الخوف وأسبابه وتأثيره... أبرز محاور برنامج "أقوى امرأة"

نظّمت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية فعالية افتتاح برنامج "أقوى امرأة"، الذي يهدف إلى دعم النساء المنتجات ورائدات الأعمال وتمكينهن اقتصادياً.

ميساء القاضي

السودان ـ شهدت فعالية افتتاح برنامج "أقوى امرأة" تقديم العديد من الفقرات، حيث تم تعريف الحضور بالبرنامج الذي أطلقته المؤسسة بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، إضافة إلى شراكات مع فاعلين مجتمعيين، كما تضمنت الفعالية جلسة دعم نفسي، إلى جانب بازار شاركت فيه رائدات أعمال من المنطقة.

من خلال برنامج "أقوى امرأة"، تسعى المؤسسة وشركاؤها إلى دعم 600 امرأة من خلال توفير دورات تدريبية في إدارة المشاريع، التسويق، وتطوير الأعمال في شمال السودان، على أن يتم اختيار 100 امرأة للحصول على تمويل لمشاريعهن، كما ستعمل المؤسسة على تدريبهن وتطوير أعمالهن، إضافةً إلى التشبيك مع بنوك ومؤسسات خاصة لتوفير الدعم والتمويل لبقية المستفيدات.

أوضحت الاخصائية النفسية ومسؤولة الحماية في مؤسسة "بتقدري" نمارق فتح الرحمن، أن الفعالية جاءت في إطار إطلاق برنامج "أقوى امرأة"، الذي يستهدف دعم رائدات الأعمال وتمكينهن.

وفي حديثها عن جلسة الدعم النفسي، أكدت أن الجلسة ركّزت على مناقشة الحواجز التي تواجه النساء في المجتمع، ولاسيما حاجز الخوف، مشيرةً إلى أن جميع النساء يمتلكن أفكاراً لمشاريع، إلا أن الخوف غالباً ما يعيقهن عن التنفيذ.

وأضافت أنه خلال الجلسة، تم تحليل أسباب الخوف والعوامل التي تجعل النساء مكبلات وغير قادرات على الانطلاق بثقة، إلى جانب مناقشة الخوف من منظور نفسي، والفرق بين الخوف الطبيعي وغير الطبيعي، مضيفةً أنه تم تناول استراتيجيات تقليل هذا الخوف، والتي تساعد النساء على كسر الحواجز والبدء من جديد بقوة وثقة.

ولفتت نمارق عبد الرحمن إلى أن الجلسة كانت مثمرة، حيث شاركت النساء مخاوفهن وتبادلن التجارب، فيما طالبت الحاضرات بمزيد من الجلسات بعناوين مختلفة، تهدف جميعها إلى تمكين النساء من دخول سوق العمل والانطلاق بثبات نحو تحقيق أفضل نسخة من أنفسهن.

وأشارت إلى أن أفضل طريقة للتخلص من الخوف هي إدراكه والوعي به، مشددة على ضرورة أن تتعرف كل امرأة على مخاوفها بعمق، وإذا شعرت بأن هذه المخاوف متجذرة منذ الطفولة وتعيقها عن تحقيق أهدافها، فالأفضل اللجوء إلى اخصائي نفسي للحصول على الدعم المناسب.

وأضافت "يمكننا التغلب على المخاوف من خلال فهمها أولاً، ومعرفة إن كان هذا الخوف حقيقياً أم مصطنعاً، يجب أن نسأل أنفسنا هل هذا الخوف واقعي؟ ثم نبدأ بخطوة صغيرة تجاه الأمر الذي نشعر بالقلق حياله، مما يساهم في تقليل الشعور بالخوف ويُعطي إشارة للجسد بأن هذا الأمر ليس مخيفاً، وأننا بدأنا بالفعل في مواجهته".

وأكدت أن مواجهة الخوف تبدأ باتخاذ خطوة صغيرة نحو الأمر الذي نخشى منه، طالما أنه لا يضر الشخص نفسه أو الآخرين، ولا يتسبب في أي مشكلات قانونية.

وقد شهدت الجلسة نقاشات ثرية ومليئة بحكايات الحاضرات عن مخاوفهن وكيف أثّرت على حياتهن، بالإضافة إلى تجاربهن في التغلب عليها، كما استعرضن قصص نجاحهن في تجاوز هذه المخاوف وكسر الصورة النمطية السائدة في المجتمع.

واتفقت المشاركات على أن الخوف من المجتمع ومن آراء الآخرين تجاه المرأة يُعد من أبرز القيود التي تُكبل النساء، مؤكدات أن مواجهة هذه المخاوف وتغيير الصورة النمطية تتطلب الشجاعة والتكاتف بين النساء ودعمهن لبعضهن البعض.

وفي ختام الجلسة، أعربت الحاضرات عن رغبتهن في تنظيم المزيد من الجلسات لمناقشة مواضيع أخرى تتعلق بالتحديات التي تواجه النساء، وإيجاد حلول فعالة لتعزيز دورهن في المجتمع.