الذاكرة والفرمان الـ 74 ـ 6

روت غزال خيرو، أحد شهود الفرمان الـ 74، الأيام التي عاشتها في ظل الفرمان والقوة التي اكتسبتها بعد رؤية مقاتلي قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA Star.

ميديا هاوار

شنكال ـ في الفرمان الـ 74 الذي حدث في 3 آب/أغسطس من عام  2014 والذي شنه داعش على شنكال، لو لم يكن هناك ممر إنساني لكان الإيزيديون واجهوا مجزرة وإبادة كبيرة بعد أن تُركوا بمفردهم، وكانت قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني يسدون طريقهم ولا يسمحون لهم بإنقاذ أنفسهم، لكن هبت قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA Star بالإضافة إلى قوات ووحدات من روج آفا إلى نجدة الإيزيديين وفتحت ممراً إنسانياً لإنقاذهم.

تحدثت غزال خيرو عضو دبلوماسية الإدارة الذاتية في شنكال، هي أيضاً أحد شهود الفرمان، عن اللحظات الأولى للفرمان وحتى الوضع الحالي في شنكال، مبينة أن المجتمع الإيزيدي مدين للقائد عبد الله أوجلان.

وعن بداية سماع اسم داعش، قالت "عندما سمعنا اسم داعش قالوا إنهم يقتلون ويختطفون الناس في الموصل. لم نكن خائفين من داعش لأننا قلنا إننا لم نطلب أي شيء من الدول. لم نتوقع حدوث شيء كهذا وظننا أنه قد حدثت انقلابات عسكرية في الحكومة من قبل وقد يكون هذا أحدها".

 

"رأينا حقيقة داعش"

وعن مغادرة المنزل والهروب إلى الجبال، لفتت إلى أنه "سمعنا أنهم اقتربوا من جهة كرزرك. كانوا يتنقلون ويتحركون ليلاً وأرادوا مهاجمة القرى. في الساعة الواحدة ليلاً بدأت المعركة في كرزرك فخرج بعض سكانها وغادروا، وتوجه بعضهم إلى السواتر الترابية وقاتلوا وبقي البعض حتى الصباح. نحن أيضاً بقينا في القرية حتى الصباح. ثم قالوا إن داعش يقتل الرجال ويختطف الفتيات والنساء ويعتدي عليهن. عندما سمعنا ذلك غادرنا. في ذلك الوقت، كنت أنا ووالدتي فقط في المنزل وكان منزل شقيقتي مجاوراً لمنزلنا، وقد غادرنا معاً في سيارتهم. ذهبنا إلى قرية جبلية تدعى ماديكا وأخذنا طعاماً معنا، ولكن قلنا أننا سنعود وسيتم حل كل شيء قريباً".

وأشارت إلى أن الأحداث التي حصلت زادت من خوفهم من داعش "سمعنا أنه تم اعتقال بعض الشباب من أهالي خانصور وسنون وبينما كانوا في طريقهم لإحضار الطعام لعائلاتهم، تم القبض عليهم وقتلهم في الطريق وبعد تلك الحادثة زاد الخوف في قلوبنا، وواصل الناس الركض نحو الجبال. كانت أياماً صعبة للغاية. مع حلول ذكرى الفرمان كل عام، تمتثل تلك الصعوبات وتلك المشاهد أمام أعيننا. كان لدى جيراننا ستة أبناء متعلمين لكن عندما أرادوا المغادرة قطع داعش الطريق أمامهم واعتقلهم جمعياً ولا يزال مصيرهم مجهول حتى اليوم".

وبينت أن وصول مقاتلي قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA Star لنجدتهم فتح باب الخلاص "كنا في الجبال وقالوا أن المقاتلين سيأتون، وكل الناس الموجودين في الجبال والذين كانوا متعبين ويواجهون صعوبة في الجبال أصبح لديهم أمل. لقد فُتح بابٌ الخلاص أمام الناس".

 

"سنحمي شنكال"

وتحدثت غزال عن حياتها في مخيم "نوروز" في روج آفا "دخلنا روج آفا وكانت هناك حرب في بعض مناطقها أيضاً، لكن تم إرشادنا حتى وصلنا مدينة ديريك. كان المخيم جاهزاً لكنه لم يكن كافياً. جاء الكثير من الناس لاستقبالنا وأحضروا لنا الطعام. بعد ذلك استقرينا في المخيم واسترحنا لبضعة أيام. من ثم بدأنا في بناء وحدات YBŞ. انضم الشباب وتلقوا التدريب هناك وذهبوا إلى شنكال للإنقاذ. تعرفنا على أفكار القائد أوجلان وأخبرت عائلتي أنني سأشارك في العمل والأنشطة في المجالس والكومينات. قالوا لنا لكي تعودا إلى شنكال عليكم أن تنظموا أنفسكم. لقد بقينا في روج آفا لمدة 5 سنوات تقريباً".

وفي نهاية حديثها قالت غزال خيرو "بعد 5 سنوات، عندما عدنا إلى شنكال، انخرطت في العمل وعقدنا مؤتمراً للمجلس. أصبحت الرئيسة المشتركة للمجلس. أقوم بعمل مختلف وحل أعضاء جدد محلي في المجلس. حتى الآن، نحن مستمرون في عملنا، وباعتبارنا الإدارة الذاتية لشنكال، فإننا نستعد لاستقبال الأهالي".