'الكلمة سلاح الصحفي في مواجهة الأزمات والتحديات'
لا تزال حرية الصحافة في ليبيا تواجه تحديات كبيرة تؤثر على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، في ظل أوضاع أمنية هشة وتدخلات سياسية، إضافة إلى قوانين قديمة تحتاج إلى تحديث يتماشى مع العصر الرقمي ومتطلبات الإعلام الحديث.

هندية العشيبي
بنغازي ـ أكدت الصحفية فاطمة المجبري، على أن الصحفيات الليبيات، يخضن معركة صعبة لنقل الحقيقة وإيصال أصواتهن إلى العالم، وسط بيئة غير مستقرة ومليئة بالعوائق.
لايزال يواجه العمل الإعلامي والصحفي في ليبيا تحديات عدة، تؤثر على العاملين به وعلى الموضوعات المختلفة التي يتناولونها، هذه التحديات تتمثل في الوضع الأمني الهش والتوجهات السياسية للمؤسسات الإعلامية والصحفيين بالإضافة للقوانين التي تتطلب تعديلات سريعة تتماشى مع العصر الحالي وأدواته التكنولوجية.
لقد تم إقرار اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحفيين الأفارقة في الثالث من أيار/مايو عام 1991.
ترى الصحفية فاطمة المجبري التي تعمل منذ حوالي 9 سنوات في المجال الإذاعي والصحفي، أن الصحفيات الليبيات نساء محاربات كونهن تواجهن العديد من التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فرغم كل ذلك هن قادرات على إيصال رسائلهن للعالم من خلال ما يقدمنه من مواضيع وقضايا تهم الوطن والمواطن.
وقالت "الصحفيات الليبيات تعانين العديد من الصعوبات، وقد تعرضت عدة صحفيات للقبض والحبس ومصادرة معداتهن الصحفية الخاصة بهن خلال أدائهن لعملهن"، موضحة أن العمل الصحفي في ليبيا لايزال يواجه العديد من الصعوبات والتحديات رغم تقدم ليبيا عدة نقاط في مؤشرات حرية الصحافة الأخيرة.
وأشارت إلى تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الذي صدر قبل أيام، وأوضح أن ليبيا احتلت المركز الـ 143 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، متقدمة بـ 6 مراكز بعد أن كانت في المرتبة الـ 149 العام الماضي، وقد أكد التقرير أن ليبيا أصبحت "بؤرة سوداء" حقيقية على المستوى الإعلامي.
وأرجعت فاطمة المجبري أسباب تراجع حرية الصحافة في ليبيا لعدة نقاط، أبرزها عدم وجود جسم أو هيكل إداري أو تنظيمي يعمل على تنظيم عمل المؤسسات الإعلامية والعاملين بها، سواء تلك الموجودة داخل البلاد أو خارجها، ما يضعف من قدرة الصحفيين في الحصول على حقوقهم.
وأكدت على أن القوانين المعمول بها حالياً في تنظيم العمل الصحفي وحماية الصحفيين وحفظ حقوقهم، لا تتماشى مع العصر الحالي فهي مشرعة منذ أكثر من 50 عاماً، وتشمل الصحف والعمل الصحفي المطبوع فقط، ولا ينظم العمل الصحفي التكنولوجي بما يشمله من منصات إلكترونية مكتوبة ومرئية ومسموعة، ما يتطلب تعديل سريع في مواده وبنوده من قبل السلطات التشريعية المتمثلة في مجلس النواب الليبي.
وترى أن الصحافة في ليبيا تحتاج لإعادة تنظيم وسن قوانين تسمح بوجود بيئة آمنة وصحية للعمل بعيداً عن الايديولوجيات او التوجهات أو الآراء المختلفة، مضيفةً "برأيي الصحافة لم تتطور بشكل كبير، ولكن الأدوات المستخدمة هي التي تطورت حيث أصبح العمل أسهل وأسرع، والوصول للمعلومة والمصادر المختلفة متاحة بشتى الطرق، ولكن مقابل هذه التسهيلات يواجه الصحفيين مخاطر قد تعرضهم للخطر أو العنف الرقمي أو الإلكتروني خاصة إذا نشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي وتناولت موضوعات قد تكون حساسة للبعض خلال الفترة الحالية والانتقالية التي تمر بها البلاد".
وشددت في ختام حديثها على قوة الكلمة والحقيقة، داعيةً كل صحفية ليبية إلى إدراك أهمية الكلمة وتأثيرها "الكلمة بمثابة السلاح الذي يواجه به الصحفي الحروب والأزمات المختلفة في كل مكان حول العالم فهي وسيلة للتغيير نحو الأفضل والتنمية والتطوير".