المغرب... ندوة تسلط الضوء على العنف ضد النساء ذوات الإعاقة

سلطت ندوة صحفية التي أقيمت في المغرب الضوء على العنف الممارس على النساء ذوات الإعاقة في المغرب، وطالبت المشاركات بضرورة العمل على رفع كل أشكال العنف والتمييز والحيف الممارس ضد هذه الفئة من النساء.

حنان حارت 

المغرب ـ أكدت المشاركات في الندوة الصحفية أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة تتعرضن لانتهاكات إضافية ومحددة لحقوقهن كما تعانين من التمييز في المجتمع، ولا يتم أعطاهن الفرصة من أجل إثبات ذواتهن، ما يستوجب من المؤسسات التركيز في عملها على حقوق الإنسان والإعاقة.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نظمت جمعية "أمل الغد للمرأة والطفل" بشراكة مع جمعية "ربيع العمر" لذوي الاحتياجات الخاصة، أمس الجمعة الثامن من آذار/مارس، ندوة صحفية تحت عنوان "المقاربة الحقوقية والنفسية والقانونية والاجتماعية للمرأة في وضعية إعاقة في ظل قانون 103/13".

وسلطت الندوة الضوء على الصعوبات التي تعاني منها المرأة ذات الإعاقة، والتي تعيق استفادتها الكاملة من حقوقها الأساسية، فضلاً عن إشكالية التمييز المزدوج الذي يمارس ضدها، أولاً لكونها امرأة وثانياً بالنظر لوضعية الإعاقة التي تعيشها.

وعلى هامش الندوة أوضحت فاتحة بودرا رئيسة جمعية "أمل الغد للمرأة والطفل" أن الندوة جاءت في إطار تخليد اليوم العالمي لحقوق النساء الذي يصادف الثامن من آذار، مشيرة إلى أنه في هذا اليوم خرجت العاملات في نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي أجبرن على العمل فيها وطلباً لحقوقهن في المساواة، ولهذا أصبح هذا اليوم رمزاً لنضال النساء في العالم من أجل الوقوف على الإنجازات التي تحققت في مجال الدفاع عن حقوق النساء، والمطالبة بتغيير القوانين التمييزية وانتزاع المزيد من الحقوق.

وقالت إن الجمعية اختارت تنظيم الندوة من أجل إبراز المساعي التي وصلت لها المرأة المغربية، ومن أجل تسليط الضوء على النساء ذوات الإعاقة، مضيفةً أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة تتعرضن لانتهاكات إضافية ومحددة لحقوقهن بسبب جنسهن، ما يستوجب من المؤسسات الوطنية التركيز على النوع الاجتماعي في عملها بشأن حقوق الإنسان والإعاقة.

وتحدثت فاتحة بودرا عن قانون رقم 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، واصفة إياه بالثورة في ترسانة القانون المغربي الموجه لحماية حقوق النساء، لكنه لم يتمكن حتى الأن من الحد من ظاهرة العنف ضد النساء، حيث لازال يتم تسجيل منحنيات متصاعدة. 

كما طالبت بتغيير القوانين التمييزية لضمان الحماية للنساء، داعية إلى ملاءمة القوانين الوطنية مع المعاهدات والمواثيق الدولية من أجل النهوض بوضعية النساء الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. 

 

 

ومن جهتها قالت الأخصائية النفسية أميمة الهجهوج، أن الثامن من آذار هو لتخليد اليوم العالمي للمرأة ولا ينبغي أن يفوت دون التذكير بالمكتسبات التي تحققت لصالح النساء المغربيات" وعلى الرغم من ذلك لا زلنا نطمح للأفضل ونطالب بقوانين عادلة تضمن المساواة وتحفظ كرامة النساء في المجتمع".

وأوضحت إن المرأة ذات الإعاقة تعاني من عنف مزدوج أولاً لأنها امرأة وثانياً لأنها في وضعية إعاقة، مشيرة إلى أنه بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها في المجتمع، إلا أن هناك نماذج استطاعت فرض ذاتها وتمكنت من أن تكون فاعلة في المجتمع.

ولفتت إلى أن "هناك أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة، يجب أن نوجه لهن التحية ونحن نخلد اليوم العالمي للمرأة، نظراً للمجهودات التي تقمن بها في اتجاه محاربة التمييز القائم على النوع الاجتماعي الذي يتعرض له أبناءهم وبناتهم ذوي الإعاقة".

وبينت أن المرأة ذات الإعاقة باتت اليوم تشارك في النضال من أجل مناهضة كل أشكال التمييز الذي تتعرض له النساء في وضعيات خاصة، لافتةً إلى أنها بدورها أصبحت تقاوم حتى تصل للطموحات والمراتب التي تمكنها من تحقيق العدل والمساواة.

وأكدت على أن المجتمع اليوم مطالب بتغيير نظرته اتجاه المرأة ذات الإعاقة وعدم النظر لها على أنها عاجزة ولا يمكنها أن تكون فاعلة في المجتمع "يجب التعامل معها على أساس ما تملكه من قدرة على العطاء، مما يتيح لها الفرصة لتحقيق ذاتها في المجتمع".

كما عرفت الندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تكريم فعاليات نسائية نظراً لعطاءاتها في المجتمع، وأوضحت أستاذة التعليم الأولي لطيفة العيشوبي أن النساء ذوات الإعاقة تعانين من الوصم والتمييز والعنف في المجتمع، ولا يتم أعطاهن الفرصة من أجل إثبات ذواتهن، لافتة إلى أنه "آن الأوان لتغيير نظرتنا لهذه الفئة من النساء، لأنهن تستحققن المزيد من الاهتمام".

وقالت إنه "بالرغم من الصعوبات التي تواجهها النساء بصفة عامة في مجتمعاتنا، إلا أنهن ناضلن من أجل تحقيق العديد من المكتسبات وهو ما فسح لهن المجال لولوج ميادين كثيرة كانت بالأمس حكراً على الرجال سواء في العلوم أو التكنولوجيا أو الفنون".