"المحاميات المصريات" تحيي اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث بورشة توعوية للنساء وأطفالهن
لاتزال الاحتفالات المحلية باليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث في مصر مستمرة في محاولة من المجتمع المدني لنشر الوعي والضغط بمختلف السبل من أجل العمل على تغيير تلك الثقافة المرتبطة بالتأثير الإيجابي لتشويه أعضاء الإناث، في تعدي صارخ على الإنسانية.
أسماء فتحي
القاهرة ـ خلال الأيام الماضية قامت العديد من المؤسسات النسوية بإحياء اليوم الوطني لختان الإناث، كل بالطريقة التي يرون أن تأثيرها مباشر ومثمر في مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بما يدعم الجانب المعرفي للمواطنين رغبة في تفعيل تجريم تلك الظاهرة مجتمعياً.
مؤسسة المحاميات المصريات دشنت ورشة في مدينة أكتوبر الجديدة داعية الأمهات لحضورها مستهدفين فتح نقاش حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتبعاته المستقبلية عليهن سواء على الصعيد الصحي أو النفسي، احتفاءً باليوم الوطني لمناهضة تلك الجريمة.
أبرز محاور الجلسة
بدأت الورشة التي نظمتها مؤسسة المحاميات المصريات للدفاع عن حقوق المرأة، بجلسة رسم للأطفال الذين حضروا على شكل مجموعات مع أمهاتهم.
وتلى ذلك حديث مطول قامت به مؤسسة المبادرة، هبة عادل، بدأت فيه بسؤال الحضور عما يحبونه ويكرهونه في الحياة ومنه ناقشت مفهوم الختان وتأثيره على الأطفال وكيف يبقى في الذاكرة مخلداً طوال العمر، ونتائج تلك الممارسة وآثارها السلبية على الإناث فيما بعد.
واستطردت هبة عادل، في مناقشتها المفتوحة التي تخللها مشاركة للحضور من خلال الأسئلة، مناقشة أبعاد الموقف الديني منها وتطوره، فضلاً عن آراء الأطباء فيها، وكذلك استعراض سبل التحايل المجتمعي لإجرائها في بعض الفترات السابقة، وسردت واقعة مقتل الطفلة بدور شاكر، كما تحدثت عن اليوم الوطني لختان الإناث، وأخيراً استعرضت طرق الإبلاغ عن تلك الجريمة مرددة مع الحضور أرقام الهواتف التي تستقبل البلاغات من المجلس القومي للأمومة والطفولة.
"سياسة المؤسسة التعامل مع الفئات المستهدف توعيتها مباشرة لتحقيق الاستدامة"
قالت مؤسسة مبادرة "المحاميات المصريات" هبة عادل، أنهم قرروا العمل مع مجموعات لا خبرة لديهم بقضية الختان ومناقشة الأمر معهم لطرح مدى قانونيته وتفنيد شرعيته الوهمية، مشيرة إلى أن البعض لم يكن يدرك معنى الختان من الأساس لذلك شارك الحضور في النقاش كي تترسخ أكثر المفاهيم في نفوسهم.
وأشارت هبة عادل، إلى أن سياسة عمل المؤسسة هي العمل مع الفئات المعنية والتحاور معهم بهدف إحداث التغيير الحقيقي ومتابعة الأمر كي يكون هناك استدامة، معتبرة أن الجميع ممتن للطفلة بدور شاكر التي راحت ضحية عملية الختان في عام 2007 لأن هذا الحدث المخيف هو الذي أتاح الفرصة لحدوث مثل هذه اللقاءات، فقبل ذلك كان العمل على هذه القضية يتم في كتمان شديد.
واعتبرت هبة عادل، أن هناك مجموعة من الأسباب تحول دون القضاء على تلك الظاهرة منها بعض الإشكاليات القانونية كـ "تجريم الوالدين" فذلك يجعل الكثير من الجرائم تحول دون الابلاغ، حتى لا يتعرضوا للخطر، ومسألة تغليظ العقوبة تحتاج لضمانات وأدلة أكبر لذلك ليست حلاً جذرياً، والأهم وجود قبول مجتمعي للعقوبة لذلك فهذا الإجراء لا يؤدي للردع العام، فضلاً عن الثقافة المجتمعية التي تحتاج خطة وطنية لمناهضة الختان باعتباره جريمة.
