"الفنون من أجل السلام" مشروع يبرز دور المرأة في نشر التسامح والتعايش
يؤكد مشروع "الفنون من أجل السلام" على دور الفنون في تعزيز التواصل بين الأفراد، وإبراز مواهب النساء في مجالات متعددة، مع فتح آفاق جديدة لتوظيف الإبداع في تنمية المجتمعات المحلية.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250217-almadt-jpg2f5bce-image.jpg)
منى توكا
ليبيا ـ اختتمت بلدية سبها مشروع "فنون من أجل السلام"، الذي جمع بين الفنون والثقافة لنشر رسالة التسامح والمحبة في المجتمع، وتميز المشروع بتنوعه، حيث شكل منصة للتواصل بين الفنانين والمواهب، مع تركيز خاص على تمكين النساء عبر التدريب على الفنون والحرف التقليدية، بما في ذلك الرسم، المشغولات اليدوية، الصناعات التقليدية، الموسيقى، وصناعة الأطعمة.
تمكين المرأة عبر الفن والحرف
شهد المشروع الذي استمر شهر واختتم يوم السبت 15 شباط/فبراير، مشاركة واسعة من المؤسسات النسائية، حيث تم تدريب العديد من النساء على مهارات تفتح لهن آفاقاً اقتصادية جديدة. عائشة محرز، رئيسة جمعية المبدعة للتدريب والدعم والتنمية، أوضحت أن المبادرة ركزت على تعزيز قدرة النساء على الاستقلال المالي من خلال تعليمهن الحرف المختلفة.
وقالت "المرأة هي صانعة السلام، فهي تنشر ثقافة التسامح عبر عملها، وإشرافها سواء داخل البيت أو في مهنتها أو في المنظمات التي تنشط فيها. ومن خلال مشروعنا، سعينا إلى إيصال رسالة السلام عبر الفنون، مثل تقديم التمور بطريقة فنية تعكس تراث المنطقة، إضافةً إلى بازار السلام الذي ضم 12 منتجاً من صنع المشاركات".
وبينت أن المشروع لم يقتصر على الإنتاج اليدوي، بل شمل تدريب النساء على أساسيات التسويق الإلكتروني، وتعليمهن كيفية إنشاء علامات تجارية، والتعامل مع الزبائن في السوق الرقمية.
إحياء التراث وتعزيز الاستقلال الاقتصادي
فتحية هميل، إحدى المشاركات من جمعية بيت الأصيل، أكدت على أهمية تدريب النساء على صناعة السجاد والكليم، وهي حرفة تراثية تفتح آفاقاً اقتصادية جديدة للنساء في المنطقة.
وأشارت إلى أن الدورة استمرت أسبوعين، واستفادت منها عشرات المتدربات "رغم قصر المدة، إلا أن المشاركات أظهرن مستوى رائعاً من الإبداع. نأمل أن تتوسع هذه الدورات لتتحول إلى مشروع مستدام، مثل إنشاء مصنع نسائي متخصص في صناعة السجاد، بدلاً من الاقتصار على دورات قصيرة المدى".
الفن كوسيلة للتعبير والسلام
من جهتها، أكدت إيمان جبريل، المديرة التنفيذية لمنتدى المواهب المتألقة ومديرة مشروع "مزيج"، أن مشروع "فنون من أجل السلام" لم يكن مجرد تدريب على الحرف، بل كان منصة لإبراز المواهب النسائية في مجالات الفنون المختلفة، مثل التصوير الفوتوغرافي، الرسم، والموسيقى.
وقالت "المرأة لديها إمكانيات هائلة تحتاج فقط إلى الفرصة المناسبة لتبرزها، من خلال المشروع، قدمنا دورات تدريبية للأطفال والنساء، واختتمنا الفعاليات بعروض موسيقية وفنية حملت رسالة سلام قوية".
واختُتم مشروع "فنون من أجل السلام" بعروض فنية وثقافية متنوعة، تضمنت الرسم الحي، الموسيقى، وفقرات غنائية، وسط تفاعل واسع من المشاركات والحضور، وعبّرت المشاركات عن استفادتهن من التجربة، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، من خلال تعلم مهارات جديدة تساهم في تعزيز حضورهن الاقتصادي والاجتماعي.