'الحركات والتنظيمات النسائية ساهمت في إلغاء حكم الإعدام بحق شريفة محمدي'
عبر دعمها وانضمامها لحملة جمع التواقيع لاتحاد إعلام المرأة الحر، لعبت التنظيمات النسائية دور كبير وفعال في إلغاء حكم الإعدام بحق الناشطة شريفة محمدي.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو، أنهم مستمرين بنشاطاتهم ودعم والانضمام لكافة الحملات والوقفات الاحتجاجية المنددة والمطالبة بالإفراج عن بقية المعتقلات القابعات في السجون الإيرانية، مشيرة إلى المقاومة التي شكلنها والرمز النضالي المشترك للنساء العالم أجمع.
تتبع حكومة إيران سياسة قمعية وممنهجة بحق النساء وخاصة الناشطات السياسيات والصحفيات، فقد حكمت على الناشطة العمالية شريفة محمدي في الرابع من تموز/يوليو الماضي، وعلى الناشطة الحقوقية والصحفية بخشان عزيزي في 24 من الشهر ذاته، بالإعدام، كما تتعرض آلاف المناضلات في السجون الإيرانية للتعذيب، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنهن لم تتنازلن عن مطالبهن.
وفي هذا الإطار، أبدت العديد من التنظيمات والحركات النسائية والناشطات الصحفية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، موقف رفض واستنكار لهذه الأحكام التعسفية بحق المرأة، والتي تعتبر اختراق لحرية التعبير، وذلك من خلال انضمامهن ودعمهن للحملة العالمية "لا للإعدام" التي أطلقها اتحاد إعلام المرأة الحر، للفت الأنظار لملف الانتهاكات والأحكام الجائرة التي تتعرض لها المعتقلات في السجون الإيرانية، الأمر الذي ساهم في إلغاء حكم الإعدام بحق الناشطة شريفة محمدي.
سياسة إيران الممنهجة بحق النساء
قالت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو إن "السلطات الإيرانية تتبع سياسة ممنهجة بحق النساء وخاصة الناشطات السياسيات والصحفيات من خلال فرض أحكام وقوانين تعسفية بحقهن من التقيد بالحجاب واللباس، ومنعهن من التعبير عن رأيهن واتخاذ قراراتهن، وإصدار بحق بعضهن أحكام الإعدام من بينهن الصحفية بخشان عزيزي والناشطتين شريفة محمدي ووريشة مرادي".
وحول الهدف من السياسات التي تتبعها إيران، أكدت أنها "تسعى من خلال فرض الأحكام الجائرة بحق النساء إلى قمع ثورة المرأة التي انطلقت شرارتها من شرق كردستان ومن ثم توسعت إلى إيران بشعار "Jin Jiyan Azadî"، والتي باتت نموذجاً لكل نساء العالم وتمثل رمز الحرية والقوة للوقوف في وجه الأنظمة الديكتاتورية، وإسكات صوت المرأة التي تنقل الصورة الحقيقية لواقع النساء المرير وما تتعرضن له من فرض أحكام تعسفية وأساليب العنف والقتل والتعذيب والاعتداء الجسدي والنفسي، لتتراجعن عن مسيرتهن ونضالهن الدؤوب".
وشجبت موقف التخاذل للمجتمع الدولي تجاه ما تتعرض له النساء من انتهاكات وجرائم تعسفية في إيران "رغم أن العديد من المعتقلات في سجون إيران من بينهن وريشة مرادي، أضربن عن الطعام وتدهورت حالتهن الصحية، إلا أن المنظمات والمجتمع الدولي أخذا دور المتفرج دون إبداء أي موقف جاد تجاه الانتهاكات التي ترتكب بحقهن".
انضمام الحركات والتنظيمات النسائية لحملة "لا للإعدام"
وحول انضمام ودعم الحركات والتنظيمات النسائية لحملة جمع التواقيع التي أطلقها اتحاد إعلام المرأة الحر في 12 آب/أكتوبر، أوضحت بثينة عبدو أن "التنظيمات النسائية لعبت منذ تأسيسها دوراً ريادياً وبارزاً على الصعيد المحلي في الدفاع عن المرأة وحقوقها وحمايتها، حتى أنها تمكنت من لعب دور كبير ومؤثر في الرأي العام خاصة بعد مشاركتها لحملة جمع التواقيع احتجاجاً على حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي ودعم الحملة عبر الأنشطة والبيانات المطالبة بإلغاء الحكم، والتي ساهمت بدورها في التأثير في الرأي العام وشد الأنظار حول ملف المعتقلات في السجون الإيرانية، والتحرك والضغط على حكومة إيران لتعلن في 12 تشرين الأول الماضي عن إلغاء حكم الإعدام بحق شريفة محمدي".
وأكدت على أنه "بدورنا كتنظيمات وحركات نسائية في المنطقة، لاتزال هناك العديد من الناشطات والصحفيات في سجن إيفين الخاص بالمعتقلات السياسيات، لهذا سنناضل ولن نهدأ أو نتوان للحظة عن المطالبة بالإفراج عن المعتقلات عبر الإدلاء بالبيانات، وسنكثف من النشاطات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية الرافضة لهذه الأحكام والمطالبة بالكشف عن مصيرهن".
وعن دعم مجلس تجمع نساء زنوبيا للحملات المطالبة بإلغاء حكم الإعدام، بينت بثينة عبدو أنه "في 25 تشرين الأول الماضي، أعلنا عن انضمامنا إلى الحملة العالمية "لا للإعدام" لإلغاء حكم الإعدام بحق المعتقلات في إيران، ولنعبر عن غضبنا واستيائنا حيال ما تتعرضن له من انتهاكات، ونعلن عن وقوفنا إلى جانبهن حتى نوصل أصواتنا إلى الرأي العام والجهات المعنية للحد من هذه الجرائم".
المعتقلات في سجون إيران رمزاً للمقاومة والنضال النسوي المشترك
ودعت بثينة عبدو كافة النساء لرفع وتيرة نضالهن ومقاومتهن "بإرادة قوية يجب أن يستمر موقفكن كنساء أحرار لم يرضخن لأحكام إيران الجائرة التي يمارسها بحق المرأة، وألا تسمحن لهذه الأحكام النيل من إرادتكن وعزيمتكن، فقد شكلتن رمزاً للمقاومة والنضال النسوي المشترك لجميع نساء العالم".
وأضافت "يجب علينا كنساء إقليم شمال وشرق سوريا والعالم أجمع أن نكون صفاً واحداً والتكاتف سوياً كنساء أحرار لا تقبلن بالرضوخ لأحكام الذهنية المهيمنة، ولنقف وقفة حرة وبصوت واحد لنتمكن من إيصال صوتنا ومطالبنا إلى الرأي العام لتحقيق العدالة والإفراج عن جميع المعتقلات في سجون إيران".
وفي ختام حديثها، طالبت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بواجبهم واتخاذ موقف جاد حيال ما تتعرض له النساء من قبل حكومة إيران، والتدخل السريع للحد من الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق النساء وتحقيق العدالة لهن، وإلغاء حكم الإعدام بحق المعتقلات اللواتي "لا يوجد مبرر" لاعتقالهن.