الملتقى الدولي الأول حول نضال المرأة الجزائرية يوصي بتعزيز الجهود لتمكين المرأة
ثمنت المشاركات في الملتقى الدولي الأول حول "نضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير"، نضال المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية والدور الذي لعبته خلال مسيرة البناء والتشييد بعد الاستقلال وما أحرزته من مكتسبات.
الجزائر ـ أكدت الوزيرات والناشطات والمناضلات المشاركات في الملتقى الدولي حول نضال المرأة الجزائرية، على ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي في مجال تمكين المرأة في مختلف الميادين، وكذلك تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص والتناسق بين الجنسين في مضامين السياسات والبرامج والتشريعات.
تساهم المرأة اليوم في صنع مستقبل البلاد من خلال مسيرة البناء والتعمير، فلطالما كانت المرأة الجزائرية دائمة الحضور في معارك ثورة التحرير الوطنية، بنضالها في سبيل الاستقلال ولم يقتصر عملها على الأدوار النمطية بل كانت امرأة مؤمنة بالقضية وخلدت اسمها في سجل التاريخ.
نظمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالشراكة مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أمس السبت 30 تموز/يوليو، الملتقى الدولي الأول تحت شعار "المرأة الجزائرية... نضال، تميز وإبداع".
ويندرج هذا الملتقى ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، ويهدف إلى إبراز مكانة المرأة وأهمية دورها في المجتمع الجزائري.
وأشارت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، خلال الملتقى الدولي من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير، إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى التقارب الدولي حول المعارك التي تقودها النساء في حركات التحرير، ولا سيما من يقاتل من خلال منبر جامعة الدول العربية والاتحاد العربي ومؤسسات الأمم المتحدة.
وأوضحت أن هذا "المؤتمر هو علامة تقدير لكل التضحيات والمعارك التي قدمتها ليس فقط المرأة الجزائرية، ولكن كل أولئك الذين ناضلوا من أجل السيادة والاستقلال".
من جانبها أعربت المناضلة جميلة بوباشا عن فخرها بالنساء اللواتي حاربن من أجل حرية أرضهن، وأوصلت رسالة للشباب والشابات قائلةً "اعتنوا ببلادكم وتحلوا بالصبر. ليس عليك أن تقفز من أجل البناء. يجب أن نمضي خطوة بخطوة".
وأكدت السياسية والكاتبة الجزائرية زهور ونيسي على أن المرأة لديها فكر وعقل مستقل وليس مجرد نسخة من رجل، لافتةً إلى أنه "في وقت الاستعمار، لم تكن المرأة تتمتع بأي حرية، لكن هذا تغير بفضل حركات التحرير، كنت جزءاً من جيل تعلم وعلم في نفس الوقت، وكان لجميع النساء المتعلمات والأميات دور يلعبنه في حرب التحرير الوطني".
وفي كلمتها قالت نائبة الأمين العام لجامعة الدول العربية هيفاء أبو غزالة "تتميز الجزائر بتجربتها في النضال منذ الأول من تشرين الثاني 1954، هذا الملتقى يستحضر نضال المرأة الجزائرية كمثال يحتذى به في العالم العربي. وهو مثال يكرمنا لأن الجزائرية لم تتردد في الالتحاق بإخوتها في حمل السلاح، حيث كانت مقاتلة في الجبال، وناشطة في المدن، واليوم تتولى مناصب ذات مسؤولية عالية".
وأشاد المشاركون/ات في الملتقى بمكانة المرأة الجزائرية والدور الكبير الذي لعبته في ساحة النضال والكفاح من أجل استقلال البلاد، استلهمت منها العديد من حركات التحرر عبر العالم تجاربها.
وذكرو بأسماء المناضلات "يحتفظ التاريخ بصور ومشاهد ناصعة رسمتها المجاهدة لالة فاطمة نسومر ورفيقاتها ممن سرن على دربهن من المجاهدات الثائرات ضد الظلم، منهن حسيبة بن بوعلي، فضيلة سعدان، مليكة قايد، وجميلات الجزائر: جميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا والقائمة طويلة من حرائر الجزائر".
ولفتوا إلى إحصائيات وأرقام حول مساهمة المرأة الجزائرية في الاقتصاد الوطني، مشيرين إلى أن اليد العاملة النسوية تجاوزت في بعض القطاعات نسبة ال 50% كقطاع الصحة والتربية والتعليم، "حتى تلك المهن التي كانت إلى وقت قريب حكراً على الرجال كأسلاك الأمن والجمارك، والحماية المدنية، قد سجلت منحى تصاعدياً في توظيف العنصر النسوي، وفتحت الباب أمامها لتولي المناصب القيادية والمسؤولية، والأمر كذلك في القضاء الذي عرف فيه العنصر النسوي حضوراً لافتاً في السنوات الأخيرة".
ودعت المشاركات إلى "دعم انخراط المرأة في العمل السياسي والوصول إلى المناصب القيادية ومواقع اتخاذ القرار مع مواصلة تعزيز القدرات المعرفية للمرأة العربية في مجال التسيير المالي ودعمها في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة".
وأكد البيان الختامي للملتقى على أن "الملتقى مكن من الاطلاع على تجارب البلدان الصديقة والشقيقة المشاركة وتأكيد الالتزام بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف الخامس المتعلق بتمكين المرأة".
وأشاد البيان بالتجارب الناجحة للبلدان المشاركة في الملتقى فيما يخص تسهيل تمكين المرأة وترقيتها كأحد ركائز تنمية المجتمع، مشيداً بجهود دعم تمكين المرأة اقتصادياً.
وتضمنت توصيات الملتقى التأكيد على "تعزيز جهود المجتمع الدولي في إطار العمل المشترك وتبادل التجارب الناجحة في مجال تمكين المرأة في مختلف الميادين وكذا تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص والتناسق بين الجنسين في مضامين السياسات والبرامج والتشريعات".
ومن بين التوصيات "تعميم تبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية والدول الصديقة، لا سيما فيما يتعلق بتمكين المرأة وحمايتها من كل أشكال العنف والتمييز وكذا مواصلة توحيد الرؤى والمواقف العربية خلال اجتماعات لجنة المرأة العربية والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بشؤون المرأة".