الفطر... علاج للعديد من الأمراض ومصدر للفيتامينات

تعتمد العديد من النساء في ريف مدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا، في توفير قوت يومهن على جمع وبيع الفطر الذي يعد علاجاً للعديد من الأمراض ومصدر للعديد من الفيتامينات.

سوركل شيخو

تل تمر ـ الفطر أو الفطر البري، ويسمى أيضاً فطر البرق، ينمو بعد هطول الأمطار وحدوث الرعد والبرق الذين يشكلان السبب الرئيسي في نموه، حيث أن البرق يزيد من أكسيد النيتروجين في الهواء، والذي يتحد مع قطرات المطر على الأرض ويشكل الفطر البري.

يفيد الفطر في تقوية جهاز المناعة، ودعم صحة العظام، ومحاربة السرطان، والحفاظ على صحة الجلد والشعر، وتخفيف الاكتئاب، والوقاية من مرض السكري، وإنقاص الوزن، وعلاج ارتفاع ضغط الدم.

أنواع الفطر مختلفة، فبعضها سامة، خاصة تلك التي تنمو بالقرب من أشجار الزيتون والجوز، كما أن الفطر يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، فهو غني بالحديد والكالسيوم والمعادن ومضادات الأكسدة.

وتعتبر عملية جمع الفطر مهنة أساسية في العديد من البلدان، حيث يتم استخدام الفطر وأصنافه الأخرى في الإنتاج الصناعي للمضادات الحيوية والفيتامينات والأدوية المضادة للسرطان وأدوية خفض الكوليسترول، ويرجع ذلك إلى قدرته على إنتاج كميات كبيرة من المنتجات الطبيعية والمضادة للميكروبات.

هناك أنواع فطر غذائية تجارية ومزروعة أو برية تنمو بشكل طبيعي، يتم جني الفطر البري للاستهلاك البشري أو لأغراض تجارية، وبعض أنواع الفطر لذيذة وأسعارها مرتفعة، مثل فطر الحليب، وفطر الجورس، وفطر الكويز، وفطر العنب، وفطر البوق الأسود، ولكن لا ينمو الكثير من الأنواع في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، كما أنه معروف بأسماء عديدة، تظهر هذه النباتات بطرق مختلفة في ظل ظروف مناخية ودرجات حرارة معينة.

كل ما يأتي وينمو من التربة يكون بطريقة ما علاجاً للعديد من الأمراض، فعلى سبيل المثال، يساعد الفطر على إنقاص الوزن، ويحدث ذلك عندما يحصل الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها، كما أنه غذاء جيد لمرضى السكري، إذ يحتوي على الأنسولين الطبيعي، كما يحفز الجسم على إفرازه.

وقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن الفطر يساعد الأشخاص المصابين بأمراض القلب على تنظيم عمله، وفي الوقت نفسه، يحمي الإنسان من الإصابة بالسرطان، إلى جانب تقوية العظام مع التقدم في السن ويحميها من الهشاشة كونه يحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم.

كما يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تحمي من التهابات الجلد تساعد على تسريع التئام الجروح، ويقوي جهاز المناعة وإنتاج خلايا الدم البيضاء، بالإضافة لتسهيل عملية الهضم ويزيد من الاسترخاء، وله دور في علاج فقر الدم والوقاية منه، كما يعالج ارتفاع ضغط الدم، ويعتبر الفطر الأبيض فعالاً جداً في مكافحة وتفتيت حصوات الكلى.

وبالنسبة لفوائده على صحة المرأة، فيساعد الفطر على دعم صحة المرأة الحامل ويقلل من التعب والإجهاد، كما أنه يحميها من الإصابة بسرطان الثدي والمعدة وعنق الرحم، كما يحمي الجهاز التناسلي الأنثوي من الأمراض والالتهابات، إلى جانب تنظيم الهرمونات، وبالتالي الحفاظ على صحة المبايض ومنع التكيسات والالتهابات، بالإضافة للعبه في الوقت نفسه دوراً هاماً في علاج الالتهابات والأورام التي تصيب المبايض، ويعمل أيضاً على التخلص من أكياسها، كما يزيد من معدل الخصوبة وقدرتها على الحمل.

مريم محمد من قرية القاهرة غربي مدينة تل تمر في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، تجمع الفطر، تقول "الربيع فصل مناسب لعمل المرأة خارج المنزل، لأن المناخ فيه معتدل، وتنمو في النباتات ومنها الفطر الذي يمكن استخدامه كبديل للحوم، فهو مفيد جداً، لأنه ينمو من التربة، وأي شيء يُنتَج من التربة طبيعي وصحي بالتأكيد".

وأوضحت أن هناك وقت محدد لنمو وظهور الفطر "يعتمد الفطر على الأمطار، كما أن له فترة زمنية للتشكل والنمو، بعد شهر من ظهوره ونموه، حتى لو عثرنا عليه، فإنه لا يصلح للأكل لأنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالديدان".

وبينت أن "هناك نوعين من الفطر ينموان في تربتنا، أحدهما صالح للأكل والآخر سام يُعرف بفطر الكلاب، كما أن أشكالها مختلفة ويمكن للمرء التمييز بينها، كما أن الفطر الصالح للأكل ينمو تحت سطح التربة، ومع نموها تقوم بشق الأرض، وبذلك يعرف الناس أن هذا الفطر صالح للاستهلاك البشري، لكن فطر الحيوانات رفيع ويبرز وينمو على سطح التربة".

وقالت مريم محمد "أرضنا خصبة وتحتاج إلى اهتمام، وكلما اعتنيت بها وسقيتها زاد ثمرها وإنتاجها، وستحصد ما تزرع، ولكن إن لم تزرعها أو تسقها، ستجف وتقسى تربتها، وكلما حرثت هذه الأرض بيديك، زاد ثمرها ونبتها، الفطر نبات بلا بذور، وينمو نتيجة المطر والبرق".