الهلع والخوف يسيطران على أهالي كوباني بعد هزات ارتدادية

يعيش الأهالي في مقاطعة كوباني حالة من الخوف والهلع بعد الزلزال الذي ضرب عدة مناطق من سوريا.

نورشان عبدي

كوباني ـ تضررت العديد من العوائل في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخاصة مناطق شمال كردستان، وشرد الآلاف.

ضرب زلزال بقوة 7.7 كل من تركيا وسوريا، ومن ضمنها مناطق شمال وشرق سوريا فجر يوم الاثنين 6 شباط/فبراير، أسفر عن أضرار مادية كبيرة وخسائر مروعة في الأرواح، وكانت مدينة كوباني من بين المدن التي تضررت، وأدت إلى إصابة ثلاث من مواطنيها من بينهم امرأة، وهم سلطان عبد الله جلعو (23 عاماً)، وأمينة حج مسلم (52 عاماً)، فرهاد محمود مصطفى (25 عاماً).

استجابت الإدارة الذاتية في كافة مناطق شمال وشرق سوريا للزلزال بشكل مباشر، ففي كوباني قامت بنصب 13 خيمة إيواء للأهالي المتضررين في 10 نقاط رئيسية من المدينة.

 

"شعبنا يؤوي أطفاله في المخيمات"

وفي سياق التدابير التي اتخذتها الإدارة الذاتية لمواجهة أي حالة طارئة بعد الزلزال الذي وقع في المنطقة تقول نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات وحيدة عمر "في فجر 6 شباط ضرب زلزال تركيا، ووصلت ارتداداته إلى عدة مناطق من شمال وشرق سوريا وكانت كوباني من ضمنهم، لقد أحدث أضراراً مادية في المدينة وأثر على البنية التحتية التي كانت متضررة سابقاً بفعل الحروب التي دارت فيها عام 2014 أثناء هجوم مرتزقة داعش عليها".

وأوضحت أن هذا الزلزال يعد الأشد من بين الزلازل التي كانت تشهدها البلاد سابقاً "إن وضع الشعب صعب للغاية، لقد تسببت الكارثة الطبيعية بتشريد المئات من الأهالي في الطرقات والمخيمات"، لافتةً إلى أنه "في المناطق المنكوبة لا يزال هناك نساء وأطفال وكبار في السن تحت الأنقاض يصارعون الموت"؟.

ولتخفيف المعاناة على الأهالي التي سيطر عليهم الخوف والهلع، سارعت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لتأمين المستلزمات الضرورية بشكل إسعافي للأهالي كما أوضحت "بالرغم من الإمكانيات الضئيلة التي تمتلكها تمكنت الإدارة الذاتية بالتعاون مع هيئة الإدارة المحلية والبيئية من تأمين مخيمات لإيواء الأهالي وحمايتهم من أي هزات أرضية وارتدادات محتملة".

وأشارت إلى أنه "بعد عقد اجتماع خلية الأزمة، تم نقل سير العمل لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في إقليم الفرات لإدارة المخيمات وتلبية متطلبات الأهالي"، لافتةً إلى أن "السبب في حصد أضرار مادية كبيرة تعود إلى عدم مرور المنطقة بتجربة كهذا، حيث لم تشهد زلازل بهذه القوة".

وحول آلية العمل تقول "يتم العمل ضمن المخيمات بشكل منظم في 10 نقاط رئيسية تتضمن 13 خيمة إيواء، كما تم تأمين أغطية ومواد غذائية للأهالي"، مشيرةً إلى أن "الهلال الأحمر الكردي لعب دوراً كبيراً في خدمة الأهالي المتواجدين في الخيم، نأمل أن تمر هذه الكارثة بأقل الخسائر، ونناشد العالم والمنظمات الإنسانية بتقدم المساعدات اللازمة للأهالي التي تضررت إثر الزلزال، وتقديم المساعدة للناجين تحت الأنقاض".

وتقدم هيئة الصحة والهلال الأحمر الكردي في كوباني خدمات طبية للأهالي في الخيم التي نصبت لإيواء المتضررين من الزلزال، فقد خصصت هيئة الصحة في إقليم الفرات 6 فرق طبية كل فريق مكون من كادر طبي مختص في عدة أمراض، كما تم تجهيز 6 سيارات إسعاف، هذا ونصبت 6 خيم في مركز المدينة.

 

بلدية كوباني تتخذ إجراءات الحماية

وتمكنت بلدية كوباني من تشكيل لجنة متابعة المباني المتضررة جراء الزلزال، للكشف على 40 منزل في المدينة منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال وحتى لحظة إعداد الخبر، منهم تم هدم جزء منه، فيما تم هدم مبنى بشكل كامل لأنه كان يشكل خطورة على الأهالي.

وحول دور البلدية لمتابعة لوضع الشعب والمنازل المتضررة تقول الرئيسة المشتركة لبلدية كوباني في إقليم الفرات روشن عبدي "منذ اليوم الأول للزلزال والبلدية في وضع استنفار من أجل حماية الأهالي، في البداية عملت على تنظيف الطرقات والشوارع من ركام المباني".

ولفتت إلى أن الزلزال الذي وقع اقتصر على الأضرار المادية فقط في المدينة وذلك يعود إلى الحرب الدامية التي دارت ضد مرتزقة داعش "بعد حدوث الزلزال تم عقد اجتماع خلية الأزمة بشكل طارئ، وشكل بالتنسيق مع غرفة المهندسين أربعة لجان لمتابعة وضع المدينة والأضرار التي لحقت بها جراء الزلزال، تقوم هذه اللجان بتسجيل أسماء الأهالي، ثم يتم الكشف عن سلامة المنزل وتقييم وضعه إن كان صالحاً للعيش فيه أو لا".

وأضحت أن "عمال البلدية يعملون على مدار 24 ساعة متواصلة من أجل خدمة الأهالي وسلامتهم هذا وتم نشر أرقام الطوارئ في المدينة تحسباً لحدوث أي وضع طارئ"، موجهة رسالة "أبواب البلدية مفتوحة لكافة الأهالي التي تحتاج مساعدة ونتمنى السلامة والأمان لكافة الشعوب".

 

"نتألم كثيراً من أجل أهلنا في المناطق المنكوبة"

تقول سنم شيخو (59 عاماً) من مقاطعة عفرين التي تم احتلالها من قبل تركيا ومرتزقته، أنها نزحت من مدينتها قبل خمس سنوات وتوجهت إلى مدينة كوباني "بعد احتلال مدينتي أجبرنا على النزوح من منازلنا ومدينتنا، لم نجد منازل صالحة للسكن فمعظمها منازل قديمة وغير آمنة، لم نعد نستطيع الذهاب إلى منزلنا خوفاً من الزلزال لن نستطيع النوم ولا تناول الطعام خوفاً على أطفالنا من الموت"، وتسألت "كم من المرات سننزح بعد؟، لقد هجر أهالي عفرين من مدينتهم ومنازلهم، هل سنتشرد مرات عدة أخرى".

وأضافت "نتمنى أن ينتهي هذا الكابوس، فهناك العديد من الأطفال والنساء لا زالوا يعانون تحت الأنقاض وركام المباني من بينها حلب وجنديرس، نأمل بأن يعم الخير والسلام كافة الشعوب والعالم".