الجوع والمرض يوديان بحياة العشرات من النازحين في مدينة الفاشر
فقد خلال الأربعين يوماً الماضية 95 شخصاً حياتهم جراء الجوع والمرض في مدينة الفاشر غربي السودان، منهم 73 طفلاً دون سن الخامسة.

مركز الأخبار ـ تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، أوضاعاً إنسانية مأساوية تعد من بين الأسوأ في المنطقة نتيجة الحصار والنزاع المستمر منذ عام 2024، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والمجاعة.
كشفت غرفة طوارئ مخيم "أبو شوك" في بيان لها أمس الأحد 28 أيلول/سبتمبر، عن فقدان 95 شخصاً بينهم 73 طفلاً دون سن الخامسة من سكان مخيم "أبو الشوك" بمدينة الفاشر لحياتهم جراء المرض والجوع وذلك خلال الأربعين يوماً الماضية.
وأشار البيان إلى أن الجوع والمرض أودى بحياة 22 من كبار السن أيضاً خلال 40 يوماً الماضية، وأن الضحايا جميعهم من الفارين من المخيم لمراكز إيواء وتجمعات سكنية في الفاشر مركز ولاية شمال دارفور بغرب البلاد، مؤكداً أن الأوضاع الأمنية والإنسانية معقدة ومقلقة جراء انعدام الخدمات الأساسية.
ولفت البيان إلى أن السكان بحاجة ماسة إلى المياه والغذاء، خصوصاً النازحين المنقطعين عن مراكز "التكايا" مطابخ جماعية تقدم الوجبات الغذائية، إضافة إلى انعدام الخدمات الصحية، محذراً من كارثة صحية محتملة بسبب الجثث المتناثرة في أحياء وشوارع المدينة، حيث لا يسمح الوضع الأمني بدفن الجثامين.
وطالب البيان المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في مجال حقوق الإنسان بتوفير ممر آمن يضمن سلامة المدنيين العزل للخروج من مناطق النزاع.
وكانت شبكة أطباء السودان قد أعلنت قبل عدة أيام تسجيل 23 حالة وفاة بسبب سوء التغذية بين الأطفال والنساء بمدينة الفاشر خلال أيلول/سبتمبر الجاري، وفي تموز/يوليو الماضي أعلنت الشبكة عن وفاة 239 طفلاً في المدينة منذ كانون الثاني/يناير الماضي، جراء نقص الغذاء والدواء.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية التي تعتبر الفاشر مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، تستمر قوات الدعم السريع بفرض حصارها على المدينة منذ العاشر من أيار/مايو 2024.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نزاعاً أسفر عن مقتل أكثر من 120 ألف شخصاً ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدرت دارسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف.