الخلافات الأسرية من أكثر أسباب الانتحار

على الرغم من أن الكثيرين يعتبرون ظاهرة الانتحار مشكلة فردية، إلا أن أبحاث علماء الاجتماع تظهر أن القصة اجتماعية تماماً وتعتمد على ظروف المجتمع، وأهمها اضطراب النظام الاجتماعي.

شادي أحمديان

مركز الأخبار ـ معدل الانتحار في إيران يتفاقم، وفي السنوات السبع إلى الثمانية الماضية، تمت إضافة 5% إلى المؤشرات سنوياً.

 

ما هو الانتحار ولماذا هو ظاهرة اجتماعية؟

يعتقد عالم الاجتماع كرخوف أن كلمة انتحار تشير إلى فعل شخص ينتحر للتخلص من الألم الذي لا يطاق الذي يسببه أو لتغيير الوضع غير المواتية في حياته، لكنه لم ينجح في ذلك، بمعنى آخر، الانتحار له معنى اجتماعي خاص وقوي.

ومن أسباب انتحار النساء مثل خيانة الزوج، وفاة الأقارب، الخلاف مع الأسرة، الخلاف مع الزوج، الخلاف مع الآخرين، إلخ، والخلل الوظيفي للعائلات هو فئة أخرى في أبحاث الانتحار فالأسرة كمؤسسة اجتماعية، هي جوهر الرابطة الاجتماعية الأولى للإنسان، ومن خلال توفير مجموعة من الاحتياجات الإنسانية، فإنها تخلق أدواراً ووظائف خاصة، وتخلق أعمق الآثار العقلية والنفسية بين أفرادها، وبالتالي إنه مصدر تغييرات هائلة في المجتمع.

وفقاً لحقيقة أنه في معظم الأبحاث حول انتحار النساء أنها اختلافات مع أسرهم أو أزواجهم ويبدو أن الأسرة لم تنجح كثيراً في أداء الوظائف التي يتوقعها المجتمع.

اعتقد عالم الاجتماع كارل ماركس أن الثورة هي نتاج احتجاج طبقة ليس لديها ما تخسره سوى قيودها، وبهذا الشكل يمكن اعتبار الانتحار احتجاج آخر لأناس ليس لديهم ما يخسرونه.

ومن العوامل الأخرى التي تدفع الناس إلى الانتحار هي الفقر والفشل وخيبة الأمل، وهذه العوامل أكثر شيوعاً في شرق كردستان وإيران، ويتطلب التعامل معها تنمية ثقافية وسياسية واقتصادية شاملة.

وبحسب بعض المصادر كانت هناك 31 حالة انتحار لنساء في شرق كردستان عام 2021، منهن 17 امرأة متزوجة و14 فتاة عزباء، والانتحار شنقاً هو أكثر الأشكال شيوعاً، وأسبابه الخلافات الأسرية والفقر والحرمان ومعارضة الزواج القسري، وسجلت مدينة أورمية أكبر عدد من حالات انتحار الفتيات.

 

الاستراتيجيات الموجودة لتقليل أو منع الانتحار

الانتحار هو نوع من العنف المدمر، ومعظم ضحاياه من النساء، وتبلغ نسبة محاولات الانتحار لدى النساء 3 أضعاف الرجال، ولكن نسبة النجاح عند الرجال 4 أضعاف النساء، وأكثر أنواع الانتحار شيوعاً لدى النساء هو التسمم، وترتبط معظم أسباب الانتحار بالضغوط البيئية والاتهامات المخلة بالشرف والزواج القسري والمشكلات الزوجية مثل العنف وتعدد الزوجات وفرق السن بين الزوجين وعدم التفاهم مع الزوج والحساسية الشديدة تجاه الطلاق.

وأوضح عالم الاجتماع إميل دوركايم أن الانتحار واقع اجتماعي نشأ تحت تأثير الحقائق الاجتماعية، ولكن نظراً لأنه لا يمكن فصله عن القضايا السياسية، فإن المؤسسات الاجتماعية والسياسية والتفاعل بين الحكومة والمجتمع أمر حاسم في خلقه هيكل المجتمع.