئة الشابة وخاصة المرأة التي تبحث عن حريتها وجوهرها الحقيقي".
وبعثت الجمعية الثورية لنساء أفغانستان "RAWA"، برسالة لمبادرة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جاءت فيها "نحيي الشابات الشجاعات في منطقتنا اللاتي تناضلن ضد التمييز والنظام الأبوي والدين والفاشية والإمبريالية. إن النضال البطولي للنساء الكرديات اللاتي تدافعن عن هويتهن وبلدهن ضد القوى المتخلفة والإرهابية مثل داعش يظهر أنه عندما تدرك المرأة قوتها وتكتسب الوعي السياسي، فإنها تستطيع هزيمة أعدائها بالكامل"، لافتةً إلى أن "إن العلاقة بين الشعبين الكردي والأفغاني لا ترجع فقط إلى المعاناة المشتركة، بل أيضاً إلى المقاومة الحازمة. نحن نستلهم القوة من أخواتنا الكرديات اللاتي تناضلن من أجل العدالة والحرية".
وأوضحت الجمعية الثورية لنساء أفغانستان أنه منذ آب/أغسطس عام 2021 لم تواجه أفغانستان كارثة في مجال حقوق الإنسان فحسب، بل واجهت أيضاً التدمير الكامل للحياة البشرية "بعد غزو أمريكا وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان واستبدال طالبان، انهارت في عشرين دقيقة ما يسمى "نجاحات" عشرين عاماً وأغرقت شعبنا في أزمة أعمق".
وأشارت إلى أنه "لا يمكن حرمان أي أمة من حقوقها الأساسية واستعبادها للجهل وقوانين العصور الوسطى لفترة طويلة. وفي خضم المظاهرات واسعة النطاق، وخاصة من قبل النساء اللاتي هن الضحايا الرئيسيات لهؤلاء المجرمين، سيصبح النضال من أجل التحرير أقوى وأكثر اتحاداً في شعب أفغانستان"، مضيفةً "الإمبريالية والمحافظة وجهان لعملة واحدة. ومن دون الدعم الأمريكي والدولارات، لن تتمكن طالبان من البقاء ولو ليوم واحد".
وأكدت الجمعية الثورية لنساء أفغانستان على أن "شعب أفغانستان تعلم من التاريخ، وخاصة في السنوات العشرين الماضية، أن القوى الأجنبية لا تضحي بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية العلمانية. وهذه القيم لا يمكن ترسيخها في المجتمع إلا من خلال نضال وجهود الجماهير المحرومة والمضطهدة، وفي هذا الوضع لن تتمكن أي قوة تهديدها ودفعها إلى الوراء".
وعلى هامش الكونفرانس قالت الناشطة السياسية والنسوية وعضوة الحزب الشيوعي السوداني شادية عبد المنعم، أنه من الصعب على السودانيين المشاركة في النشاطات والفعاليات التي تنظم خارج البلاد لعدم قدرتهم على إتمام إجراءات السفر في ظل الحرب الدائرة فيها.
ولفتت إلى أنها شاركت في الكونفرانس لإيصال صوت النساء والشباب السوداني وأعكس قضاياهم، مشددة على ضرورة التشبيك وبناء جسور تواصل مع الحركات النسوية والشبابية التقدمية في المنطقة.
وحول رمزية الكونفرانس الذي انطلق اليوم ويختتم يوم غد التاسع من حزيران/يونيو، أنه قرب وجهات النظر فيما يخص الحركة الشبابية في الشرق الأوسط، مؤكدة على أهمية التحدث عما يتعرض له الشباب في السودان خاصة النساء "بإمكاننا أن نقول إن الشعب السوداني يتكلم عن الديمقراطية في البلاد منذ الستينيات، لكن بشكل مطلق لم يتم إشراك الشباب في إدارة البلاد".
ونوهت إلى أنه كانت هناك مشاركة كبيرة من قبل النساء في البلاد لنيل الاستقلال السياسي، وكن في مقدمة الثورات التي شهدتها السودان خلال السنوات الأخيرة، ولكن رغم ذلك بقيت المشاركة السياسية للنساء فعلياً ضعيفاً حيث يتم اقصائهن من قبل الرجال كما أوضحت، وهو ما أدى إلى إجهاض الثورة واندلاع الحرب "إن كان قدم تم إشراك النساء فعلياً في المجال السياسي وجلسات التفاوض لما وصلت البلاد إلى هذه المرحلة، فالسودانيات تتعرضن لكافة أشكال العنف".
وأشارت إلى أن النساء في السودان غير منفصلات عن المشروع السياسي العالمي "من المهم إشراك السودانيات في جلسات المفاوضات لحل الأزمة السودانية، فالحرب قائمة على أجسادهن"، وتمنت أن يخرج الكونفرانس باستراتيجية لحل جميع قضايا النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من جانبها طالبت عضو مؤسسة نبرأ تيم كوش للتراث والثقافة وأعمال الخير من مصر منار عبد الرحيم بإحداث تغيير في المجتمعات وتحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين وتلعب المرأة دورها في المجتمعات، ويكون هناك وعي ثقافي "نحن قادرات على العمل والإدارة"، ودعت إلى القضاء على التمييز والعنصرية، ومناهضة كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات التي تصل حد القتل والاغتصاب، بالإضافة إلى الختان وزواج القاصرات.