"تجربتي ما زالت تطاردني"
قالت مروة محمود أنها لا تقبل بالختان وتناهضه، فلتلك الجريمة تأثير سلبي كارثي على الفتيات سواء جسدياً أو نفسياً، معتبرةً أن هذا الإيذاء يحتاج لتكاتف مجتمعي لمناهضته والحيلولة دون استمرار تلك الأفكار.
وأشارت مروة محمود أن لديها ثلاث طفلات ولكنها لم تفكر يوماً في فتح الموضوع معهن على سبيل الحوار، مشيرةً إلى أنها لا تريد أن يخضعوا لتلك المشاعر السلبية التي قد يتعرضوا لها حينما تفتح معهم نقاشات حوله قد تخيفهم.
وعن تجربتها الشخصية، أوضحت مروة محمود "كلما تذكرت ما مررت به في صغري أثناء ارتكاب تلك الجريمة أتألم كما لو كانت تحدث اليوم ولم يمر عليها سوى لحظات، فهو مشهد مرعب مؤلم باق في مخيلتي وأحياناً يطاردني في أحلامي".
"نعمل على إشراك الأمهات والأطفال في مناقشة القضية"
قالت نهلة مخلوف أن اللقاء الذي تنظمه مؤسسة "المحاميات المصريات" يستهدف بالأساس مشاركة الأفكار والاستماع لما يجول بخاطر الأمهات تجاه تلك القضية وعرض آخر تطوراتها عليهم.
وأضافت نهلة مخلوف، أنهم خططوا أيضاً أن يكون هناك دمج للأطفال في هذا النقاش من خلال جلسة تلوين تستوعب ما يجول بعقلهم تجاه هذا اليوم، بالإضافة إلى السماع منهم وإشراكهم في الحوار القائم أيضاً.
وعن تجربتها الشخصية مع الختان أكدت على أنها "تجربة سيئة" معتبرة أن الحديث عن الختان يعود بالزمن للخلف، ويجب أن تتم مواجهته بقوة من خلال تصويب المفاهيم بمثل هذه النقاشات المجتمعية التوعوية المتنوعة.
"الختان أثر علي نفسياً وعضوياً"
حضرت بوسي مدحت، الجلسة النقاشية بصحبة طفلتها روضة التي كانت حريصة أن تجعلها مشاركة في هذا اللقاء كي تنصت لما سيطرح عن تلك القضية، واشراكها في النقاش الذي يدار حوله، معتبرة أن مثل هذه الأنشطة تنمي ثقافة طفلتها وتزيد من وعيها بحدود جسدها وتنمي حصيلة معلوماتها.
وأكدت بوسي مدحت، أنها سمعت عن اللقاء وحرصت على إحضار طفلتها كي تعي أكثر خطورة تلك الظاهرة، وأنها جدياً لن تقوم بهذه الجريمة البشعة التي تعرض حياة طفلتها للخطر، فضلاً عن تأثيرها السلبي الذي سيرافقها نفسياً وجسدياً طوال عمرها.
وعن تجربتها الشخصية مع الختان قالت "تأثيرها النفسي والعضوي مازال موجود معي ولم ينتهي حتى اليوم، ولا أرغب في تعريض طفلتي لهذه المشاعر طوال حياتها"، معتبرة أن التربية لا تأتي بالختان فالثقافة والتوعية هما عماد حماية الأطفال.
"الختان تجربة مؤلمة"
قالت سلوى عبد المنعم، أنها حضرت برفقة طفلتها سارة ذات الـ 16 عام وطفلها، ورغبت في أن يستمعوا لما يقال ويعوا تبعات تلك الظاهرة ليتمكنوا أكثر من التعبير عن أنفسهم وحماية أجسادهم.
وأكدت على أن أحد أسباب حضورها هو رغبتها في تعليم طفلتها بأن عليها الحديث في أي أمر مهما كانت درجة حساسيته وخصوصيته بالنسبة لها وتناقش كل ما يجول في عقلها من أفكار مع المقربين منها.
وعن تجربتها مع الختان قالت سلوى عبد المنعم "ذهبت لطبيب وتم تخديري ولكني شعرت بالأذى والألم لفترات طويلة وكأنه كابوس يراودني من وقت لآخر"، مضيفة أنها عقب زواجها قررت أنها لن تختن طفلتها وشاركها القرار زوجها بحكم إدراكه بخطورة الأمر ووعيه بتأثيره السلبي على طفلتهم.