الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات تكرم الناشطتين النسويتين نوال السعداوي وراضية النصراوي

في مؤتمرها الثالث عشر الذي جاء تحت شعار "الثورة النسوية تنتصر على الرداءة والرجعية"، كرّمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الناشطة النسوية الراحلة نوال السعداوي، والناشطة الحقوقية النسوية راضية النصراوي، لما قدمتاه في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحرر النساء

زهور المشرقي
تونس ـ .
جسدت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات خلال مؤتمر 13 الذي انعقد الجمعة 25 حزيران/يونيو بالعاصمة التونسية، لفتة وفاء وعرفان إلى روح المناضلة والكاتبة والطبيبة والناشطة النسوية المصرية المدافعة عن حقوق المرأة، الراحلة نوال السعداوي، والناشطة الحقوقية والنسوية التونسية راضية النصراوي لما قدمتاه من تضحيات وعمل دؤوب عبر عقود الاستبداد في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحرر النساء.
ووافت الكاتبة نوال السعداوي المنية في 21 آذار/مارس 2021، بعد صراع مع المرض وبعد حياة حافلة بالمواقف الجريئة والمعارك ضد القوى الرجعية المتخلفة التي سعت وتسعى إلى تحقير المرأة وإذلالها في مجتمعات يغلب عليها طابع الذكورية المتسلطة.  
وجاءت اللفتة تكريماً لمسيرتهما الحقوقية الحافلة في الدفاع عن النساء في المنطقة العربية، وعرض المؤتمر شريط فيديو حمل بعض الشهادات لناشطات بالجمعية تحدثن عن حياة نوال السعداوي التي زارت تونس وكانت معجبة بتحدي نسائها في مجال تحقيق حريتهن وتجاوز الكثير من التابوهات والعادات الاجتماعية التي تحد من حرية المرأة في العالم العربي، فضلاً عن نتاجها الفكري والأدبي الثري.
وتشتهر نوال السعداوي التي أمضت حياتها وهي تعبر عن آرائها من خلال رواياتها ومقالاتها وسيرتها الذاتية ومحاضراتها، بقولها "أنا أقول الحقيقة والحقيقة متوحشة وخطيرة"، وهي المقولة التي ركزّت عليها كل النسويات.
ولم تكن نوال السعداوي امرأة عادية بل كانت الفكرة التي وحّدت النسويات الحالمات وجعلتهن قصصاً في رواياتها المنتقدة توحش الذكورية التي ترى في المرأة وسيلة إنجاب فقط، كان تفانيها لا يتزعزع في الدفاع عن الحقوق السياسية والجنسية للنساء ومصدر إلهام لأجيال، ومن أشهر كتبها التي كانت بمثابة الثورة في المجال النسوي "المرأة والجنس".
وسلمت المناضلة النسوية خديجة الشريف وهي واحدة من مؤسسات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومن المدافعات بشراسة عن حقوق النساء، راضية النصراوي براءة التكريم.
وقالت خديجة الشريف في حديث مع وكالتنا "إن تكريم راضية النصراوي أقل واجب يمكن أن تقدمه الجمعية لها، وهي التي قدّمت وكرّست حياتها للدفاع عن حقوق النساء في مختلف المجالات وكانت ضحية للتعذيب والتنكيل في العهد السابق بسبب مواقفها الحرّة التقدمية".
وحضرت راضية النصراوي التي كانت رئيسة للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، مؤتمر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الثالث عشر، بالرغم من الظرف الاستثنائي بفعل جائحة كورونا وكونها تعاني منذ سنوات من مرض الزهايمر مع زوجها السياسي حمّة الهمامي.
وتعتبر المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب، من الأسماء اللامعة في تونس ومن الناشطات ضمن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، ولم تدخر جهداً في الدفاع عن المظلومين والمقهورين وضحايا القمع بدون مقابل مادي، بل ظلت تقودها المبادئ التي آمنت بها وجعلتها في صدارة المتطوعين للدفاع عن قضايا المساواة والعدل والحريّة.
وتعمل الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي ظهرت في الثمانينات، على إلغاء كل مظاهر التميز ضد المرأة وتوعية النساء بحقوقهن والدفاع عن مكاسبهن، والعمل على تغيير المنطق الأبوي السائد ثقافياً، وتحقيق المواطنة الكاملة للمرأة.