'المدنيون يموتون من الجوع في غزة والعالم يراقب بصمت'
أكدت سلطة "جودة البيئة" الفلسطينية، أن القنابل التي اسقطت على غزة تجاوزت ما تم إسقاطه بالحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيمائية سامة تعيق الزراعة لعقود.
مركز الاخبار ـ يعيش السكان في قطاع غزة أوضاعاً إنسانية كارثية منذ 13 شهراً من بدء الحرب بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية في ظل شح المساعدات الإنسانية ومواصلة الأخيرة ارتكاب المجازر كل يوم بحق المدنيين.
قالت الأمم المتحدة أمس الأربعاء السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، إن الظروف المعيشية في قطاع غزة مميتة، والمدنيون يموتون من الجوع بينما العالم يتفرج، مضيفاً أن شمال غزة لا يزال يخضع لحصار القوات الإسرائيلية منذ شهر، مشدداً على ضرورة وقف هذه الجرائم.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية أشارت إلى أنه تم تدمير نحو ألف منزل، في هذه المناطق خلال هذا العام والذي أدى إلى تهجير أكثر من ألف و100 شخص، 40% منهم من القدس الشرقية.
وكانت القوات الإسرائيلية قد بدأت مطلع الشهر الماضي تشرين الأول/أكتوبر قصفاً غير مسبق على مناطق شمال القطاع، قبل اجتياحها برياً، وفرضت عليها حصاراً مشدداً ومنعت الدخول والخروج منها وإليها، إلا عبر حواجز نصبتها لتفتيش من يدخل إليها سوءاً الوفود الطبية أو اللجنة الدولية للصليب الاحمر لإجلاء المصابين.
وأدى الحصار المشدد والقصف المستمر إلى إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، إضافة لإيقاف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر.
وترتكب القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام إبادة جماعية أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 146ألف شخص معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10آلاف مفقود، وسط دمار كبير ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً والداعية إلى اتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الأوضاع الإنسانية.
الضفة الغربية
خلال عمليات عسكرية نفذتها القوات الإسرائيلية في عدة قرى من الضفة الغربية قتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم سبعة في مدينة الجنين خلال الساعات 48 الماضية، كما أنها داهمت فجر اليوم الخميس مدينة جنين ومخيمها، بالإضافة إلى عدد من القرى شمال طولكرم، وبلدة اليامون غرب جنين، وقامت باعتقال عدد من الشباب.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفع عدد القتلى في الضفة الغربية إلى 777 شخصاً بينهم 167 طفلاً.
85 ألف طن من القنابل
قالت سلطة "جودة البيئة" الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية أسقطت أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة منذ بدء الحرب، مؤكداً أن ما تم إسقاطه على غزة يتجاوز ما تم إسقاطه بالحرب العالمية الثانية.
ولفت إلى أن القصف المستمر على القطاع أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيمائية سامة تعيق الزراعة لعقود، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية استخدمت أيضاً خلال حربها كافة أنواع الأسلحة والقذائف أبرزها الفوسفور الأبيض المحرم دولياً والذي تسبب بأضرار بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية.
وقالت إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه، أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تُهدد مئات الآلاف من السكان لعقود قادمة.
وتشكل التدريبات العسكرية للقوات الإسرائيلية وفقاً لسلطة "جودة البيئة" الفلسطينية في الضفة الغربية خطراً كبيراً على البيئة، خاصة مع تعرض مساحات كبيرة من الأراضي إلى الاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر.
وأكدت أن المخلفات الناتجة عن التدريبات العسكرية ألحقت أضراراً بمصادر المياه وتلوث الهواء ما أدى إلى تفاقم التدهور البيئي، مشيراً إلى أن المستعمرات تضخ قرابة 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنوياً في الأرض الفلسطينية.
وطالبت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف الحرب المستمر بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس والتي تشكل خطراً جسيماً على صحة السكان وتهديداً لمستقبل المنطقة بأسرها.