الجوع والفقر في أفغانستان

بدأت حياة الشعب الأفغاني الذي عايش جميع أنواع الحروب لسنوات، مرحلة مختلفة تماماً منذ سيطرة قوات طالبان على السلطة في الخامس عشر من شهر آب/أغسطس. بغض النظر عن كيفية مناقشة هذه المرحلة الجديدة، فإنها تقدم حياة عاتمة بالنسبة للنساء

في أفغانستان، بقي خط رفيع جداً يفصل الشعب عن الفقر والجوع. يدخل الأفغان الذين يواجهون المجاعة أطفالهم إلى المستشفى لأنهم لا يستطيعون إطعامهم. فقد توقف قطاعا البنوك والإنشاء في البلاد منذ سيطرة طالبان عليها. يقف الموظفون في مباني البنوك في طوابير طويلة بانتظار استلام رواتبهم، ويعودون إلى منازلهم خالي الوفاض في المساء. الآلاف من سكان كابول ينتظرون المساعدة بسبب الأزمة الحالية.

 

بهاران لهيب
كابول ـ . النساء الأفغانيات، اللواتي أجبرن على الابتعاد عن العمل لسنوات بسبب الظروف الاقتصادية للحرب، يخضعن الآن لعملية يحاولن فيها العمل بشكل رسمي والحصول على حريتهن الاقتصادية من طالبان. يواجه آلاف الأفغان الذين يتقاضون رواتبهم عن طريق البنوك، المجاعة في بلد أغلقت فيه البنوك ولم تقدم أي خدمة منذ الخامس عشر من شهر آب/أغسطس.
 
انهار النظام المصرفي وتوقفت الأعمال الإنشائية
لماذا تم إغلاق البنوك؟ لا تكمن المشكلة في إغلاق البنوك فحسب، بل تكمن أيضاً في أن العديد من مجموعات المهنيين، من عمال البناء إلى الصحافة، غير قادرين على العمل أو حتى إذا عملوا لا يستطيعون تغطية نفقاتهم. إنهم غير قادرين على العيش في ذلك البلد الذي يحوي ملايين الأشخاص الذين يعيشون في فقر على الرغم من تلقيه كميات كبيرة من المساعدات الخارجية. في البلد الذي يتلقى مساعدات خارجية ضخمة يعيش ملايين الأشخاص في فقر. تعيش البلاد أزمة مالية، حيث جمدت الولايات المتحدة 9 مليارات دولار في احتياطيات البنك المركزي لمنع وقوعها في أيدي طالبان. وقد فاقم هذا الوضع من مشكلة الأزمة اقتصادية في البلاد. في أفغانستان، ارتفع الدولار بنسبة 15 في المائة بعد سيطرة طالبان على السلطة. توقف العمل على جميع المباني في مستويات كبيرة وصغيرة وعلى الرغم من أن بعض البنوك مغلقة وبعضها مفتوحة، إلا أن توقعات الافتتاح ضعيفة لأن الاحتياجات المالية لن يتم تلبيتها.
 
تؤثر التحويلات المالية إلى خارج البلاد على الباقي
يربط الكابوليون السبب الأكبر للأزمة الاقتصادية والمالية بعد سيطرة طالبان على البلاد بمقدار الأموال الكبيرة التي أخذها أمراء المخدرات والضباط السابقون وقادة الحرب معهم أثناء فرارهم من البلاد.
قبل سيطرة طالبان على السلطة، كان بإمكان موظفي القطاعين العام والخاص تلقي رواتبهم من خلال البنوك، وقد ترك النظام المصرفي المنهار في أفغانستان البلاد بأكملها في مواجهة المجاعة. ومن أجل الحصول على الأموال المتبقية في البنوك، تزداد قوائم المنتظرين لأسابيع دون أن تتناقص.
 
أفغان ضياء: لا يوجد في المنزل شيء يمكننا أن نأكله
قالت أفغان ضياء، وهي عاملة نظافة في وزارة الدفاع، إنها تنتظر في البنك منذ أسابيع لتلقي راتبها، لكنها تعود خالية الوفاض حتى الآن، وفي محاولة لتوضيح مشاكلها قالت "مع مجيء طالبان وسيطرته على الحكم عدت من العمل إلى المنزل وفقدت وظيفتي. ليس لدينا ما نأكله في المنزل. وضعنا الاقتصادي سيء للغاية".
 
"أعيش في خيمة لأنني لا أستطيع دفع إيجار المنزل"
وأضافت أفغان ضياء أنها لم تتمكن من الحصول على أموالها من البنك منذ شهور، ولم تتمكن من دفع أيجار المنزل الذي كانت تقيم فيه واضطرت إلى إخلاء منزلها ونصب خيمة، "نحن جائعون، لا نستطيع إطعام أنفسنا، كيف يمكننا دفع الإيجار؟ عليّ أن أدفع 8000 ليرة أفغانية في الشهر، لكنني لا أستطيع دفع ذلك المبلغ، لذا اضطررت إلى نصب خيمة والعيش فيها".
بالإضافة إلى الفقر هناك معاناة وآلام كبيرة أخرى تتعمق مع الجوع في البلاد، الشعب الأفغاني ينتظر الدعم ويشير إلى ضرورة عدم تجاهل خط الجوع في الإحصائيات بعد الآن.