الجنولوجيا أحد ركائز ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا

علاقة علم المرأة "الجنولوجيا" بالثورة علاقة متينة وهدفهما مشترك وهو تغيير الذهنية، وفي القرن الحادي والعشرين أصبحت الثورة ضرورة مع تمركز البنى الهرمية وسيطرتها على مختلف نواحي الحياة.

الحسكة ـ أكد الكونفرانس الثاني للجنولوجيا أن الأنظمة أضاعت منذ زمن بعيد فرصة تقويم نفسها بالإصلاح، وما يتطلب للقرن الواحد والعشرين ثورة نسائية لإعادة كافة الحقوق النسائية، وأنه يشترط إيلاء الأولوية لثورة المرأة، وشعار إما الحياة أو الهمجية يفرض إنجاز هذه الثورة.

تناول الكونفرانس الذي أقيم بين 25 ـ 26 أيلول/سبتمبر في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا المشكلات والعوائق التي تواجه النساء في النضال من أجل الحرية، وهي ذات خصوصية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وتحمل في طياتها معاني تاريخية وحياتية، وأكد على ضرورة الثورة على كل تلك العوائق.

وقالت نيروز مسلم وهي مُحاضرة في جامعة الشرق حول ذلك أن "الجنولوجيا علم حديث يتطلب النقاش مع جميع المؤسسات والأحزاب، وقد تم ذلك بالفعل خلال يومي انعقاد الكونفرانس، وتناولت المشاركات مختلف النواحي ومنها علاقة الجنولوجيا بالثورة وأكدن أنها علاقة قوية ومتينة لتغيير الذهنية، خاصةً أن الذكورية تتطلب ثورة وهذه الثورة تتطلب النضال ولتكون الثورة منظمة يجب أن تتبع أسلوب يقوم على فكر وفلسفة جديدة، وفي إقليم شمال وشرق سوريا تم اتخاذ علم المرأة كأحد ركائز الثورة".

ولفتت إلى كون علم الجنولوجيا جديد يتطلب متابعة وتقوية والبحث عن آلية جديدة غير تقليدية، تكون عبر النقاشات والحوار "جاء الشعار 'تتجدد حكمة المرأة بالجنولوجيا' مناسباً لهذا الهدف ويكون التجدد من خلال متابعة التدريب ومشاركة جميع المواضيع مع مختلف فئات ومؤسسات المجتمع".

وأضافت "الحروب الخاصة تستهدف النساء بأساليب متعددة ومنها العنف الإلكتروني، وللحماية من هذا العنف على النساء التعرف على ذواتهن، والتواصل مع المؤسسات المسؤولة والأكاديميات، والانضمام للتدريبات التطوعية، ومن خلال القراءة والمناقشة يتم تجديد التدريب، ونصل لفكر موضوعي ونقدي بناء، يقوم على قبولنا لأنفسنا وللآخرين لنطور أنفسنا ويكون ذلك عبر القراءة والبحث في الجنولوجيا".

وبينت أنه "يتم تطبيق علم المرأة الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان منذ ثورة روج آفا عام 2012 وهذا واضح من خلال مبدأ الرئاسة المشتركة ومن خلال علاقة المرأة بالعائلة، وعمل النساء في مؤسسات الإدارة الذاتية، فالنساء اللواتي تعرفن على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومنهن نساء إقليم شمال وشرق سوريا واعيات بحقيقتهن ومهتمات بالبيئة، وتعرفن أسلوب الحماية والزراعة والصناعة، والاستقلال الاقتصادي وكل ذلك يؤثر في مسيرة توعية المرأة ونضالها".

وحول ضرورة الوصول إلى نساء العالم أكدت أن ذلك بدأ منذ سنوات وما يزال مستمراً "هنالك فضول كبير لمعرفة هذا العلم الحديث، وخلال الكونفرانس كان الإعلام العالمي حاضراً، وكذلك عدة شخصيات نسائية، وقد زارت المنطقة العديد من النساء من مختلف البلدان للتعرف على ثورة المرأة".

وأشارت إلى أن علم المرأة "الجنولوجيا" يحل مشاكل المجتمع انطلاقاُ من إصلاح وضع المرأة، لافتةً إلى "تنسيق العمل بين مراكز الجنولوجيا في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال القسم المختص بالعلاقات الخارجية مع المهتمات بقضايا المرأة في مختلف البلدان عبر محاضرات مشتركة عبر تقنية الفيديو، إضافة لتدريبات مشتركة"، مبينةً أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية تم إرسال وفدة من مناطقنا لطرح علم المرأة، وكان هناك فضول لمعرفته ومشاركته".

واختتمت حديثها بالقول "نأمل دائماً باندلاع الثورات السلمية لأنها السبيل لتغيير الواقع مع العلم أن الثورة تأخذ أشكالاً عدة منها ثورة الإنسان على معتقداته وعمله المستمر ليكون أفضل ويبني مجتمع حر، وعندما نحمي عاداتنا وثقافتنا وفكرنا وفلسفتنا نصل للهدف المرجو كما عرفنا القائد بأن نكون على طبيعتنا ونعود إلى الذاكرة الحقيقية للمرأة".

 

الوصول لجميع النساء

واستعرض الكونفرانس أعمال الجنولوجيا في الشرق الأوسط والعالم، وأبرز ما قامت به أكاديمية المرأة هو العمل على توسيع تعريف تاريخ وثقافة ونضال المرأة على مستوى عالمي، بدءاً من فعاليات التخييم في أوروبا منذ عام 2017، والتي ساعدت في بناء علاقات قوية في القارة وصولاً إلى التعاون مع معهد آندرو وولف الذي قدم تدريبات ثقافية وأدبية، كما حققت جامعة روج آفا من خلال أكاديمية المرأة خطوات مهمة مع الجامعات في دول مختلفة، وهناك الكثير من الأعمال.

أما مستقبلاً يتم الاستعداد لتجمع دولي في شمال أفريقيا في شباط/فبراير 2025 لمناقشة إمكانية تطبيق الطراز الديمقراطي المباشر والمحلي.