الفن سلاح المرأة الأفغانية في كفاحها ضد طالبان

اتجهت النساء الأفغانيات إلى الفن لفضح الانتهاكات المستمرة ضدهن على يد طالبان ولمواصلة الحياة، وبالنسبة للعديد منهن فإن هذا الفن يعني قول "لا" للمدارس الدينية التي يعتبرنها "أوكار الشيطان".

بهاران لهيب

كابل ـ لقد أصبح فن الرسم والتلوين لدى النساء الأفغانيات راية النضال منذ وصول طالبان إلى السلطة، وقد اتجهت الفتيات اللاتي أجبرن على ترك الدراسة إلى هذا الفن، إلا أن طالبان تحاول تشجيع عدد من النساء على الالتحاق بالمدارس الدينية، أو احتجازهن في منازلهن.

أنشأت طالبان في أفغانستان مدارس دينية مجانية مزودة بمرافق أكثر، حتى تتمكن في المستقبل من تسيير الفتيات وفق أيديولوجيتها واستخدامهن لقمع النساء المتعلمات والمثقفات، كل ذلك في إطار قمع احتجاجات النساء حتى لا يتم سماع أصواتهن.

ولكن على النقيض من هذا الاتجاه الذي تتبناه حركة طالبان، فإن الأسر الواعية تشجع فتياتها على المشاركة في دروس العلوم، وتعلم اللغات، وفنون الرسم والخط لإنقاذهن من مستقبل مظلم، ولحسن الحظ، تمكنت العديد من العائلات من منع فتياتها من الالتحاق بالمدارس الدينية كشكل من أشكال الاحتجاج والمعارضة.

لذلك أقامت مجموعة من الفتيات اللاتي كان أعلى مستوى تعليمي لهن هو اجتياز الصف الثاني عشر، معرضاً فنياً لمدة يوم واحد في 7 آذار/مارس في دشت برشي في العاصمة كابول، بمناسبة يوم المرأة العالمي، وأعمال المعرض تناولت مقاومة المرأة والجرائم المرتكبة في حقها.

 

 

وعن أنشطة المعرض قالت زهرة رضائي إنه تم إطلاقه هذا المعرض في عام 2018 ويتم تدريب حوالي 100 إلى 150 فتاة فيه "أقمنا معرضنا بمناسبة يوم المرأة العالمي، لإيصال أصوات النساء وآلامهن وآمالهن، ومنذ عام 2018، قمنا بتخريج عدد كبير من المشاركات، على الرغم من أن الرسم هو فن لا يمكن التخرج منه، كلما تعلمت الفن أكثر كلما تحسن مستواك فيه أكثر، حيث أن هذا المجال يتضمن إصدارات جديدة، وأقساماً جديدة ومتنوعة، وأنماطاً مختلفة، ومن يريد الضلوع في هذا المجال يستطيع أن يستمر في التعلم والعمل لسنوات غير محدودة".

وفيما يتعلق باختلاف مستوى الاهتمام بين الفتيات قبل وبعد عودة طالبان إلى الحكم، قالت "الطالبات اللاتي تخرجن يعملن الآن كمدرسات، أما عن الفرق بين الظروف قبل وبعد طالبان هو أن عدد الطلبة قد زاد لأن أبواب المدارس مغلقة والطريقة الوحيدة لتقدم الفتيات هي من خلال الفن".

وفي النهاية، وجهت رسالة للنساء اللاتي فقدن وظائفهن وتعليمهن "يجب على النساء، مهما كانت ظروفهن، ألا يفقدن الأمل"، حاول أن تتعلم فناً، أو مهنة، واستخدم كل السبل المتاحة لتطوير نفسك "إنهم يضربون أنفسهم فقط بسبب الإحباط".

 

 

من بين المشاركات زلفا محمدي التي كانت طالبة في الصف التاسع قبل سيطرة طالبان على السلطة، إلا أنها مع انطلاق المعرض أصبحت طالبة في قسم الرسم بالإضافة إلى تعلمها التصوير الفوتوغرافي الفني، حيث قالت "أقمنا هذا المعرض ليكون نافذة أمل للنساء والفتيات الأفغانيات، وهناك سبب آخر لإقامته وهو احتفالاً باليوم العالمي للمرأة".

وأضافت "أهنئ الشجاعات والجريئات في اليوم العالمي للمرأة، وأؤكد لهن أننا نستطيع أن نخلق نافذة أمل للنساء والفتيات، وأن المعرض الذي شهدنه تم تنظيمه بالكامل من قبل النساء والطالبات لمنحهن الأمل واحتفالاً بهذه المناسبة، ويضم هذا المعرض صوراً تظهر كيف اتجهت الفتيات إلى الرسم بعد إجبارهن على ترك المدرسة، والآن أصبح تركيزهن بالكامل على الرسم".

وعن انضمامها إلى المعرض قالت "كنت أعمل في الغالب في مجال التصوير الفوتوغرافي، وفي أحد لقاءاتي مع القائمين على المعرض، أرشدوني إلى مجال التصوير الفوتوغرافي للتطوير من مهاراتي، وبعد ذلك بدأت أيضاً بالرسم، لأن الفنيّن مرتبطان، وفي الوقت نفسه، كنت أرغب في تغطية أنشطة المرأة، لكن بسبب التضييق الذي يطبق على النساء والفتيات مع عودة طالبان، لم أتمكن من الاستمرار".

وفي ختام حديثها، وجهت زلفا محمدي رسالة للفتيات "الطريقة الوحيدة التي يمكن للنساء من خلالها في أفغانستان أن تناضلن، هي ألا تفقدن الأمل والشجاعة، لذلك كن شجاعات ولا تستسلمن، يجب عليكن أن تكن متفائلات، وأن تواصلن عملكن وأهدافكن، وأن تكن قويات تلعبن دوراً مؤثراً في المستقبل، في مجالات مثل التعليم والفن والعمل".