الأطفال والنساء ضحايا العمل القسري في ورش طهران

يستغل أرباب العمل في الورش التجارية وفي الغالب يوظفون أطفالاً وأشخاصاً من ذوي الإعاقة بكونهم لا يملكون القدرة على اللجوء إلى السلطات القضائية.

مركز الأخبار ـ توجد حالات "استغلال" للأطفال والنساء والمواطنين الأجانب في ورش العمل الواقعة على أطراف العاصمة الإيرانية طهران، حيث يستغل بعض أرباب العمل ضعف هؤلاء العمال وغياب قدرتهم على تقديم الشكاوى، مما يدفعهم لتشغيلهم دون تأمين وعدم منحهم حقوقهم القانونية.

نشرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية تقريراً اليوم الأربعاء 11 أيلول/سبتمبر تحت عنوان "استغلال الأطفال والعمال المضطهدين في وضح النهار".

وأشار التقرير أن العديد من الورش التجارية في مناطق مثل باكدشت وشريف آباد، في ضواحي العاصمة الإيرانية تعمل دون الحصول على كود تسجيل لدى التأمينات الاجتماعية.

وقال ناشط عمالي إن هذه الورش توظف في الغالب أطفالاً، وأشخاصاً من ذوي الإعاقة، وأشخاصاً يعتمدون على تأمين آبائهم، بالإضافة إلى أفراد من الفئات الضعيفة مثل الأجانب والنساء المعيلات للأسر، مشيراً إلى أن هؤلاء العمال "لا يملكون القدرة على اللجوء إلى السلطات القضائية أو تقديم شكاوى"، ولذلك يقبلون بالعمل لمدة تصل إلى 12 ساعة يومياً، دون فترات راحة أو تأمين اجتماعي.

وأكد أن هذه الورش التجارية على الرغم من انتشارها في كل مكان، لا يقوم مفتشو العمل والتأمينات الاجتماعية بزيارتها أو مراقبتها، لافتاً إلى أنه يتم توظيف فتيات يبلغن من العمر 15 عاماً أو حتى أقل، دون تأمين.

وفي إيران لا توجد إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد الأطفال العاملين إلا أن الأمين العام للجنة حقوق الطفل في مجموعة حقوق الإنسان التابعة لاتحاد نقابات المحامين ذكر في اجتماع عقده في 22 حزيران/يونيو الماضي أن آخر الأرقام الرسمية تشير إلى وجود 3 ملايين طفل عامل.

وقبل شهرين أعلن القائم بأعمال مكتب شؤون المتضررين الاجتماعيين في منظمة الرعاية الاجتماعية الإيرانية في أواخر نيسان/أبريل عن وجود 120 ألف طفلاً عامل في إيران.

وكشفت صحيفة "همشهري" في تقرير لها العام الماضي عن وجود مدرسة في "المنطقة 16" جنوب طهران، حيث يُجبر الأطفال على العمل بجانب الدراسة، ويأتون إلى المدرسة بعربات يدوية تساعدهم في عملهم.

وأكدت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية في تقريرها أن العمل دون تأمين لهؤلاء الأطفال يعني أنهم محرومون من التقاعد ومن أي حقوق في حالة العجز، وإذا وقع حادث أثناء العمل، لن يتحمل أحد المسؤولية عن العامل المصاب أو المتوفى، لافتاً إلى أنه إضافةً إلى الأطفال العاملين هناك العديد من العمال البالغين الإيرانيين في قطاع البناء الذين يُحرمون من التأمين بسبب عدم حصولهم على "شهادة المهارة الفنية والمهنية".

وفي أواخر آب/أغسطس من هذا العام، كشف رئيس جمعية صناعة البناء، أن هناك نحو مليون و600 ألف عامل بناء في إيران، منهم حوالي 800 ألف عامل دون تأمين.

وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2023 صرح رئيس اتحاد النقابات العمالية لعمال البناء، بأن التأمين قد تم إلغاؤه لحوالي 300 ألف عامل خلال السنوات الثلاث الماضية، مضيفاً أن التأمين لم يشمل أي عمال جدد وأن حوالي 500 ألف عامل ما زالوا في قائمة الانتظار للحصول على التأمين.